استعدادًا للاستحقاقات المقبلة بالبرلمان.. تحالفات جديدة وإعادة تشكيل كيانات قائمة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 | 03:02 مساءً
كتب : سارة محمود

حالة من الحراك السياسي تسيطر علي الساحة البرلمانية، فور إعلان الدكتور علي عبد العال، رئيس البرلمان رفع دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الأول للمجلس، وبالرغم من وجود النواب في إجازة تستمر لمدة ٣ أشهر، إلا أنهم لا زالوا على قيد الأعمال الشاقة المؤبدة، تلبية للقسم الدستوري.

أسابيع قليلة، ويطلق "عبد العال" صفارة انطلاق دور الانعقاد الخامس والأخير من الفصل التشريعي الأول، لتجري الأيام مسرعة، وبعد ٧ شهور يطلق صفارة الانتهاء، لتبدأ ملامح الخريطة السياسية في مصر تتغير من جديد، ويبدو للمراقب للمشهد السياسي والحزبي منذ اللحظات الأولى أن 3 أحزاب قوية هما من يقودان المشهد خلال الفترة المقبلة وهما "مستقبل وطن والوفد والحرية المصري".

وبالرغم من الحراك السياسي الذي سيطر على الشارع المصري في الأونة الأخيرة، عقب التعديلات الدستورية والاستفتاء الشعبي الأخير، وظهور نشاط فعال لبعض الأحزاب السياسية لخدمة المواطن البسيط وللحصول على عدد أكبر من أصوات المواطنين، إلا أن الفترة المقبلة ستطرأ بعض التغييرات الجديدة على الأحزاب السياسية لخلق حالة من التحالفات والتكتلات مع الكيانات ببعضها البعض، وتغيرات في قيادات بعض الكيانات من جانب الآخر.

ويأتي ذلك في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتقنين التعددية الحزبية فبدل من تواجد 104 حزب سياسي غير معروف للجميع، يتم تقنينهم لـ5 أحزاب قوية، ليس فقط ذلك وأنما تجهيزًا لخوض الأحزاب كافة الاستحقاقات الدستورية المقبلة والمتمثلة في "مجلس الشيوخ والنواب"، عقب انتهاء دور الانعقاد الخامس والأخير من الفصل التشريعي الأول من البرلمان، فضلًا عن التواجد والسيطرة بشكل كبير سواء البرلمان أو الشيوخ أو المحليات.

نتحالف مع "دعم مصر"

وفي البداية، قال المستشار عصام هلال، أمين التنظيم لحزب مستقبل وطن، إن الخريطة السياسية والحزبية والبرلمانية للفترة المقبلة لم تكن واضحة بالشكل الكامل، داعيًا الجميع لخدمة الدولة المصرية والمواطن البسيط، متابعًا: "نتمني أن نرى كيانات قوية بحجم مستقبل وطن تتنافس لنيل رضاء المواطن المصري".

وأوضح "هلال"، أن الحزب حتى الآن لم يتناقش مع أي كيان آخر للتحالف معه، مؤكدًا أن الحزب هو جزء من تحالف ائتلاف دعم مصر، والذي يترأسه الدكتور عبد الهادي القصبي، ولا يوجد أي تحالفات برلمانية جديدة سواء مع "ائتلاف الأغلبية"، إلا أننا مُستمرين معه خلال دور الانعقاد المقبل والأخير من الفصل التشريعي الأول.

عماد جاد منسقًا لـ25-30 الجديد

ومن جانبه، قال النائب خالد عبد العزيز شعبان، عضو مجلس النواب، إن المجلس شهد حالة من الحراك البرلماني، لتشكيل ائتلافات وتحالفات جديدة، ويأتي ذلك قبل إقرار البرلمان قانون مجلس الشيوخ لخوض كافة الاستحقاقات الدستورية.

وأوضح "شعبان"، أن تكتل 25/30، والذي يتكون من عدد من النواب في القبة، يسعى لإعادة تشكيله من جديد، ويهدف ذلك للعمل على مزيد من التوازن داخل المجلس.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن الفترة الماضية شهد التكتل حالة من عدم التنظيم، الأمر الذي دفع الجبهة لعقد العديد من الاجتماعات المكثفة للتشاور واختيار الرئيس المناسب له، لافتًا إلى أن التكتل وصل إلى إعلان عضو مجلس النواب عماد جاد منسقًا للتحالف ومتحدثًا باسمه.

وأشار البرلماني، إلى أن النائب عماد جاد، يتمتع بقبول كبير من جميع الجهات، لافتًا إلى أن رئيس التكتل السابق كان سببًا أساسيًا فيما وصل إليه التكتل خلال الفترة الماضية؛ وذلك سبب تدني مستواه البرلماني، وعدم الإدراك الكافي لما تشهده الساحه من تطورات.

ومن المقرر أن يفتتح الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، دور الانعقاد الأخير، مطلع أكتوبر المقبل، وسيشهد الدور إصدار العديد من القوانين الممثلة في "مجلس الشيوخ ومجلس النواب والإيجار القديم والإدارة المحلية".

