"الثأر ولا العار".. عقيدة فاسدة تحصد أوراح آلاف الأبرياء.. والإفتاء: الدين برىء من جرائمه

السبت 01 اغسطس 2020 | 09:35 مساءً
كتب : علي عرفات

يراود العديد من الذين يمرون بمشاكل نفسية أو مالية أو أمراض جسدية أو انهيار فى العلاقات العاطفية الى فكرة الخلاص من حياتهم، وخاصة عندما تنتابهم حالات الاكتئاب النفسي، فضلًا عن تكرار حالات انتحار مصابي كورونا فى الفترة الأخيرة، فقد كان الفقر والبطالة والمرض على قائمة مبررات إقدام البعض على الانتحار، فالشخص المنتحر يكتشف فجأة أنه عاجز عن تلبية احتياجاته أو غير قادر عن تحمل آلامه، لم يعد لديه أي حلول ليجتاز هذه الحالة، فـ يقال إن للمنتحر مبررات كثيرة، وفى مجملها تقع تحت كلمة العجز، فى لحظات يشعر الإنسان أنه أصبح عاجزاً عن مواجهة مشاكله أو فعل أى شئ، وأن استمراره لا فائدة منه وسوف يتسبب له فى مزيد من الشعور بالعجز أو الانكسار أو الخجل أو المهانة أو الفشل".

في واحدة من أبشع الحوادث التي يسمعها ويشاهدها الرأي العام، حيث حدث خلال الأيام القليلة الماضية واقعة اندلاع حريق فى إحدى الشقق السكنية بعمارات مدينة العبور بالقاهرة، وخرجت ألسنة اللهب من النوافذ والتي أعلنت عن مصرع زوجين فى العقد السابع من العمر، لكن الغريب في تلك الحادثة هو أن الزوج حاول مرارًا أن ينقذ حياة زوجته من الموت حرقًا إلا أنها باتت بالفشل، وبعد محاولات عدة تفاقم الوضع دون منقذ لهم قام بالقفز من الطابق الحادى عشر ليسقط على شجرة وتنتهى حياته، مما نسُلط عليه الضوء، هل مات منتحرًا، وما حكم الدين وفي تلك الوفاة.

الرأي الديني:

وعلق الشيخ محمود رياض، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الانتحار من أكبر الكبائر، وأن الله عز وجل قال في كتابه العزيز "ولا تقتلوا أنفسَكم إن الله كان بكم رحيما"، ومن يقوم بذلك الجرم سوف يلقى عقابه من الله، وأن النبي ﷺ قال: "من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة"، موضحًا أن الانتحار عند أهل السنة والجماعة لا يكون كافراً إذا كان مسلما، ولكنه انتحر لأسباب إما مرض شديد وإلا جراحات شديدة وأشباه تلك الأعذار، فـ الانتحار بوجه عام منكر وكبيرة من كبائر الذنوب ولكنه لا يخرج به من الإسلام، فيكون تحت مشيئة الله كسائر المعاصي، إن شاء الله عفا عنه وأدخله الجنة بإسلامه وإن شاء ربنا عذبه في النار على قدر الجريمة التي مات عليها.

وأضاف أحد علماء الأزهر الشريف، أن هذه القضية ليست لها علاقة بالانتحار، ولا تندرج تحت التخيير بين طريقة الموت، حيث أن تفسير تصرف المتوفى بأن يقفز من الطابق الحادى عشر هو نتيجة البحث عن طريق للنجاة من ألسنة اللهب، لذلك لا تنطبق عليه طريقة الانتحار ويترك أمره لربه، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ عندما قال: "من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة"، ذلك يعني أن يقوم الشخص متعمدًا بواسطة ألة أو ما شابهه بازهاق روحه والتخلص من حياته وهي أيضا نتيجة لأسباب لـ عدة أسباب منها الإجتماعية والإقتصادية وهو لا يكفر عند جمهور العلماء.

