"إيران في ورطة".. الشعب يتمرد على النظام وانشقاقات قوية بعد خطأ الطائرة الأوكرانية

الاثنين 13 يناير 2020 | 02:28 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

حاولت إيران بشتى الطرق أن ترد لأمريكا ضربة مقتل رجلها الأول قاسم سليماني، لكن ماحدث وضع إيران في مأزق كبير خاصة وأنّ الحظ لم يحالفها لاستكمال طريق الثأر الذي كانت قد بأته، لينقلب عليها بعد ساعات قليلة بخطأ غير مقصود تسبب في كارثة كبرى وهي إسقاط طائرة مدنية أوكرانية على متنها 178 شخصًا من جنسيات مختلفة حوالي 82 إيراني، لتواجه إيران أزمة خطيرة تحديدا بعد اعترافها العلني أنّها من تسببت في إسقاط الطائرة، ولم يكتفي النظام الإيراني بهذا الامر فقط بل أيضًا هددت أسر ضحايا الطائرة بأنّهم لن يتسلموا جثامين ذويهم حال الخروج والحديث مع وسائل الإعلام، لكن لم يأبه الأهالي للتهديد ووضع النظام الإيراني في مأزق كبير.

في وقت متأخر من مساء الأحد، انضم مذيعين تلفزيونيين ومشاهير إلى احتجاجات أثارها إقرار السلطات بإسقاط الطائرة الأوكرانية التي قتل جميع ركابها، بمن فيهم 82 إيرانياً، هؤلاء الذين خرجوا وتحدّثوا أنّه لم يعد بوسعم الكذب أكثر من ذلك على المشاهدين، وما حدث شجع االإيرانيين على مشاهدة محطات بديلة، سقوط الطائرة كان سببا في نزول آلاف المحتجين إلى ساحة آزادي الرئيسية في العاصمة، هاتفين: "لم يقتل أحبابنا لنهتف للديكتاتور خامنئي". وردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع، الغريب في الأمر أنّ المحتجون ثاروا ضد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، والحرس الثوري، وحتى قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية.

في المسيرات التي خرجت في الشوارع الإيرانية في طهران هتف المتظاهرون: "خطأنا الإنساني الحقيقي كان ثورة 1979"، و "هم يكذبون بالقول إن عدونا هو أمريكا، عدونا هنا".

المظاهرات لم تكن الضربة الوحيدة للنظام الإيراني، لكنّ الضربة الكبرى هي ما أعلنته حاملة الميدالية الأولمبية الوحيدة في إيران في نهاية الأسبوع انشقاقها، ونشرت كيميا علي زادة التي فازت بالميدالية البرونزية في التايكوندو بريو دي جانيرو، في 2016 خطابًا على إنستغرام قالت فيه، إنها هربت إلى هولندا، بعد انتقادها الحجاب الإلزامي، واتهامها المسؤولين بالتمييز الجنسي، وسوء المعاملة. وكتبت "كل ما قالوه، ارتديته...كل جملة أمروا بها، كررتها".

سقوط الطائرة الأوكرانية كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، لتشتعل المظاهرات من جديد في البلاد منذ نوفمبر الماضي، والتي قمعت فيه قوات الباسيج، القوة الأمنية الداخلية المخيفة تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني، أحدث حركات تمرد الإيرانيين الفقراء، ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن المختلف اليوم، أنّ الاحتجاجات انضمت إليها الطبقات العليا في إيران، والتي كانت أقل تأثراً بالمشاكل الاقتصادية، ليضعوا جميعا النظام الإيراني في مأزق كبير.

اقرأ أيضا