صالح المسعودي يكتب.. الأقصى ينتظر

الاحد 09 مايو 2021 | 07:20 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

كتب:صالح المسعودي

لا تنزعج يا صديقي فلن اطلب منك الجهاد وإعداد عدة الحرب فهذا ليس في قاموسك الوقتي فأنت واهن يا أخي كما وصفك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، حيث قال ( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى القصعة إلى أكلتها، قالوا ( أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ ) قال ( بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل فقد نزع الله مهابتكم من قلوب أعدائكم وبث في قلوبكم الوهن. قالوا وما الوهن يا رسول الله ؟ قال ( حب الدنيا وكراهية الموت ) أو ( كما قال صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح ) صدقت يا سيدي وكأنك بين ظهرانينا الآن تراقب أمتك التي أصابها الوهن فهي لا تقوى حتى على مجرد الكلام أو الاعتراض بصوت عال.

لا تنزعج يا صديقي فلن تترك الثريد والعبيد ، والعطر الفواح والنساء الحسان والليالي الملاح التي تقيمها حتى الصباح، فالمسجد الأقصى له طبيعة خاصة مجربة على مدار التاريخ ومن يعارض قولي عليه أن يجتر تاريخه المجيد فهذا الأقصى الذي شرفه ربه بأن يكون أولى القبلتين وثاني مسجد بني بعد بيت الله الحرام وهو أيضا ثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسوله الكريم ، لكنه ذو طبيعة خاصة كما ذكرت فهو يذهب بالتفريط في حق الله وهو ( عبادته حق العبادة ) ويعود بتقوى الله عز وجل وتخلص الأمة من الهوى والزيغ الذي يصيبها عندما تجعل الدنيا كل همها.

نعم يا صديقي المسجد الأقصى لا يأتي بالقوة بل يأتي بالتقوى، فماذا أعددت له بعدما وعد ( ترامب ) وأوفى بأن تكون القدس عاصمة للكيان السرطاني أو كما يسميه البعض ( الصهيوني ) ؟ ( بلفر جديد ) بعد مائة عام من الوعد الأول هل قاومت هذا القرار الذي يتنافى مع المواثيق الدولية التي لا تطبق إلا على الضعفاء ؟ هل قاومته بالبكاء والعويل ؟ أم بالتهليل والتطبيل ؟ أم أنك من مجاهدي ( الفيس بوك ) الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها وهم يلتحفون الأغطية حتى يتقي شر البرودة قبل أن تتسرب لجسده المنهك من السهر وتعاطي حبيبات الهلوسة التي تطيل شروده الذهني لتجعل منه فارسا بلا جواد ولا سيف.

نعم يا صديقي لن نعيد الأقصى الأسير بموائد الثريد التي تضج بلحوم ( القعدان ) و( الخرفان ) في الوقت الذي تعاني فيه أمة الإسلام من ضيق العيش فمن يأكل نصف الخروف ثم يشاهد إخوانه من مسلمي ( الروهنجا ) في التلفاز وهم يذبحون ويقتلون ويبحثون عن لقمة الخبز في صناديق القمامة وهو ينظر إليهم في بلاهة ثم يطلق فمه بالتعجب ثم يقلب القنوات حتى يصادف ما يناسبه من قنوات ( الفرفشة ) مثل هذا وغيره ومن على شاكلته لن يعيدوا الأقصى.

نعم يا صديقي لن نعيد الأقصى ونحن نترك الاستثمار مع الله والتجارة التي لا تبور ثم نذهب بالمليارات لنضعها تحت تصرف أعداء الدين، ليحاربونا بريعها ويفرضون علينا حروب وهمية من صناعتهم ليقاتل بعضنا بعضا فهم يعرفون أن عزنا في ديننا وهو مصدر قوتنا الوحيد فإذا تركناه واتجهنا للدنيا كنا أضعف وأهون عليهم لذلك هم يدركون أهمية أن يجعلونا، نتنافس على الدنيا وكراسي السلطة الزائلة والتاريخ يعيد نفسه فلم نكتف بتجربة الأندلس التي تكاد أن تتكرر فصولها الآن فهم يصنعون الأعداء والسلاح أيضا لتبقى مشغولا وتستمر في ضعفك ووهنك.

يا صديقي سوف يعود الأقصى كما وعدنا رب العالمين حيث يقول ( بعثنا عليكم عبادا لنا أُلي بأسٍ شديد ) أي من يعبدون الله حق العبادة وليس مسلمي البطاقة فقط، سوف يعود الأقصى عندما نعرف ديننا وسماحته ولم نشوهه ونجعله مرتبط أمام العالم بالإرهاب، عندما نحسن خلقنا ونتقي ربنا ونعرف حقوقه علينا التي أضعناها فأضعنا الأقصى بل وأضعنا ديننا الحنيف وتركنا نهج رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) الذي قال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ثم نأتي نحن لنشوه الإسلام وقيمه الراسخة ثم نطالب بتحرير الأقصى بالهتافات المدوية والمظاهرات الموجهة استقيموا يرحمكم الله.