صالح المسعودي يكتب: عن العشاق سألوني

الاثنين 11 يوليو 2022 | 03:07 مساءً
كتب : احمد جاهين

هل جننت يا رجل؟ كيف تتجرأ يا رجل وتطلب مني ترك مجال الإصلاح المجتمعي والكلام القريب من السياسة لأخوض غمار تجربة جديدة أنا لست أهل لها، فسوف تلاحقني الأسئلة، وأولها.

هل طرق بابك حب جديد مثلا جعلك تهيم بالحب والغرام؟ أم أنك تسترجع الأيام الخوالي في فترات عمرك الماضية؟، فكيف لأي احد كائن من كان أن يتحدث عن الحب في عصر تناسى فيه الناس معنى الحب الحقيقي، وتغافل فيه الغالبية العظمى من البشر عن المعاني السامية للحب العذري الذي أثرى الأدب العربي خاصة والعالمي عامة.

كيف أحادثك عن الحب في وقت طغت فيه المادية على العلاقات الإنسانية؟ كيف أصف لك قيمة الأحاسيس في وقت تبلدت فيه المشاعر؟ كيف أحادثك عن العشق والهوى؟ في وقت أهم سؤال فيه (كم تملك من المال ؟) للأسف يا صديقي أنت تطلب مني ما يشبه المستحيل فليس في استطاعتي إحياء الموتى فزمن المعجزات ولى وليس أمامنا سوى البكاء على الأطلال.

كان ذلك جزء من حوار دار بيني وبين صديقي الذي طلب مني نوع من الاستراحة النفسية وترك الكتابة الجافة (من وجهة نظره) عن المشاكل المجتمعية والحديث الذي يغلب عليه السياسة إلى نوع آخر يحلق بصاحبه في سماء الأحلام الوردية إنه الحديث عن الحب والعشق والعشاق ودقات القلوب المتسارعة.

مسكين يا صديقي مازلت تحلم في وقت تلاشت فيه ليالي الأحلام فقد استبدل القمر الذي كنت تحكي له اسرار قلبك وترى نفسك في مرآته المضيئة.

بالأضواء الكاشفة فصار يصعب عليك يا عزيزي رؤية القمر الذي هو عند العشاق ( أيقونة الحب والغرام) فكيف سترسل رسائل الغرام؟ هل سترسلها مع الأضواء الكاشفة ؟ لا أنصحك يا صديقي فالأضواء الكاشفة مرتبطة بالأقمار الصناعية التي من المحتمل أن تعد عليك أنفاسك وتنهيداتك.

فقط أريد منك يا صديقي أن تصدقني القول ماذا أحببت من بنت حواء في أيامك تلك؟ هل أحببت الروح قبل الجسد كما كان يحدث أيام العشاق؟ أم عشقت أدبها وتدينها الذي هو سر جمالها ؟ أم يعجبك تبخترها أمام عينيك في مشية ينتبه إليها كل مار بالطريق؟ أم يعجبك الشعر الحرير الذي يهفهف على الخدود؟ أم مال قلبك إليها عندما شاهدت جسدها المفعم بالأنوثة الصارخة.

قل لي ماذا يعجبك في بنت حواء أقول لك هل تستحق أن تكون مغرم وعاشق أو أنك تريد الهوى والعشق بموديل جديد (حب تفصيل) أو حب بشكل حديث يواكب العصر المادي الذي نعيش فيه عصرمع الأسف تناسينا فيه أشياء جميلة افتقدناها في حياتنا أهمها بكل تأكيد (الحب الصادق الحقيقي) ولو القريب من العذري.

لكن يا صديقي هل جربت الحب الصادق الحقيقي ؟ هل جربت أنه عندما تأتي سيرة المحبوب أمامك تزداد ضربات قلبك؟ هل جربت أن ترى في محبوبك كل شيء جميل؟ فهو الخالي من كل العيوب من وجهة نظرك رغم وجود العيوب، هل سهرت الليالي تبني قصورا وأسوارا من شجر الورد لتحيط به من تحب؟

أين ذهبت بتفكيرك يا صديقي؟ فإني أراك تبحث في الأفق عن سراب، أرجوك أخبرني عن إحساسك ألان هل تحلق مثل الطيور؟ هل تتسارع ضربات قلبك؟ هل تغمض عينيك لتحتوي المحبوب داخلهما؟ يا صديقي أنت تحب، وأنا أعترف أنني لم أستطع أن أمنعك من التمادي في أحلام اليقظة، لكني أعترف لك أنك أفضل مني فقد صممت على حلمك أما أنا فسأبحث عن الحب الصادق من جديد.