الساعة السادسة صباحًا، يوم جديد يمر عليه، على أمل أن يجد أحد يحنو عليه، ويقبل يداه الصغيرتان ويضمه إليه لكي يسمع دقات قلبه، وهو ينبض ويردد بكلمة "أمي" التي حرم منها بمجرد أن نطق بها.
"يلا بسرعة الباب هيقفل..الحقوا بدل ما أجيب العصاية".. من وراء الباب الحديدي يقف شامخًا رموش عينيه لن تتحرك، فكعادتها تصوب على الجزء الأسفل من كل طفل يمر أمامه"جسد نحيف مؤخرة صغيرة وغيرها من الأفكار الشيطانية التي تدور بمخيلته لاستقطاب فتيات وصبيان صغيرات".
الطفل أسامة، ابن محافظة الدقهلية، شاء القدر أن يحرم من حنان الأم وأن يعيش بلا أب يحميه من بطش الحياة وافتراس الذئاب، ويكون ضحية لاعتداء جنسي وتعذيب لجرائم بشرية انقطعت من قلوبها الرحمة.
"أنا بحب أروح المدرسة بدري، عشان بخاف تروح عليا نومة، محدش بيصحيني بدري، أمي مشيت وسابتني، وأبويا مات"، بهذه الكلمات بدأ أسامة يروي حكايته أثناء التواصل معه لمعرفة كيف تعرض للاعتداء الجنسي أثناء وجوده في المدرسة.
وبدموع تزرف من عين الطفل، وجسد يرتجف، يقول الملاك الصغير:"العم سمير كان واقف وراء الباب الحديد الكبير، وكل العيال بيخشوا المدرسة، وأنا وداخل المدرسة نداني بصوت عالي تعالى هنا يا أسامة، ووقفت، وقالي يا أسامة"هات حضن انت واحشني أوي".
"شيكولاتة وملبسة"، بهذه القطعتين استدرج فراش المدرسة الطفل أسامة، طالبا منه أن يمر عليه بعد انتهاء اليوم الدراسي لكي يعطيه شيكولاتة أخرى لأنه يحبه.
وأضاف:"أنا مكنتش عايز شيكولاتة تاني عشان أنا مش بحبها أوي، بس رحتله عشان ميزعلش مني وعشان أنا بحبه أوي، وعايز أحضنه كل شوية".
وتابع الطفل:"لما رحتله في الأوضة بتاعته لقيته قاعد بيشرب شاي، وقالي تعالى يا أسامة واقفل الباب، وفجأة قام برفع الجلباب، وطلب مني أشياء قليلة الأدب، وقعدت أصوت وأصرخ محدش جه، وقعد يقولي متخافشي أنا تعبان يبني"هخلص أهوه"، ولما مسمعتش الكلام، ضربني بالعصاية وعضني، وقالي"لواتلكمت أموتك".
وأضاف:"لما روحت حكيت لجيراني والعيال في القرية، وراحوا المدرسة ضربوه، ووده للنيابة، الرجل اتحبس، بس رجع تاني، وبقيت أخاف منه، وبشوفه بيعمل كده مع العيال التانيين، وخايف أروح المدرسة تاني".
وبالانتقال للجيران، أكد إسلام الدكروي، من مركز طلخا، أن فراش مدرسة بمركز طلخة محافظة الدقهلية، اغتصب "أسامة" وقام الأهالي برفع قضية ضد هذا الرجل، لأن الولد يتيم الأب والأم لم يعرف أحد عنها، وتم حبس الرجل لمدة سنة، بتهمة التعدي على الطفل، وعندما خرج من محبسه عاد من جديد لفعلته الشنعاء مع عدد من الأطفال.
وأضاف، أن الفراش استلم عمله بنفس المدرسة ولم يبالي مدير المدرسة.
من ناحية أخرى، قام محافظ الدقهلية ومدير إدارة طلخا التعليمية ومدير إدارة التعليم العالي بالدقهلية، بالاستجابة لطلب الأهالي، وتم نقل الفراش من المدرسة إلى مخزن للكتب ونقل مدير المدرسة وتم فتح الملف من جديد وجاري التحقيق.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
