باحث سياسي يكشف آليات الرد الإيراني والتحركات الأمريكية في المنطقة

السبت 11 يناير 2020 | 11:22 صباحاً
كتب : مدحت بدران

قال محمد رمضان أبو شعيشع، باحث في برنامج تحليل السياسات الإيرانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب حقيقةً في تقليص النفوذ الإيراني بالمنطقة سواء عن طريق آليات مباشرة كألية فرض العقوبات الإقتصادية على إيران، أو بتوجيه ضربات عسكرية استباقية على مواقع تمركز الليشيات والأذرع الإيرانية في المنطقة، أو بآليات غير مباشرة تكمن في الدعم العسكري والعلومات لحلفائها الإقليميين بالمنطقة كإسرائيل.

وأشار "محمد رمضان " أنه إذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربات صاروخية عن طريق الطائرات المسيرة بدون طيار "الدرونز" استهدفت الذئب الإيراني العجوز، قاسم سليماني، إن جاز لي وصفه على هذا النحو نظراً لكونه قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني والرجل الأول بالنسبة لسياسات المرشد الأعلى الإيراني، على خمانيئي، في المنطقة المنوط بنشر مبدأ الثورة الإيرانية وإنشاء وتدعيم الأذرع الإيرانية في المنطقة.

وتابع، هذا بالإضافة إلى مقتل، أبو مهدي المهندس، نائب قائد مليشيات الحشد الشعبي الذراع الإيراني في العراق، وعشرة أشخاص أخرين، الأمر الذي يثير عدة أسئلة في هذا الصدد على النحو الآتي: فهل كان التخلص من سليماني في هذا التوقيت تحديداً ضمن قواعد اللعبة الإقليمية بين إيران وأميركا، ولماذا يتم تصفيته داخل الإقليم العراقي، وما هي سيناريوهات وآليات الرد الإيراني على الفعل الأمريكي؟!!

وواصل: "بالفعل لقد جاء الرد الانتقامي الإيراني على مقتل سليماني، في إطلاق حوالي 12 صاروخاً من طراز فاتح 313 التي يصل مداها نحو 500 كم على قاعدتي "عين الأسد" ، "هفلان" الأمريكيتين في العراق.

وواصل: "على الجانب الأخر، نجد أن الاحتجاجات العراقية التي دخلت شهرها الرابع على التوالي، لربما تكون أحد أدوات النزاع الأمريكي الإيراني في العراق، بين دعم أمريكي للتحركات في الشارع بوصفها "دعم للديمقراطية"، ورفض إيراني للاحتجاجات بوصفها "أعمال شغب مدعومة بدول أجنبية"، وهو ما يمكن أن يفسر لنا أسباب تواجد قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، هناك في هذا التوقيت بالتحديد، إذ كان يسعى إلى فرض شخصية موالية لطهران على الرئيس العراقي والسماح للفصائل الموالية لإيران بالقيام بانقلاب تسيطر من خلاله على مؤسسات الدولة وتعيين حكومة جديدة وبذلك تنهي التظاهرات من خلال موجة عنف وتجعل الأمريكيون أمام الأمر الواقع. الأمر الذي حتم على إيران توجيه رسالة قوية للجانب الإيراني بالعراق بإغتيال الذئب الإيراني العجوز وأنها لا تريد صناعة لبنان جديد تتحكم فيه إيران بكل سهولة من خلال مليشيا "حزب الله".

وخلص الباحث في السياسات الإيرانية، إلى عدة سيناريوهات لعمليات الفعل ورد الفعل بين الجانبين، جاءت على النحو التالي:

السيناريو الأول:-

يكمن في أن تكثف إيران من ضرباتها الصاروخية واستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة بشكل موسع وليس في نطاق العراق فقط من خلال أذرعها بالمنطقة كالحشد الشعبي في العراق، حزب الله في لبنان، و الحوثيين في اليمن، وقيام الحرس الثوري الإيراني باستهداف القواعد الأمريكية في قطر والإمارات. أو استهداف السفارات والقنصليات الأمريكية بالمنطقة وإحكام السيطرة على مضيق هرمز واستهداف حاملات النفط الأمريكية ولحلفائها كذلك. ولكنه سيناريو بعيد نوعاً ما عن التحقق نظراً لأن ذلك سوف يؤدي من تفاقم الأوضاع بين إيران وأميركا وكذلك حلفائها الغربيين وإيران تعي مقدراتها العسكرية الحقيقية وكذلك النجاحات الدبلوماسية التي حققتها مع الغرب وليست على استعداد لخسارتها الأيام المقبلة.

السيناريو الثاني:-

يدور هذا السيناريو حول تعزيز الجانب التفاوضي بين إيران والولايات المتحدة والغرب بشأن تطور الأوضاع في ملفات المنطقة، حيث سوف تقوم إيران بتضخيم المشهد بالداخل الإيراني أنها قامت بالفعل بالثأر لقاسم سليماني ومليشياتها الموالية لها في المنطقة لتعيد ترتيب الأوراق مع حلفائها وأعدائها بالمنطقة.

السيناريو الثالث:-

يقوم هذا السيناريو على قيامها بإيجاد البديل الأنسب لقاسم سليماني، للقيام بمهامه، والحق أن هذا البديل في ظل الوقت العصيب الحالي بالداخل الإيراني هو تصعيد أحد القيادات داخل الحرس الثوري الإيراني وبدعم مباشر من قائد موالي يثق فيه المرشد الإيراني بنسبة كبيرة مثل حسن نصر الله قائد مليشيا "حزب الله"، بالإصافة إلى عمليات عنيفة من الحشد الشعبي بالعراق ضد المتظاهرين للحيلولة دون وجود نظام سني معادي بالعراق أو موالي للأمريكان، والعمل على المضي قدماً في الإنسحاب من كامل الشروط الأمريكية والغربية حول الملف النووي الإيراني، ومن ثم العمل على زيادة تخصيب اليورانيوم من جديد والسعي لتحسين علاقاتها مع الدب الروسي خاصةً فيما يتعلق بالتموضع الإيراني بسوريا لأنها القوة الجديرة بتزويدها بالمعدات والخبرات اللازمة لإمتلاك السلاح النووي والصواريخ الباليستية عالية الكفاءة وبعيدة المدى. وبالتالي يعد هذا السيناريو هو الأقرب للحدوث نظراً لتضارب المصالح الحالية بين الجانبين في ملفات المنطقة بسوريا والعراق.

اقرأ أيضا