وعلق الشيخ محمود رياض، أحد علماء الأزهر الشريف، على القضية التي تم تداولها بشكل واسع بعد أن انتحر شاب لبناني وترك رسالة تضمنت عدة كلمات لكنها هزت الرأي العام اللبناني وهي "أنا مش كافر بس الجوع كافر"، وتناقلت مواقع التواصل الإجتماعي صور انتحار الشاب بالقرب من أحد المقاهي في منطقة الحمرا في بيروت، ولفتت وسائل إعلام لبنانية إلى أنه أطلق النار في فمه، تاركًا رسالته "أنا مش كافر بس الجوع كافر"، أن هذه القضية ينطبق عليها أحكام الانتحار، وذلك نتيجة لسوء علاقته مع الله عز وجل قائلًا: "إلا إذا كان متاح لكل شخص فرصة الانتحار نتيجة مروره بضائقة مالية أو نفسية لارتفعت نسب الانتحار في العالم أجمع سواء كان من المسلمين أو غير المسلمين".

الجانب النفسي:

وفي هذا الصدد لا بد من أخذ الرأي من الجانب النفسي في تلك القضيتين، ويقول الخبير النفسي الدكتور على عبدالرحمن، معلقًا أن التفسير النفسي لقضية إلقاء الرجل بنفسه من الطابق الحادى عشر، إن الشعور باللهب والاحتراق أصعب بكثير من أي ألم من الممكن أن يتحمله أي إنسان، ولم يجد أمامه سوى "الشباك" لذلك قرر القفز منه على أساس أن تصل الإصابة إلى بعض الكسور والكدمات، مشيرًا إلى أنه ذلك الوقت قارن بين الموت المؤكد بالاحتراق أو الاختناق وبين المجازفة بأن يلقي بنفسه من الطابق الحادي عشر باعتقاد أن يصاب بجروح أو كسور، مشيرًا إلى أنه من منطلق تلك القضية لا بد من أن تكثف الحماية المدنية من جهودها التثقيفية وإرشاد الأشخاص إلى كيفية الخروج من تلك الأزمات.

وعلق أيضا الخبير النفسي، على قضية انتحار الشاب اللبناني صاحب مقولة "أنا مش كافر بس الجوع كافر"، حيث قال إن من أكثر حالات الانتحار شيوعًا تكون بسبب الفقر، مشيرًا إلى أن الانتحار ليس وليدة اللحظة ولكن يسبقة تفكير حاد قبل الاقبال على ذلك قائلًا: "إن المنتحر قبل أن يقبل على تلك الخطوة بالفعل قد واجه العديد من التحديات التي أنتهت بالانتحار.. بأنه قد وجه رسالة إلى المجتمع بأنهم ربما لم يشعروا بوجوده أثناء حياته وكأن يقول لهم "ربما تشعرون بي وأنا ميت"، وسبقت تلك الحالة الكثير من الصراعات بينه وبين الفقر وتحقيق ذاته إلى أن يصل إلى الفشل فلذلك يكون فريسة لحالة الانتحار".

مصر تتصدر الدول العربية فى معدلات الإنتحار

فى إحصائية أصدرتها منظمة الصحة العالمية، تصدرت مصر كل الدول العربية فى معدلات الانتحار بـ 3799 منتحرا، وهو رقم قياسى لا توجد إحصائيات موثقة توضح هل انخفض العدد أم زاد خلال السنوات التالية، ففى تقرير نشرته إحدى منظمات المجتمع المدنى منذ خمسة أشهر انتحر 101 مصرى خلال شهور مارس وأبريل ومايو من هذا العام".

ويضيف: "أن صغر سن هؤلاء المنتحرين يثير التساؤلات حول مدى الإحباط الذى يحاصر هذه الفئات الواعدة من المصريين المفترض أنهم يمثلون أمل الأمة ورغبة المجتمع فى التجديد والتطوير، فى نفس الوقت الذى تتحدث فيه الحكومة عن إنجازات غير مسبوقة يعيشها المصريون فى مختلف المجالات، وتنظم فيه مؤتمرات للشباب لا تمت لهم ولا إلى مشاكلهم الحقيقية بأى صلة".

دار الإفتاء المصرية: المنتحر ليس كافرا

وقد قالت دار الإفتاء المصرية، إن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، المنتحر ليس بكافر و "لا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم، وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين".

