نائب رئيس المحطات النووية: إدارة "طيبة 1" مصرية 100%

الخميس 28 نوفمبر 2019 | 11:39 صباحاً
كتب : سهام يحيى

أطلقت مصر، أول أمس الثلاثاء، القمر الصناعي المصري الأول لأغراض الاتصالات، "طيبة 1"، للمساهمة في توفير خدمات الاتصالات للقطاعين الحكومي والتجاري، وفي إطار تفعيل خطط التنمية المستدامة 2030، ، وسيوفر (طيبة-1) التغطية لجمهورية مصر العربية وبعض دول شمال إفريقيا ودول حوض النيل، ويعد "طيبة-1" القمر الصناعي الأول من سلسلة "طيبة سات" التي تعتزم مصر إطلاقها في الفترة القادمة

القمر الصناعي طيبة 1 ، تم تصنيعه، من خلال تحالف شركتي "تاليس إلينيا سبيس – إيرباص" الفرنسيتين، والتي تعد من كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال تصنيع الأقمار، وجاري الاستعداد للإطلاق بواسطة شركة "آريان سبيس" إحدى الشركات الرائدة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية.

وللتعرف على أبر المعلومات بشأن القمر الصناعي المصري، والمزايا التي تعود على مصر بعد إطلاقه، كان لنا حوار مع الدكتور مهندس علي عبد النبي- نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، والخبير في الطاقة والاتصالات، والذي حدثنا عن القمر الصناعي طيبة 1، ومكاسب مصر من إطلاقه، وأسباب تأجيل الإنطلاق الجمعة الماضية، فكان الحوار التالي:

حدثنا عن أبرز المعلومات عن القمر الصناعي المصري طيبة 1 ؟

هو أول قمر صناعي مصرى للاتصالات وتداول المعلومات، وكان من المقرر أن يتم أطلاقه يوم 22 نوفمبر 2019 الساعة 11 وخمس دقائق بتوقيت القاهرة، من قاعدة الإطلاق بمدينة "كورو" بإقليم "جويانا" الفرنسى، على ساحل المحيط الأطلسى فى أمريكا الجنوبية، وكان من المقرر اطلاقه بواسطة الصاروخ "آريان-5" التابع لشركة "آريان سبيس" الفرنسية، وزن القمر 5.6 طن، وكان من المقرر أن يعمل فى الموقع المدار 35.5 درجة شرقا، والعمر التشغيلى للقمر 15 عام. إجمالى التكلفة 100 مليون يورو. وكان سيدخل الخدمة بعد 3 شهور من اطلاقه واستقراره فى مداره، أي في شهر مارس 2020.

هل إدارة القمر الصناعي مصرية أم تتبع للدول المصنعة؟

إدارة القمر الصناعي مصرية 100%.

كيف سيساهم القمر في زيادة قدرات شبكات الأنترنت؟

سيقدم خدمة موازية لخدمة الانترنت، ولن يتم القضاء على خدمة الانترنت أو إلغاء خدمة الانترنت الأرضية، ولكن سيتم استخدام هذا القمر في شبكة إضافية تعمل بالتوازي مع الشبكة الحالية، وسوف يغطي المناطق التي لم تصلها خدمة الانترنت في بعض الأقاليم والقرى والأماكن النائية في الصحاري المصرية.

أٍسباب تأجيل القمر الصناعي المصري طيبة 1؟

أسباب التأجيل، كانت أسباب فنية خاصة بمنظومة أطلاق الصاروخ، وليست مشاكل فنية في القمر نفسه، لأن القمر الصناعي تم تصميمه وتنفيذه وأختباره في مصنع "تاليس أليليا سبيس-إيرباص" قبل تحميله على المركبه الحاملة "يوروستار 3000"، وكان قد تخطى جميع الأختبارات بنجاح وتم التأكد من سلامة جميع أجهزته، ووتم إختبارات التوافق الميكانيكي والكهربي بين القمر وبين قاعدة الاطلاق، وكذلك كان قد تم ملء خزانات الوقود التي تضمن تشغيله لمدة 15 سنة.

فوائد القمر الصناعي طيبة 1 على مستوى مصر ؟

يساعد القمر على الاعتماد على الانترنت فائق السرعة، لإنجاز برامج الحكومة الالكترونية، فهو يستهدف تطوير بنية الاتصالات في مصر والاعتماد عليها بشكل أوسع مما هي عليه الآن، ويمنحها الاستقلالية، وخاصة إن مصر مرتبطة بشركات عالمية في مجال الاتصالات وتحديدًا في مجال الانترنت.

وماذا عن برامج التنمية التي تسعى الدولة لتنفيذها؟

كما سيساهم بشكل كبير في تحقيق برامج التنمية في مصر، وكذا تقديم خدمات حكومية وتجارية للأفراد والشركات بجودة عالية جداً عبر الانترنت عريض النطاق داخل مصر وعلى مستوى منظومات الاتصالات الدولية في منطقة شمال أفريقيا ودول حوض النيل وبعض دول إفريقيا وبعض دول عربية في آسيا.

وما الأمر بالنسبة للخدمات التي يوفرها القمر على المستوى الإفريقي؟

سوف يغطي جزء كبير من ساحل ليبيا وساحل البحر المتوسط داخل المياه الاقتصادية المصرية، وشرق البحر المتوسط، ومصر وجنوب سوريا ولبنان والاردن واسرائيل واريتريا والسودان وجنوب السودان وأغندا.

