"عقوبة إلهية" و"المتوفي شهيد".. أبرز فتاوى الجماعات الإرهابية عن كورونا

الاثنين 16 مارس 2020 | 12:12 مساءً
كتب : سارة محمود

بالرغم من أن الشعب المصري يدرك جيدًا خطة الجماعات الإرهابية في إثارة البلبلة في الشارع المصري، إلا أنه لازال يسلك طريق الشائعات في محاولة منه لإسقاط الدول المصرية، ولكنه يجنى ثمار الفشل الدائم في تنفيذ الأجندات الخارجية.

ومع انتشار فيروس كورونا القاتل ببلدان العالم والذي صنفته منظمة الصحة العالمية انتشاره بالوباء العالمي، تفاعل المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مشيرًا إلى أن الفتاوى الواردة حول الفيروس من كافة أنحاء العالم، سواء الصادرة من هيئات رسمية أو غيرها، جاءت بنسبة (10%) من جملة الفتاوى الصادرة منذ بداية العام 2020م.

حروب الجيل الخامس

وأوضح المؤشر أن فتاوى "كورونا" الصادرة من مؤسسات رسمية شكّلت ما نسبته (40%)، فيما جاءت الفتاوى غير الرسمية بنسبة (60%)؛ ما يؤكد استغلال ذلك الحدث من قبل عنصرين: الأول هو التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية لتنفيذ بعض أفكارها التي مُنعت من تنفيذها خلال الفترة الماضية، عبر ما يسمى بـ "حروب الجيل الخامس" والتي تستهدف إشاعة الفوضى ونشر الرعب والذعر والتشكيك في مؤسسات الوطن وقياداته.

والعنصر الثاني استغلال أصحاب النفوس المريضة انتشار ذلك الوباء لاحتكار بعض العقاقير الطبية، والمواد التي تساعد في الوقاية من هذا الفيروس، لتوقع الإقبال عليها في الأيام المقبلة، وكذلك التسارع في شراء كميات هائلة من الاحتياجات الغذائية خوفًا من نفادها؛ مما يؤدي لارتفاع أسعارها وغلائها، وهذا ما نهى عنه الشرع الشريف من حرمة الاحتكار لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المحتكر ملعون والجالب مرزوق".

عقوبة إلهية بسبب ازمة الإيجور

وأكد مؤشر الفتوى في تقريره، استمرار جماعة الإخوان الإرهابية وبعض السلفيين في توظيف الحدث لتنفيذ بعض أدبياتهم، حيث ربطوا ظهور الوباء بمنع بعض المسئولين للنقاب داخل المؤسسات والجامعات المصرية، لذا فقد جاء العقاب الإلهي ردًّا على مثل هذه الممارسات، ودلل المؤشر على ذلك من خلال العينة المرصودة من أن (55%) من فتاوى الإخوان والسلفيين حول فيروس كورونا دارت حول فكرة العقاب الإلهي، واستشهد على ذلك بفتوى الإخواني وجدي غنيم الذي قال: كورونا.. انتقام الله للصين وابتلاء وامتحان للمسلمين". وكذلك فتوى السلفي ياسر برهامي القائلة: "الفيروس عقوبة إلهية بسبب أزمة الإيجور".

إلغاء الحج والعمرة وصلاة الجمعة والجماعة

رصد مؤشر الإفتاء الفتاوى الرسمية الخاصة بفيروس كورونا، موضحًا أنها تمحورت حول عدة محاور رئيسية، جاء على رأسها حكم إلغاء الحج والعمرة بنسبة (30%)، وأحكام إلغاء صلاة الجمعة والعبادات الجماعية بنسبة (20%)، وحكم الصلاة الموحدة "صلاة الحاجة" و"صلاة الخوف" والدعاء لمواجهة الفيروس بنسبة (19%)، وحكم الإبلاغ عن المصابين بالأوبئة ومصافحتهم بنسبة (17%)، وحكم احتكار السلع ورفع أسعارها بسبب الفيروس بنسبة (11%)، وفتاوى قديمة مُعاد نشرها حول حكم إعدام الحيوانات المصابة بالفيروس بنسبة (3%).

حيث خلص المؤشر إلى أن (69%) من إجمالي هذه الفتاوى تدور في باب العبادات، والذي يعكس حرص المؤسسات الرسمية على إعطاء الأهمية لوقاية المصلين والمعتمرين ولغيرهم من الإصابة بالفيروس، باعتبار أن هذه العبادات جماعية قد تعرض الناس للإصابة لذا جاءت الفتاوى الصادرة بجواز أو وجوب الامتناع عن أداء شعائر الحج أو مناسك العمرة هذا الوقت بسبب انتشار الفيروس، ومن أبرزها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ومجلس الإفتاء الشرعي بالإمارات، والأوقاف المصرية، بل ذهبت بعض الفتاوى إلى أن من نوى العمرة وفوجئ بقرار السعودية بمنع التأشيرات وإلغاء الحجوزات بسبب الفيروس فقد نال ثواب العمرة كاملة، كما أكدت الفتاوى أن الإبلاغ عن المصابين بالأوبئة واجب شرعي وترك مصافحتهم ضرورة.

وفي الشأن الاقتصادي كان لهذه المؤسسات الرسمية وعلى رأسها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الدور الأبرز في التحذير مما يرتكبه بعض التجار من حبس السلع الضرورية والأساسية ومواد الوقاية الطبية عن الناس، واستغلال الظروف الراهنة بقصد الاحتكار ورفع الأسعار، حيث أكدتا أن استغلال الظروف لتحقيق مكاسب مادية عن طريق احتكار السلع ورفع أسعارها حرام شرعًا وخيانة للأمانة، وأن جميع أحكام الفتاوى الرسمية جاءت داعية إلى أهمية الحفاظ على النفس واعتناء الإسلام بصحة الإنسان، أيًّا كان دينه أو مذهبه أو ملته.

المتوفى بسبب كورونا شهيد

في المقابل دارت الفتاوى غير الرسمية حول عدة محاور، تمثلت في اعتبار المتوفى بكورونا شهيدًا، وتحريم الهروب من الحجر الصحي، واختلاط المصابين بغيرهم، وتحريم تمني الإصابة بالفيروس، ومنع التجمعات في المناسبات ومجالس العزاء، والعلاقة بين الفيروس وعلامات الساعة.

من أبرزها فتوى الدكتورة سعاد صالح: "من مات بكورونا شهيد"، وفتوى موقع نور الإسلام التونسي القائلة بكراهية الخروج من بلد وقع فيها الوباء فرارًا منه وكراهة القدوم عليه. وفتوى الدكتور أحمد كريمة بأنه لا علاقة بين انتشار الأوبئة وغضب الله على قوم. وفتوى المجلس الأعلى للفتاوى في كوردستان بمنع إقامة مجالس العزاء والتجمعات بالمناسبات. وقول إمام وخطيب مسجد قباء في المدينة المنورة "صالح المغامسي" بأن الفيروس أوضح مفاهيم وردت بأحاديث عن أشراط قيام "الساعة".

وأشار المؤشر إلى أنه بالرغم من أن أغلب الفتاوى الرسمية قد ذهب إلى العبادات أو النهي عن المعاملات الاحتكارية وجميعها يصب في صالح البشرية، فإن أغلب الفتاوى غير الرسمية قد غلب عليها جانب الوعظ والغيبيات، وكانت بعيدة إلى حد ما عن إرشاد الناس وتوعيتهم ضد هذا الفيروس وكيفية التعامل معه.

اقرأ أيضا