وأكد الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الانتحار حرام شرعا، حيث إن الله سبحانه وتعالى كرم نفس الإنسان، لافتا إلى أن المنتحر قام بارتكاب جريمة وخطأ في حق نفسه وهذا فعل شنيع وفاسق آثم، موضحا أنه يعد فعلًا شنيعًا لأن المنتحر تمرد على قضاء الله سبحانه وتعالى ولم يصبر على القضاء والقدر، ولكنه لا يعد كافرًا نظرًا أنه لم يخرج عن الملة، ومن ثم يصلي عليه ويدفن مع المسلمين.

ولفت إلى أن المنتحر هو "مريض نفسي" غير متزن بالمرة ويكون غير مدرك لما يفعله في ذلك الوقت، مردفًا " الاعتراض على قضاء ربنا ليس بكفر، فإذا رسب طالب في الامتحان أو تعرض لشخص لبعض ضغوط الحياة والهموم ومنهم من يصل لحالة اليأس فلا يستطيع التحمل فيقبل على الانتحار ، فهم غير راضين على ما يحدث لهم ومعترضون على قضاء ربنا ولكنهم ليسوا بكافرين، فالله رحيم بعباده لذلك ندع الحكم بالكفر لله سبحانه وتعالى".

متى يجوز إطلاق لفظ "كافر" على الشخص المنتحر

وقد الدكتور محمد الشحات الجندي أكد أن الحالة التي تسمح إطلاق لفظ كافر على شخص، هو الخروج عن الملة وهو في كامل وعيه وبإرادته دون الضغط من أحد، فيكون قلبه مطمئن بنطق كلمة "الكفر، و أن عدم تكفير المنتحر لا يشجع على الانتحار إطلاقا، حيث أن الإسلام حذر الإنسان من قتل النفس والمحافظة عليها لأن نفس الإنسان ثمينة وهناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر من قتل النفس.

وذلك كما روى الإمام مسلم في صحيحة من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدا"، وشدد على عدم جواز أن يصدر أي شخص إفتاء من تلقاء نفسه؛ حيث إن الفتاوى الخاطئة من البعض مثل ما أصدر أن المنتحر كافر جعل الكثير لديه اقتناع تام بأن المنتحر يعد شخصًا خرج من الملة وهو كافر.

لا يجوز تكفير المنتحر

وقال الشيخ على فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن المنتحر هو شخص عاص يعترض على قضاء الله سبحانه وتعالى، ولكنه ليس بكافر ولا يجوز تكفير أي شخص، موضحًا أنه لا توجد أدلة شرعية تصرح بأن الانتحار هو كفر صريح، موضحًا أن حالة الكفر تكون إذا خرج عن الملة وعدم الاعتراف بوجود الله و لا توجد دلالات شرعية تصرح بأن الانتحار هو كفر صريح، مستشهدًا بالحديث النبوي "من شرب سما، فقتل نفسه، فهم يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردي من جبل، فقتل نفسه، فهو بتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا".

وأضاف أن إذا أقدم المنتحر على الانتحار وهو يجهل أنه حرام شرعًا فقد يغفر له الله، أما إذا كان يعلم أنه حرام ويعي بما يفعله فلا يجوز وسيعاقب، لافتًا إلى أن الله سبحانه وتعالى حذر من قتل النفس في قوله تعالى "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون" وكذلك في قوله تعالى "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".

الرأي القانوني:

علق المحامي إيمن محفوظ، أن من أسوء العادات الجاهلية المنتشرة حتي يومنا هذا هي العادة المجرمة دينًا وقانونًا، ألا وهي جريمة الثأر وهي عادة تحكمها تقاليد عائلية يرفضها كل صاحب عقل مستنير، وأن كان البعض يصبغها بصبغه فكرة القصاص الديني تطبيقا لقوله تعالي "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، فالقصاص موجه للأصحاب الألباب، أي أصحاب العقول المستنيرة، فالقصاص لابد أن يكون بيد ولي الأمر ومن خلال محاكمة عادلة حتي يكون القصاص للشخص المجرم أو الجاني، والأخطر أن عادة الثأر قد يكون الضحية إنسان لا ذنب له في جريمة ارتكبها غيره فالثأر يوجه لقتل شخص أخر غير الجاني ويكون أهم شخص في عائلة الجاني لإكساب عائلة الجاني أكبر قدر من الحزن علي المأخوذ منه بالثأر والذي يكون لا ذنب له في جريمة ارتكبها أخر.

