عاد لتفجير الموقع بنفسه.. كيف نفذ الأسطورة إبراهيم الرفاعي عملية "الكرنتينة"؟

السبت 19 أكتوبر 2019 | 11:22 مساءً
كتب : محمد حسن

يوافق اليوم ذكرى استشهاد واحد من أشجع وأكفأ المقاتلين في الجيش المصري، الشهيد إبراهيم الرفاعي، أسطورة قوات الصاعقة.

اسُشتهد "الرفاعي" في 19 أكتوبر 1973، أثناء معركة العبور، أثناء تصديه هو ورجاله لتقدم قوات العدو الإسرائيلي نحو الإسماعيلية فيما عُرف بـ"ثغرة الدفرسوار".

واُشتهر الشهيد بمجموعة من العمليات الخاصة أطلق عليها "المجموعة 39 قتال"، تأسست بعد نكسة 1967، ونفذت أكثر من عملية قتالية خلف خطوط العدو، لدرجة أنهم عبروا قناة السويس ونفذوا مهام خاصة للغاية أكثر من 70 مرة، قبل حرب أكتوبر.

وجاء تسمية المجموعة بـ"39 قتال" بسبب تزامن توقيت التسمية مع عدد العمليات التي كانت قد نفذتها، ثم اعتمد "الرفاعي" هذا الاسم وأصبح شهيرا في الجيش وبين المصريين إلى يومنا هذا.

في السطور التالية، بمناسبة استشهاد "الرفاعي"، نروي قصة عملية نفذتها المجموعة في وقت مبكر من حرب الاستنزاف، عام 1969.

اقرأ أيضًا: آخرها غراب يتحدث الألمانية.. طيور وحيوانات تحاكي لغة البشر

خلال نكسة 1967، احتلت إسرائيل سيناء، وكان من بين المناطق التي وضعت يدها عليها منطقة "الكرنتينة"، وتقع في مواجهة محافظة السويس على الضفة الشرقية لقناة السويس، بين مدينة الشط وعيون موسى.

كانت "الكرنتينة" قبل احتلالها من إسرائيل، تُستخدم في الحجر الصحي للحجاج العائدين من الأراضي المقدسة، نظرًا لوجود مرسى صغير بها، لكن إسرائيل أخذت تستغله في مهاجمة الموانئ المصرية في السويس، لذلك كان من الضروري قطع يد تل أبيب عن هذا الموقع المصري الذي أصبح يُستخدم كسلاح ضد الوطن.

كان القرار بنسف المرسى والسقالة المتصلة به في منطقة "الكرنتينة"، ولم تجد قيادة الجيش أفضل من العميد إبراهيم الرفاعي ورجاله "المجموعة 39 قتال"، وبدأ الاستطلاع والتخطيط وتقرر تنفيذ المهمة في 30 أغسطس 1969، أي بعد أقل من ثلاثة أشهر من النكسة.

اقرأ أيضًا: قاع بحر تحول إلى طباشير.. ما لا تعرفه عن "الصحراء البيضاء" في مصر

مساء يوم العملية، كان "الرفاعي" ورجاله يعبرون القناة في خمسة قوارب نحو الهدف، وبعد أن وصلوا أخذوا في زرع عبوات ناسفة شديدة الانفجار أسفل السقالة والمرسى، كما زرعوا كمية من الألغام حول الموقع لصد أي هجوم عكسي من العدو.

أنهى الرجال المهمة وابتعدوا عن الموقع وانتظروا الانفجار فلم يقع، لتتبدى شجاعة إبراهيم الرفاعي الذي أصر على أن يعود بنفسه لتفجير المفرقعات، وفي أثناء ذلك اقتربت ثلاث دبابات للعدو من الشاطئ وهاجمت القوارب التي كانت تنتظر في القتاة.

قرر أحد رجال المجموعة، هو الرائد عصام الدالي، اللحاق بالقائد إبراهيم الرفاعي، فداهمته قذيفة بجانب قاربه فأصيب، كما استشهد جندي كان معه، فاضطرت المجموعة إلى إعادة القارب إلى الضفة الغربية لإسعاف المصاب لكن "الدالي" استشهد في تلك الليلة.

في تلك الأثناء كان "الرفاعي" قد أصلح المشكلة وعادت كل القوارب إلى ميناء "الأدبية"، بعد أن كانت أصوات التفجيرات تعلن نسف السقالة والمرسى في الكرنتينة".

اقرأ أيضا