"من الكوليرا لكورونا".. التاريخ الأسود للطاعون في شوارع القاهرة

الاربعاء 18 مارس 2020 | 09:08 مساءً
كتب : مصطفى الخطيب

اجتاح العالم بداية عام 2020 فيروس كورونا الذي ضرب أغلب دول العالم خلال الفترة القليلة الماضية ومن بين هذه الدول مصر، والذي سجلت عدد من الإصابات وحالتين وفاة خلال الأيام الماضية، مما اضر الحكومة لوضع عدد من الاجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس وحماية المواطنين من الأمراض.

وضربت مصر خلال تاريخها عدد من الأمراض ومن بين تلك الأوبئة ما هو كان عابرًا، ومنها ما استقر لعدة أعوام، وهو مرض الكوليرا الذي ظهر بين المصريين لعدة مرات متعاقبة، في كل مرة حصد الكثير من الأرواح، وآخر استمر حتى الآن وهو فيروس C، الذي ظهر وما زال مستمرًا في حصد الأرواح حتى الآن.

وفى التقرير التالي نرصد تاريخ الطاعون الاسود الذي ضرب البلاد خلال السنوات الماضية.

الطاعون

هاجم وباء «الطاعون» مصر خلال فترات متعددة، فخلال الفترة من أكتوبر 1347م ويناير1349م، لقي نحو200 ألف مصري حتفهم على طريق القوافل الذي يربط ما بين القاهرة وبلبيس، وقيل إن الجثث كانت تتناثر في كل مكان على طول الطريق، وأتى الطاعون والمجاعة بعد ذلك على الأخضر واليابس بين 1347م و1349م، وذلك حسب كتابات بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ والمفكر الإماراتي، الدكتور محمد فارس الفارس.

الكوليرا

وعاشت مصر مرارة وباء «الكوليرا» لثلاث مرات متعاقبة أولها عام 1883 م ثم في عام 1902م وآخرها 1947م؛ ففي 22 يونيو 1883م ظهرت الكوليرا في مدينة دمياط، ومنها انتشرت لباقي المدن المصرية، وحاولت قوات الاحتلال البريطاني – آن ذاك- إيهام المصريين بأن المرض محلي وبدايته من مصر، ولكن التحقيقات الرسمية أثبتت أن أحد قائدي السفن أتى إلى مصر قادمًا من الهند وكان يحمل جراثيم الكوليرا.

95 ألف ضحية

وبنهاية أغسطس عام 1883، تم القضاء المرض وأثبتت التقارير أن عدد ما خلفه من خسائر بشرية يٌقدر 40 ألف ضحية، وعاود وباء الكوليرا الظهور مرة ثانية عام 1902 وقضى على أغلب جنود الاحتلال الإنجليزي في معسكر التل الكبير، ثم انتقل إلى بلدة القرين بمحافظة الشرقية، ثم انتشر كالريح في جميع أنحاء مصر، وخلف 35 ألف حالة وفاة، وفاجئ الوباء المصريين بظهوره مرة ثالثة عام 1947 وأدى إلى حدوث نحو 20 ألف حالة وفاة، وذلك حسب مقال للكاتب شجون خليفة.

إنفلونزا الطيور

وظهرت أول حالة إصابة بمرض إنفلونزا الطيور في مصر فبراير 2006، وانتشر في عدد كبير من المحافظات، وقضت على جزء كبير من الثروة الداجنة، وبلغ إجمالى حالات الإصابة بمرض إنفلونزا الطيو بين البشر خلال عام 2014 في مصر 14 حالة، منها 6 حالات وفاة و8 حالات شفاء تام.

وهم إنفلونزا الخنازير

وتعرضت مصر لموجة وبائية لإنفلونزا الخنازير بدأت عام 2009، وتم اتخاذ إجراءات وقائية ضدها مثل تأجيل الدراسة، واستخدام وسائل الإعلام لنشر طرق الوقاية من المرض، إلا أنه بعد ثورة 25 يناير الماضي، قل تداول الأخبار عن هذا المرض في وسائل الإعلام، وظهرت بعدها أقوال تفيد بعدم وجود هذا الفيروس من الأساس، وأن النظام السياسي يختلق وجوده لإغفال المصريين عن القضايا السياسية.

وباء الحصبة

وظهرت أول حالة مصابة بوباء الحصبة في مصر، هذا العام، بمدينة مرسي مطروح، والتي استقبلته مستشفى حي الشروق بمنطقة الكيلو 7، وانتقاله إلى مستشفى مطروح العام، ثم انتشرت بواحة سيوة غرب مرسي مطروح، مما تسبب في وفاة 5 حالات، وانتقل الوباء إلى مدينة السلوم وتسبب في وفاة حالة واحدة وإصابة العشرات بالمدينة.

اقرأ أيضا