وأضاف محفوظ، أن جريمة القتل عقوبتها هي الإعدام طبقا لنص الماده 230 عقوبات وتطبيقا للمبدا القانوني والتشريعي العام أن من قتل يقتل بل يتلاحظ أن بعض عائلات القتيل يحاولون بكل الطرق ابعاد التهمة عن الجاني وتبرئة ساحته قانونا من جريمة ارتكبها بالفعل أملا في القصاص بأيديهم بدل من إيقاع العقوبة من ولي الأمر، مشيرا إلى أنه لابد من توعية كافة العائلات المتناحره بالثأر و"أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا"، وأن دولة المؤسسات هي من ترعي حقوق المظلومين.

الأهالي تكشف كواليس جرائم الثأر

ما هو سر التمسك بالثأر؟

قال "أبو ساري"، أن سر التمسك بالثأر يرجع إلى العادات والتقاليد التي تربينا عليها والتي لا زالت موجودة إلى الأن، فأن الأخذ بالثأر يثبت مدى قوة الفرد أو العائلة التي ينتمي إليها ومدى قدرته على أخذ حقهم ويبين عدم ضعفهم والذي يندرج تحت مسمى "جلب العار ورفع الرأس".

هل من يأخذ بالثأر يعترف بأنه ضد الدين؟

أضاف أبو ساري، أن الأخذ بالثأر هو أمر من أمور الدين الذي قال عنها الله عز وجل " وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ"، وبهذا فهو ليس ضد الدين أو الشريعة الإسلامية، حيث نقوم بالتعدي على من تعدى علينا، وتلك هي العادات التي ورثناها من أجدادنا والتي نسير عليها إلى الأن، والأخذ بالثأر من الأشياء التي تبين مدى قدرة العائلة في حماية نفسها من كل مكروه قد يصيبها وسط القرية أو المركز أو حتى المحافظة.

ما فائدة قتل أحد أفراد عائلة القاتل؟

أكد أحمد، أن العرف الذي يسير بيننا هو أننا لا نقوم بالتعدي وأخذ القصاص إلا من الذي قتل المجني عليه، فأن كان الشخص الذي تعدى عليه قد تم القبض عليه أو قد سافر خوفًا من القصاص فأننا نقوم بأخذ الثأر من أحد أفراد عائلته ومن هم في الدرجة الأولى من تلك القرابة؛ لنتمكن من رفع رؤوسنا أمام أهل القرية التي نتواجد فيها، حيث أن الذي لا يستطيع أن يأخذ ثأره سواء من القاتل أو من ابنه أو من أخيه أو من أحد أفراد عائلته لا يستطيع أن يكون رجلا من رجال القرية.

لماذا لا يتم اللجوء إلى الشرطة لأخذ الحق بالقانون؟

قال أبو سراج، نحن لا نلجأ إلى القانون في حالة الثأر فإننا بمجرد أن يعلم أهالي القرية أننا لجأنا إلى القسم أو المركز هذا يعني أننا ضعاف ولا نستطيع أن نأخذ القصاص، وأيضا يكون ذلك بسبب تأخر العمليات الأمنية فبعد أن يقوم القاتل بقتل المجني عليه يهرب ويخفي نفسه، لذلك نحن نقوم بأنفسا بأخذ ثأرنا.

لماذا لا يتم المثول لحكم المحكمة بعد أن تقضي بحبس المتهم؟

قال أحد الأشخاص قد تعرض لقضية الثأر، نحن لا نمتثل للحكم التي تصدره المحكمة حيث من الممكن أن تقضي المحكمة بالمؤبد أو الحبس لعدة سنوات وهذا لا يشفى غليلنا ولا يرضينا فإن المجني قد قتل وهو يستطيع العيش بعد أن يقضي فترة العقوبة، بينما هو قد قتل ولا بد أن يُقتل، وأشار إلى قول الله تعالى: "العين بالعين"، مضيفًا، أما إذا حكمت المحكمة على المجني بالإعدام شنقًا، هذا يكون كافيًا وشافيًا لنا.

