معركة تحرير "طرابلس".. "حفتر" يدق المسمار الأخير في نعش قوات أردوغان داخل ليبيا

الخميس 19 ديسمبر 2019 | 11:32 مساءً
كتب : أحمد نادي

ساعة صفر غيرت المشهد الليبي، حيث أطلق المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي عملية موسعة للسيطرة على طرابلس العاصمة التي تسيطر عليها ميليشيات حكومة السراج، هذه العملية التي سمحت للقوات الليبية السيطرة على مساحات كبيرة من طرابلس حتي وصلت إلى مناطق حيوية بالعاصمة تأتي تتويجا لعدة سنوات اكتسبوا فيها تدريجيا الأراضي الليبية، وسوف تغير من مجريات الأمور الدولية والإقليمية، حيث يعتبر انتهاء السراج هو نهاية تركيا وقطر بليبيا، لذلك تعد طرابلس نقطة تحول كبيرة للعديد من القضايا، لعل أبرزها الاتفاق الموقع بين أردوغان والسراج حول ترسيم الحدود البحرية، لسرقة غاز البحر المتوسط، وهذا ما يمثل تحدى كبير بين عدة دول قد يشعل الأزمة بين الاطراف المتنازعة في ليبيا، و ظلت العاصمة طرابلس رهينة للميليشيات الإرهابية العابرة للحدود منذ سنوات، وهي ميليشيات لها ولاءات تتأرجح بين القاعدة وداعش والإخوان، بدأت سيطرة الميليشيات على طرابلس في بداية الحركة في فبراير 2011، تم تشكيل معظم هذه الميليشيات في العاصمة على أساس المال والمصالح المشتركة، في حين أن الباقي كان يعتمد على الانتماءات مثل تلك الموجودة في مصراتة، الزنتان، والزاوية التي تتنافس على النفوذ في العاصمة، على الرغم من وجود ميليشيات تشكلت على أساس أيديولوجي ثم تحالفت مع ميليشيات المال والسلطة، لكن بعد عملية الجيش الليبي الأخيرة ماذا سيكون السيناريو القادم لليبيا، وماذا ستفعل القوي الدولية المتنازعة.

الوفاق وتركيا لعبة "المصالح"

قال الكاتب الصحفي عبد الستار حتيتة، المتخصص في الشؤون الليبية، إن المشهد العام اجمالاً داخل الأراضي الليبية يعد سحب البساط من تحت اقدام المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق لصالح الحكومة الليبية المؤقتة بقيادة عبد الله الثنى والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأكد المتخصص في الشؤؤن الليبية، أن حكومة السراج ارتكبت العديد من الأخطاء السياسية والدبلوماسية والأمنية الكبيرة التي تخص الشأن الداخل في ليبيا وتخص المنطقة، ما دعا العالم يتنبه إلى خطورة هذه الحكومة وهذا المجلس خاصةً بعد توقيع مذكرة تفاهم بخصوص الحدود البحرية والتعاون الأمني والعسكري مع تركيا.

وأوضح حتيتة، أن الجيش الوطني الليبي يتقدم بشكل منظم جداً في المحاور الرئيسية داخل العاصمة طرابلس من أجل القضاء على ما تبقى من ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق، لافتاً إلى أن حقيقة تلك الميليشيات أنها تتبع حكومة الوفاق أسمياً لكن الواقع أنها قائمة بذاتها وحكومة السراج تحاول التقارب منها لتظهر أنها تمتلك القوة وتلك الميليشيات وجدت في التقارب مع حكومة الوفاق نوعا من تحقيق صالحها وعلى رأسها الحصول على غطاء سياسي ودبلوماسي، في الوقت الذي يعد مصير تلك الميليشيات غامض حالياً بجانب تعرضها للعديد من الانكسارات والخسائر، بجانب أن معظم قياداتها تتواجد خارج ليبيا في الوقت الحالي، وأن عناصر الصفين الثاني والثالث هى من تدير الأمور في الوقت الراهن داخل العاصمة.

وتابع قائلاً: إن الجيش الوطني الليبي يعول على أن يتمكن في الفترة القليلة المقبلة بالاتحاد مع شباب الأحياء وغالبية المقيمين داخل طرابلس من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية المسلحة، مضيفاً أن طرابلس باتت قريبة جدا من السيطرة عليها من قبل الجيش الوطني الليبي، وخاصةً السيطرة من قبل القوات الجوية للجيش الليبي.

وأكد حتيتة، على أن الجيش الليبي أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحرير ليبيا وخاصة المربع الأخير في طرابلس المتمثل في بعض الضواحي والطريق الدائري الثاني في طرابلس من الميليشيات، وشدد المختص بالشأن الليبي على أ، ما قاله رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بالسيطرة على 90% من طرابلس العاصمة غير دقيق حيث أن الواقع يؤكد أن السيطرة تزيد عن تلك النسبة لتصل 99%، وان المتبقي عبارة عن مساحات صغيرة يستطيع الجيش الليبي السيطرة عليها، بجانب الدعم الإقليمي والدولي للتخلص من الميليشيات ومن حكومة الوفاق ورئيسها السراج.

التوجه الغربي محل "قلق"

وشدد الباحث المتخصص في الشؤون الليبية على أن الموقف الذي يعول عليه الآن هو الموقف الغربي الممثل في موقف الاتحاد الأوروبي وموقف الولايات المتحدة الأمريكية، وأن على الأطراف داخل ليبيا ألا تغفل عن أن الطرفين لهما توجه ضد استمرار المجلس الرئاسي بشكله الحالي، وأيضاّ حكومة الوفاق بشكلها الحالي، موضحاً أن تلك الأطراف لا يهمها وصول ملف الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي من عدمه، لأن هذا المجلس يمتلك دول تستخدم أحقية النقد، بجانب أن هناك دول آخرى لها مصالح خاصة وبالطبع ستكون ضد حل الأزمة.

وتطرق حتيتة للحديث عن أخر تقرير صدرعن مجلس الأمن الدولي عن ليبيا قائلاً: بالنظر إلى هذا التقرير سنجد بالأدلة القاطعة والتقرير الأممي مكتوب بالتفاصيل الأسلحة وأنواعها وكيف خرجت من تركيا ووصولها إلى الأراضي الليبية ومن أشرف على عملية النقل، مؤكداً أن الموضوع إذا وصل إلى مجلس الأمن الدولي أو مؤتمر برلين أو تم مناقشته داخل الاتحاد الأوروبي فـ تركيا واللوبي الإخواني وقطر الراعية للإرهاب والمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق كل تلك الأطراف سيجدوا أنفسهم خاسرين بالطبع.

وشدد على أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أو غيره يحارب من أجل تطهير ليبيا حتي تسيطر القوات المسلحة العربية الليبية والتي تمتلك أجهزة مخابرات عسكرية، وأجهزة مخابرات عامة بجانب الأجهزة الأمنية ووحدات الشرطة والجيش على الحدود وكذلك المصرف المركزي والهيئة الوطنية للنفط وجميع مؤسسات الدولة الليبية.

اقرأ أيضا