"مدرسة كرة الشارع" وعلاقة عم مصطفى بـ"فان دايك"

السبت 04 ابريل 2020 | 08:01 مساءً
كتب : محمد عماد

"زين زين زين دراويش"، كانت جملة مُفضلة إلى قلبي لأنها توحي ببدء المباراة الكاميرات من حولنا تنظر وتُتابع وترصد كل "حريف"، صافرات وتصفيق تعلو بعد كل منظر جمالي يقدمه أحدًا منا، أراء مؤيدة ومُعارضة تعطي حياة فيها اهتمام.

أنا "عم مصطفى" صاحب الـ٥٦ سنة عاشق لكرة القدم من صغري ويشهد لي الجميع بتفوقي على من حولي حتى صار حلمي حقيقة عندما جاء مندوب بالنادي الأهلي "الكشاف" وطلب مني أن أكون ضمن كتيبة القلعة الحمراء، ولكن "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود" كنت في مذبح في السيدة زينب أحصل على بعض القروش من أجل لقمة العيش، وعند قدوم العرض تأكدت من ضياعه، "كورة أي يابني إحنا فاضيين أنت اخرك تلعب في الشارع زي دلوقتي"، على الفور هربت ورفضت العرض لأن هذه الجملة ترددت في تفكيري كثيرًا، وخصوصًا لأن الكرة في وقتنا لم تقدم عائد مادي مناسب للأهالي.

كنت أقصد بالكاميرات في أول حديثي وهي عيون الأصدقاء والأقارب، كرة الشارع وبدايتها "كرة الشراب" كانت البداية، ٤ أفراد في مواجهة ٤ مثلهم، الفارق بيننا وبين أوروبا هو :

- الحارس في مصر ليس ثابت وإذا لم يكتمل العدد أصبح علينا الاحتكام لحارس مشترك

- حجم المرمى ٤ خطوات على عكس دول أوروبا ٨ خطوات

- طول المرمى فوق مد أيدي الحارس بـ١٠ سم فقط، وهذا يتطلب دقة كبيرة من المهاجم.

- مبدأ تكافؤ الفرص لسنا في حاجة أن يكون الكسبان مستمر، ولكننا في حاجة للمتعة.

- لسنا في حاجة للاهتمام الدولي لأننا نظمنا بطولات ودورات لدرجة أننا نلعب ذهاب وإياب في شارعنا والشارع المجاور والنهائي في أرض محايدة، وكان النهائي لقاء واحد يعني سبقنا الاتحاد الأفريقي في هذه الخطوة.

الموهبة انتهت في زمن pupg

انتهى كل ما قرأتموه الآن أصبحت الألعاب الإلكترونية الشغل الشاغل حاليًا وبالأخص لعبة pupg، أين متعة كرة الشارع التي صنعت نجوم؟ ، فمن كرة الشارع ظهر حسن شحاته وظهر محمود الخطيب، وكان حسام وإبراهيم حسن يتألقون في شوارع حلوان، بجانب أحمد المحمدي الذي صرح وقال بإنه إشتاق لكرة الشارع التي تُبين اللاعب الحقيقي، أصبحت لقطة في فيلم "بحبك وأنا كمان" للفنان مصطفى قمر عندما قال لمحمد لطفي "فيها أي انا عاوز ارجع زي زمان".

كرة الشارع ونجم ليفربول

أتذكر عندما سأل أحد الصحفيين النجم الهولندي فان دايك لاعب ليفربول الإنجليزي، عن صعوبة تخطيه بمهارة واحد لواحد، فأجاب "في صغري كنت في الشارع لعبت في الشارع المهارة كانت أعلى رؤية الكرة تزيد كنت مهاجم أفكر في المرور في المساحات الضيقة، وعندما أصبحت مدافع وجدت الأمر صعب للغاية في الشارع، ولأني تدربت على الصعب أصبحت أفضل مدافع في العالم".

علاقة عودة الألمان بكرة الشارع

وقرأت أيضًا حديث بيرهوف المدير الفني للمنتخب الألماني، عن إمكانية عودة" المانشافت" لسابق عصره، في حال التفكير والاتجاه لعقلية كرة الشارع، أي الاهتمام بالسرعة والقوة والمهارة الفردية.

أين عم مصطفى لاعب كرة الشارع؟

أقرأ صفحة الرياضة في الجورنال وأنظر للتصريحات وأتذكر سابق عهدي، ولكني رأيت منتخب مصر لكرة الشارع حقق في العام الماضي المركز الخامس عالميًا، شعرت بالحزن لأن بعد هذه الفروق الذي ذكرتها إذا كان في اهتمام كانت لمصر المرتبة الأولى في كرة الشارع، وأصبحنا في مرتبة متقدمة في كرة القدم على البساط الأخضر، وأصبح هنا ١١ محمد صلاح بدلًا من واحد فقط، "الاهتمام يُسبب النجاح".

موضوعات ذات صلة

بعد عرض الريال.. توتنهام يوافق على رحيل هاري كين

"عدة طعنات".. القصة الكاملة لـ مقتل مسن على يد نجله بالعياط