من الممكن أن يتم القبض على الشخص الذي أخذ بالثأر؟

أضاف الأهالي، أن الشخص الذي يقوم بالاقتصاص من ثأره لا يعني له أن يتم القبض عليه حتى إذا تطور الأمر وتم الحكم عليه بالسجن، فأن أهم شيء هو الأـخذ بالثأر من القاتل، فإذا تم القبض عليه يتم مراعاة اهلة وتوفير جميع احتياجاتهم.

ما هي الاستفادة من دائرة الدم حيث قد يكون في البداية المجني عليه شخص واحد ثم يتحول الأمر إلى بؤرة دماء؟

علق العديد من الأهالي والذين واقعوا قضايا الثأر، أن العناد السبب وراء ازدياد بؤرة الدم وقتل العديد من الأفراد وقد يصل الأمر إلى قتل الشباب أو أصحاب المكانة الرفيعة في العائلة، فالعادات والتقاليد التي عشناها كان يُقتل القاتل فقط، لكن الأن إذا لم يتمكن أهل المجني عليه الثأر منه المجني يلجؤوا إلى شخص أخر من أهل المجني، فيحدث أن الطرف الأخر الذي قتل أحد أفراده وهر لم يقم بأي تعدي أن يأخذ بثأره، فيقوم الطرف الأول بالقتل مرة أخرى وهكذا إلى أن يتم الصلح.

ما هو الأصل في عادات الثأر؟

قال عددا من الأهالي أن الأصل في قضايا الثأر أن يتم القصاص من القاتل، لكن في بعض الأحيان يحدث أن يهرب القاتل إلى خارج البلاد وهذا ما يصعب من عملية أخذ الثأر لذلك يتم التوجه إلى أحد أقارب المجني.

أسباب الثأر وانتشاره في الصعيد بكثرة؟

قال أبو سراج، إن من أهم أسباب كثرة الأخذ بالثأر في الصعيد هو العناد، فمن الممكن أن يكون هناك بيت من بيوت أهل قرية ما أو عائلة ما لا يستطيع أن يحصل على قوت يومه، لكن لابد من أن يوجد في بيته سلاح للدفاع عن نفسه ضد أي مخاطر أو أي مشاكل، مشيرًا إلى أن قضايا الثأر قد تبدأ بسبب مشكلة صغيره جدًا قد يتم حلها بكلمة واحدة، لكن العناد صفة من صفات أهل الصعيد، حيث قد تحول مشكلة صغيره إلى مجزرة كبيرة.

ما دور أهل البلدة التي بها ثأر؟

أضاف أبو ساري، يكون دور أهل القرية أو المركز هو السعي وراء تصالح أفراد العائلتين الذي بينهما ثأر، وخلال هذه الفترة تحدث العديد من المشاكل والمخاطر التي قد تصيب أهل القرية في إصابة أحد الأشخاص وهو ليس طرفا في هذه القضية.

ما هو دور المرأة في الثأر؟

قال أبو سراج، أن المسلسلات التلفزيونية والأفلام المصرية القديمة جسدت شخصية المرأة في هذه القضايا، فالمرأة قد تكون دافعا ومحفز رئيسي للأخذ بالثأر من المجني، سواء كان من القاتل نفسه أو ابنه أو عمه أو أحد من أقاربه، بالإضافة إلى أنه في بعض الأحيان قد يختلف دور المرأة على حسب طبيعة نشأتها فقد تكون لديها سعة رحب في الصلح والمحفز أيضا والأول للتصالح والبعد عن الشر و تبعيات قضايا الثأر.

أقرأ أيضا..

"وقود الموت".. مقتل شخص في قضية ثأر بين عائلتين بالصف

بسبب الثأر.. مقتل دكتورة جامعية بالمنيا "تفاصيل"