وكيف يمكن للقمر حل مشاكل البنية التحتية للإنترنت لخدمة منظومة التعليم؟

سوف يحل مشكلة انقطاع وبطء الانترنت، والتى كانت عقبة فى تنفيذ منظومة التعليم المصرية الحديثة والتى تعتمد على التكنولوجيا الحديثة "التابلت الثانوى"، فهو أضافة حقيقية لعمليات التنمية وسيساهم بشكل إيجابي في حل كثير من المشاكل التي ظهرت نتيجة عدم كفاءة شبكات الاتصالات وعدم كفاءة الانترنت في كثير من الأماكن والتي كان له تأثير سلبي على كثير من القطاعات، ذلك لأن التوجه هو للحكومة الالكترونية، فسوف يقضي على حجة "السيستم وقع"، وسوف تتحقق كثير من طلبات التنمية المستدامة.

هل هناك إحصاء لعدد مستخدمي الأنترنت و كيف سيعمل على زيادة قدرة شبكات الإنترنت؟

عدد مستخدمى الانترنت مصر وصل عام 2019 إلى 41 مليون مستخدم، القمر الصناعى طيبة-1 يعمل بنموذج إشعاعى متحرك يمكنه تقديم الخدمات فى أى مكان وبجودة عالية جداً. وسوف يساعد في الوصول والدخول على شبكة الانترنت بسرعة عالية جدا، وكذا سيساهم بشكل كبير في ضبط سوق الاتصالات المصرية فسوف يرفع سقف طموح شركات الاتصالات المصرية لأعلى درجة ممكنة، هذا القمر يعتبر طفرة كبير جدًا في مجال الاتصالات داخل مصر، فسوف يضاعف سرعة الانترنت في مصر.

هل هناك مكاسب مادية ستعود على مصر من إطلاقه ؟

نعم هناك مكاسب مادية كبيرة جدًا، فمع توفير بنية تحتية للاتصالات والإنترنت للمناطق النائية والمنعزلة، سوف تتحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد وثروات مصر الطبيعية والصناعية والبشرية، والتي سوف تؤدي للنهوض بقطاعات كثيرة مثل البترول والطاقة والثروة المعدنية، والتعليم، والصحة، والقطاعات الحكومية الأخرى، والتى سوف يترجم نتاجها إلى مكاسب مادية ضخمة.

وما دور القمر الصناعية في رصد حركات الجماعات الإرهابية؟

هناك مكاسب مادية من خلال دعم كل أجهزة الدولة في مكافحة الإرهاب، والتي تعيق جهود التنمية الشاملة، فالقضاء على الإرهاب، سيساعد في الاستقرار و تحقيق إستراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030.

وماذا عن المزايا التي يحققها من خلال خدمات البث الفضائي؟

سوف يوفر على مصر تكلفة خدمات البث الفضائي التي تتم عبر شبكات المحمول في مصر، والمؤجرة من خلال التعاقد من خلال شركات دول أجنبية، ومن هنا سوف تأتي الاستقلالية في التحكم في شبكة الاتصالات المصرية.

دوره في توطيد العلاقات بين مصر وإفريقيا؟

العلاقات بين مصر والدول الأفريقية سوف تزداد قوة وخاصة بين دول حوض النيل، فسوف توفر بنية تحتية للاتصالات والإنترنت لهذه الدول، وسوف تدعم الاستخدام الأمثل لمياه النيل، وكذا الاستغلال الأمثل لموارد وثروات دول حوض النيل الطبيعية والصناعية والبشرية، كذلك ستزداد العلاقات قوة من خلال دعم أجهزة دول حوض النيل في مكافحة الإرهاب.

هل مصر أصبح له دور في مجال تصنيع الأقمار الصناعية ؟

مصر رائدة في مجال الاتصالات، فمصر لها باع في مجال تكنولوجيا الاتصالات على مستوى العالم، فهي من اوائل الدول التي استخدمت شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية في العالم، ففى عام 1854 تم افتتاح أول خط تليغراف في مصر، وأول خط تليفوني كان بين القاهرة والأسكندرية كان عام 1881 أي بعد 4 سنوات فقط من اختراع التليفون، وفي عام 1883 تم ربط بورسعيد والاسماعيلية والسويس عبر خط تليفون، وعبر هذه السنوات الطويلة أصبح لدى مصر علماء في مجال الاتصالات مشهورين على المستوى العالمي، وفي سنة 1932 كان أول ربط لاسلكي بين مصر وانجلترا عن طريق موجات الراديو، ومن هنا اتصلت مصر بدول أوروبا.

إذا ما هي المشاكل التي تعوق البنية التحيتة في مجالات الاتصالات بمصر؟

مصر لديها البنية التحية القوية في مجال الاتصالات والتي تمكنها من المنافسة في هذا المجال الحيوي والهام، فهناك كوادر من العلماء والباحثين والمتخصيين في جميع تخصصات علوم الاتصالات، فلديها قاعدة صناعية قوية جدًا في مجال الالكترونيات والاتصالات، كما أنها تمتلك كوادر فنية على مستوى عالي جدًا، ومن خلال هذه البنية التحتية تستطيع مصر صناعة أقمار صناعية، كما أنها تستطيع المنافسة على المستوى العالمي.

هل هناك معوقات أمام التقدم التكنولوجي المصري في مجال الأقمار الصناعية

لا توجد معوقات في البنية التحتية فهي قوية جدًا، سواء في الصناعة أو في الكوادر البشرية المتخصصة، لكن المشكلة الوحيدة هي الإرادة، فحينما تتوفر الإرادة، فسوف تنطلق مصر لتصبح رائدة في مجال الاتصالات.

ولماذا لم تقم مصر حتى الأن بصناعة قمر صناعي؟

مصر حتى الآن لم تقم بصناعة قمر صناعي، لكن علماء مصر شاركوا ويشاركوا في تصميم أقمار صناعية سواء كانت أقمار صناعية مصرية أو أجنبية.

اقرأ أيضا