تغيرات جديدة بتكتل 25/30

وفي ذات السياق، أكد اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، أن دور الانعقاد الخامس والأخير من الفصل التشريعي الأول، سيشهد استمرار للائتلاف دعم مصر والذي يترأسه الدكتور عبد الهادي القصبي، بينما سيطرأ على تكتل 25/30 بعض من التغيرات خاصة بعدما وضع ذاته في موقف محرج ومعارض للنظام.

ووصف "الغباشي"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، البيان الأخير لحزب الكرامة بـ"الحركة الخايبة"، مشيرًا إلى أن هذا يدل على أنهم فصيل لا ينتمي إلى الاصطفاف الوطني والذي يعمل لصالح الوطن، وهذا ليس جديد على المراقب للمشهد السياسي خاصة وأن مبادئهم تختلف وتتعارض دائمًا مع مصالح الوطن.

نواب مستقلين ينضمون لـ"حماة الوطن"

وأوضح مساعد رئيس حزب حماة الوطن، أن دور الانعقاد الخامس بالبرلمان سيطرأ عليه بعض من التكتلات والتغيرات إلى حد ما، كما أنه سيكون هناك إقبال كبير تحت عباءة الأحزاب والكيانات السياسية، مؤكدًا أن هناك أعداد كبيرة من النواب والكوادر المستقلة والوطنية تسعى الآن إلى الانضمام لـ"حماة الوطن"، ويأتي ذلك لصالح الوطن.

وأشار إلى أن حزب حماة الوطن يقوم الآن بدارسة الأمر، خاصة وأنه لا يمكن أن ينضم إلينا أحد قبل انتهاء برلمان 2015؛ نظرًا للائحة البرلمانية وعدم اسقاط عضوية أحد بسبب تغيير صفتهم الحزبية.

نبتعد عن المصالح الشخصية

وأكد أن الحزب متواجد ضمن ائتلاف دعم مصر، ولكن يشهد حالة من التوهج وزيادة التوسع والانتشار بالشارع المصري لخدمة المواطن البسيط وتخفيف العبءعن كاهله، وكل ذلك بشهادات الساسة والخبراء.

وأوضح"الغباشي"، أن المواقف السياسية التي حدثت فى الأونه الأخيرة أثبتت جدارته وقوة حزب حماة الوطن، ليس فقط ذلك وأنما هو صاحب رؤية وطنية خالصة، يتمتع قياداته بالوطنية من الدرجة الأولى، ويأتي كل ذلك في صالح الوطن دون البحث عن تحقيق المصالح الشخصية.

تحالفات جديدة بين 3 أحزاب

قال النائب محمد عبده، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، إن دور الانعقاد الخامس والأخير من الفصل التشريعي الأول بمجلس النواب، يسيطر عليه إلى حد ما حالة من التنسيق الانتخابي وربما يصل إلي التحالف، مؤكدًا أن هناك 3 أحزاب مرشحة للتحالف مع بعضهم البعض خلال الدول المقبل وهما "مستقبل وطن والوفد والحرية المصري".

وأوضح "عبده"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن هذا التنسيق الانتخابي الذي يجري الآن بين الأحزاب بعضها البعض يصل حت خوض كافة الاستحقاقات الدستورية المقبلة، مؤكدًا أننا نرحب بأي كيان يريد الانضمام إليها ويسير تحت عباءة أعرق الأحزاب، ولكن لا يمكن أن نسمح بأن يذوب الوفد في أى حزبًا أخر.

خرجنا من رحم الثورة وليس من النظام

وأكد عضو مجلس النواب، أن الوفد من أعرق الأحزاب السياسية والممتد لأكثر من 100 عامًا، كما أنه خرج من رحم الثورة وليس من رحم النظام، وهذا ما يفرق بين مبادئ بيت الأمة وبين الكيانات المتواجدة الآن على الساحة.

الكيانات تختفي فور اختفاء من يساندها

وبسؤاله عن هل توازي التحالفات الجديدة مع تحالف ائتلاف دعم مصر، أضاف البرلماني، أن كلًا من ائتلاف دعم مصر وحزبيي مستقبل وطن والوفد هما أجزاء من الخريطة السياسية، مشيرًا إلى أن الساحة البرلمانية شهدت خلال دور الانعقاد الرابع سيطرة ائتلاف الأغلبية عليه ولكن الأن، لم يتواجد بشكل فعال كما سبق، وهذا ما يختلف عنه الوفد، لافتًا إلى أن الكيانات تختفي من الساحة فور اختفاء من يساندها، والدليل على ذلك اختفاء كلًا من "التحالف الاشتراكي والحزب الوطني".

وأكد أن الفترة المقبلة ستطرأ على الأحزاب قائمة موحدة من أسماء الأحزاب، ليختار منها المرشحين بموافقة الجميع، مشيرًا إلى أن بعض نواب الوفد ينضمون الآن إلى ائتلاف دعم مصر خلال دور الانعقاد الخامس، ولكن معظم الكيانات بالائتلاف ينتقلون إلى مستقبل وطن الفترة المقبلة.

وأشار عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إلى أن هناك العديد من الشخصيات والكوادر ينضمون الآن إلى الحزب، ولكن لا يمكن أن يتم الإعلان عن الأسماء؛ لعدم حدوث أي أزمات.

اقرأ أيضا