عمره 65 مليون سنة.. القصة الكاملة لكهف سنور مع السادات

الاربعاء 09 أكتوبر 2019 | 12:14 مساءً
كتب : جمال عبد المنعم

على بعد 70 كيلو متراً شرقي مدينة بني سويف وحوالي 200 كيلو متراً عن القاهرة، تقع "محمية كهف وادى سنور"، وتحديداً، يتم الوصول إليها من الطريق الإسفلتي "بني سويف-المنيا" الصحراوي الشرقي، حيث اتجاه قرية سنور بشرق نهر النيل الكيلو 18 إلى الكهف على الطريق الصحراوي الممهد، والذي يُعرف بدرب الرخام البحري، أو درب الرخام القبلي لمسافة 50 كيلو متر.

في عام 1992 كان عمال المحاجر فى المنطقة يبحثون عن رخام الألباستر، وفى أثناء تفجيرهم للكهوف المحيطة، ظهرت لهم فوهة كهف صغيرة جدا، قاموا بإبلاغ المختصين بالأمر، وعن طريق علماء الجيولوجيا، عرف تاريخ الكهف وأنه يرجع إلى العصر الأيوسيني الأوسط أي منذ 65 مليون سنة مضت.

وبمناسبة الذكرى الـ 46 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، هناك تاريخ قريب، لمنطقة كهف سنور، حيث تذكر المصادر التاريخية، إن الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، والملقب ببطل الحرب والسلام، صاحب جائزة نوبل، إختبأ فترة طويلة داخل منطقة كهف “وادى سنور”، هرباً من الإنجليز بعد مقتل “أمين عثمان”، الذي كان ينادي بضرورة بقاء الإحتلال الإنجليزي في مصر، وعمل رئيسًا لعمال المحاجر.

تعتبر محمية كهف وادي سنور، إحدى الكهوف النادرة عالمياً، والفريدة من نوعها، فهو لا يوجد مثيل له في العالم سوى كهف في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأن به تكوينات صخرية تكونت عبر ملايين السنوات وهو مكان سياحي، جذاب، يضاف إلى الأماكن السياحية، بمحافظة بنى سويف، حيث تم وضعها على خريطة مصر السياحية على أساس أنها عبارة عن كهف طبيعي كبير نتج من تأثير عوامل الإذابة للحجر الجيرى الأيوسينى المتواجد بمنطقة جبل سنور شرق النيل ببني سويف، حيث يحتوى على أشكال المورفولوجية الجميلة، والتى تعرف باسم “الأسبيليوتيم”، ويوجد بالكهف نطاق كارستي كامل محفوظ بمنطقة المحمية، ينقسم إلى نطاق علوي من التربة، والتي تعرف بـ”التيراروزا” ونطاق سفلي من التربة، حيث يكون كهف وادي سنور جزء منه، بما يحتوي عليه من أشكال ورسوبيات الكالسيت المختلفة.

بينما أكتشف أيضاً سد أثرى يرجع للعصر الروماني ، يبعد مسافة حوالي 2.5 كيلو متر من الجنوب الشرقى لكهف وادى سنور، يمتد كهف وادي سنور نحو 700 متر في باطن الأرض بعمق 15 متراً، ويصل اتساع الكهف إلى 15 مترا تقريبًا.

تكون الكهف نتيجة تفاعلات كيميائية للمياه الجوفية تحت سطح الأرض واختلاطها بالحجر الجيرى، منذ العصر الإيوسينى أي منذ 65 مليون سنة، هذه التفاعلات، قد أنتجت رخام “الألباستر”، وهو أجود أنواع الرخام فى العالم والذي يستخدم في صناعه أوان الزينة، بالإضافة إلى أن الكهف به كميات كبيرة من المواد المزينة عبارة عن صواعد وهوابط وستائر وأعمدة جميلة، ويتكون الكهف من بهوين كبيرين يمين وشمال الفتحة المؤدية إلى داخله، بالجزء الأيمن منها تكوينات كلسية، تأخذ أشكالا مختلفة من الكمثري والجزر، والشعاب المرجانية، وكذلك مثل الستائر الكلسية النامية على أرضية جدار الكهف، وعند التقائها بالهوابط تشكل عموداً يشبه جذع الشجرة، ويأخذ الكهف ككل شكل هلالي، وحوله طرق دائرية وجبال صخرية، ويقع الكهف في مكان التقاء واديين.