على طريقة إسماعيل ياسين.. "شعرة" فايلر مع جماهير الأهلي "ساعة تروح وساعة تيجي"

الاثنين 16 مارس 2020 | 02:34 مساءً
كتب : أحمد عصام

"إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي"، هذا منطق العقلاء، أما "إن لم تكن معي فأنت ضدي" فهذا المنطق مرفوض أخلاقيًا وإنسانيًا، حيث بات الوضع في الشارع الرياضي المصري صعب للغاية حيث أصبحت الرؤية والنظر للمواقف متغيرة تمامًا كل يوم.

البداية حينما أعلن مجلس إدارة النادي الأهلي بتعاقده مع السويسري رينيه فايلر مديرًا فنيًا للفريق الأول بالنادي، خلفًا للأرجنتيني مارتن لاسارتي، وذلك بعد ترشيحات عديدة بينه وبين العديد من الأسماء البارزة في عالم التدريب على رأسهم الإيطالي سباليتي والبرازيلي مانو.

لكن قرار تعيين رينيه فايلر مدربًا للأهلي قوبل بعاصفة عارمة من الانتقاد وعدم الرضا من جانب كل من ينتمي للقلعة الحمراء، من جماهير النادي والنقاد والإعلاميين واللاعبين القدامى، والجميع أكد وبرهن بأن فايلر لا يصلح لتدريب الأهلي، وأن طموحات النادي أعلى وأكبر منه بكثير، وأن النادي الأهلي من يقوده لابد وأن يمتلك سيرة ذاتيه قوية وصاحب ألقاب وبطولات واسمه يتحدث عن نفسه.

وأشار الجميع إلى أن الأهلي اسم كبير ويصنع مجد من يتواجد داخل جدرانه، وهدفه دائمًا الفوز بجميع البطولات التي يشارك بها، وفايلر لن يستطيع ولن يتمكن من إحداث كل هذه الطفرة مع الأهلي وإرضاء جماهير القلعة الحمراء.

وبعد ساعات قليلة من كل هذه الاعتراضات على التعاقد مع فايلر، وبمجرد وأن شاهد الجميع أول أيام السويسري مع النادي الأهلي خلال التدريبات، بدأت كل هذه الانتقادات تتحول إلى إعجاب وإشادة بكل ما يرونه خلال تدريبات الفريق على ملعب النادي "التتش" بالجزيرة، وخرجوا بآراء مغايرة ومعاكسة ومناقضه لما قالوه في البداية.فايلر

بالإضافة إلى أن بداية فايلر مع النادي الأهلي، حصل على بطولة السوبر المصري بعد الفوز في مباراة مثيرة أمام غريمة التقليدي نادي الزمالك، والفوز بنتيجة 3/2، ونال إعجاب شديد من الجماهير، وحقق الفوز في جميع المباريات بمسابقة الدوري المصري، إلا أنه تعثر في بداية مشواره في دور المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا.

وخرج الجميع يتحدث بأن فايلر مدرب محلي فقط وضعيف، ولن يستطيع أن يقود الفريق في بطولات إفريقيا، ولابد من إقالته والتعاقد مع مدرب كبير يقود الفريق في بطولة دوري أبطال إفريقيا، ليعود فايلر ويرد على كل هذه الإنتقادات ويتمكن من تحقيق الفوز على النجم الساحلي التونسي في القاهرة والتعادل مع الهلال السوداني في أم دورمان، وإنهاء دور المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا في المركز الثاني والتأهل لربع النهائي، ليواجه صن داونز الجنوب إفريقيا، ويصعد لنصف نهائي دوري أبطال إفريقيا على حساب أولاد "البافانا بافانا".

طبيعتنا كبشر مختلفون لحكمة، "ولو شاء ربك لجعل الناس أُمة واحدة ولا يزالون مختلفين"، لكن ليس بمعني أن تكون كل ساعة برأي مثل الجملة الشهيرة في فيلم "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين": "أنا عندي شعرة ساعة تروح وساعة تيجي".

في النهاية، لابد أن نحكم في الأمور بمنطق وعقلانية، لن يمتلك فايلر عصا سحرية، ويتحول الأهلي في يوم بين "عشية او ضحاها"، ويحصد جميع البطولات، ولا هو المدرب السيء الذي يقلق جماهير الأهلي على الفريق، ولابد من دعمه ومسانده لتحقيق طموحات جماهير القلعة الحمراء.

اقرأ أيضا