هل سيعيد وباء كورونا تشكيل نظام عالمي جديد؟.. خبراء يجيبون

الجمعة 03 ابريل 2020 | 02:04 مساءً
كتب : دعاء جمال

عبد الجواد: ليست هناك دولة وراء هذا الوباء

فهمي: الألمان أقرب إلى التوصل للقاح

البقلي: الوضع في إيران أسوء من إيطاليا

فيروس كورونا المستجد القاتل والمعروف باسم (كوفيد 19)، هذا الفيروس الذي بدأ انتشارة من مدينة ووهان الصينية منذ أكثر من شهرين ومن ثم بدأ ينتشر ويتوسع ليصيب معظم دول العالم وعلى رأسها الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وغيرها ولم يرحم كبيرا أو صغيرا إلا وأصابه.

هذا بخلاف ما تم تداوله من أراء حول إمكانية أن تكون أمريكا هي السبب الرئيسي وراء هذا الفيروس من أجل تدمير الصين إقتصاديا، أو كذلك تدمير الحكومة الإيرانية وهناك آخرون قالوا إن هذا الفيروس كان قد تم اعداده مسبقا في أحد المعامل في ووهان التابع لفرنسا ومن ثم تم إخراج براءة اختراع به، الأمر الذي جعلنا نسلط الضوء على الأوضاع الحالية في أكثر 5 دول تفشى فيهم المرض ووصل إلى المرحلة الرابعة والخامسة وعلى رأسهم إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

إيطاليا

بات الوضع سيئا للغاية في إيطاليا فبعد أن كانت إيطاليا ملجأ لكل الرومانسيين ومعروفة للعشاق إلى جانب عاصمة النور، أصبحت عبارة عن بؤرة للوباء بعد أن تم شفاء الكثيرون في الصين، حتى أن أعداد الوفيات في يوم واحد زادت عن 800 وفاة.

وكخطوة من الخطوات الاحترازية، كانت السطات الإيطالية إجرائها الحظر التام حتى يستطيعوا السيطرة على المرض، فيما قام رئيس الوزراء، جوزيبي كونتي، بالإعلان عن فرض غرامات على من يخالفون قواعد العزل وأن تلك الغرامات تتراوح بين 400 و3 آلاف يورو.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إيطاليا كانت قد دخلت المرحلة الخامسة وهي الأخطر في رحلة فيروس كورونا، حيث أنه في تلك المرحلة يستشري الوباء ويزحف في كامل البلد.

وفي السياق نفسه، قال الدكتور عاطف عبد الجواد محلل الشؤون السياسية والدولية :"الوضع سيء وسوف يزداد سوءًا خلال الأيام والأسابيع المقبلة وإلى أن يتوصل العلماء الى لقاح يحمي من الفيروس، وهناك جهود مكثفة للتوصل إلى لقاح في الولايات المتحدة والصين وأوروبا، وقد تمت تجربة لقاح محتمل على خمسة وأربعين متطوعا في الولايات المتحدة وما زالت شركات الأدوية ومراكز البحوث في أوروبا وأمريكا تتعاون او تعمل بمفردها للتوصل الى لقاح، لكن هذا سوف يحتاج الى وقت طويل".

دكتور عاطف عبد الجواد

وتابع الدكتور عاطف عبد الجواد:"فضلا عن ذلك تعرف العلماء في أمريكا على ٩٦ دواء تتواجد أصلا لعلاج أمراض أخرى ويمكن أن ينجح بعضها كعلاج ضد الفيروس ولكن مرة أخرى وإلى ان تنجح هذه التجارب سوف يصاب الملايين بالفيروس وسوف يموت الآلاف في العالم ونرى الآن أن بؤرة الوباء انتقلت من الصين الى إيطاليا وايران واسبانيا وعن قريب ستتحول الولايات المتحدة الى بؤرة جديدة للوباء خاصةً مدينة نيويورك، فالعلاج في الطريق ولكن الوضع سوف يستمر في التدهور الكبير قبل أن يبدأ في التحسن".

وعند طرح سؤال حول ما إذا كانت هناك دولة معينة وراء هذا الوباء، فقال محلل الشؤون السياسية والدولية :"ليست هناك دولة وراء هذا الوباء ولكنه الإهمال الصحي الناشيء عن ممارسات غير صحية، ففي إقليم ووهان الصيني حيث بدأ الفيروس في التفشي هناك ما يعرف بالأسواق المبللة وفيها يبيع الصينيون الحيوان حيا وميتا ومن بينها الخفافيش، وهذا الفيروس ينشأ أولًا في الحيوان ثم يقفز إلى الإنسان، فالصين لها سابقة مع نوع مخفف من هذا الفيروس اسمه كورونا -٢ او سار والذي تفشى في ٢٠٠٢- ٢٠٠٣ ومن هنا ندرك أن الفيروس الراهن وهو كورونا-١٩ له جذور وأصول في الصين منذ ذلك الزمن".

وعن تورط فرنسا في هذا الأمر، عقب أن تم تداول مقطع فيديو لأحد الأشخاص والذي يكشف فيه عن براءة اختراع للنوع المتطور من فيروس كورونا عام 2003، فقال "عبد الجواد":" هناك عدد كبير من الناس يعشقون نظريات المؤامرة لتفسير الأحداث العالمية والمحلية، وهذا الشخص من بين هؤلاء لأنه يتهم معهد باستيرالفرنسي بالتواطؤ مع الصين لخلق الفيروس ولكن الحقيقة هي أن براءة الاختراع التي يتحدث عنها هي في الواقع لتطوير لقاح ضد فيروس سار الذي أشرت إليه، والسؤال المنطقي والعقلاني هو لماذا تنشر براءة الاختراع على الإنترنت إذا كانت لخلق الفيروس وليس اللقاح، ولو كانت لخلق الفيروس لالتزم مخترعوه الصمت والتكتم إلا إذا كانوا يرغبون في الإضرار بأنفسهم وسمعتهم العلمية".

وأضاف:"فيروس كورونا -٢ هو فيروس سار وهو من الفصيل نفسه الذي ينتمي اليه كورونا ١٩ او كوفيد -١٩ وكان هناك فيروس من الفصيل نفسه وأسمه ميرس ضرب الشرق الأوسط وخاصة المملكة العربية السعودية في ٢٠١٢ وبحسن الحظ تلاشى الفيروس بسرعة فتوقفت جهود تطوير لقاح له، وكان معهد باستير من بين المراكز العلمية المشاركة في تطوير لقاح ومازال المعهد يشارك اليوم في تطوير لقاح ضد كورونا -١٩، ويجب أن نتذكر ان الفيروسات تتفشى بدون حاجة الى أيد شريرة تستهدف قتل الناس، وكان هناك وباء عام ١٩١٨ ووباء الطاعون ووباء أيدز ووباء ايبولا ثم سار وميري وكورونا. لم تكن هناك أيد سريرة وراء هذه الأوبئة ولكن السبب هو الممارسات والمعايير الصحية الضعيفة لدى بعض الناس في بعض مناطق العالم".

وعن إمكانية أن يكون ما يحدث حاليا هو عبارة عن حرب بيولوجية، فعقب محلل الشؤون السياسية، قائلا:" رغم أن كل دول العالم تقريبا لديها جراثيم أو أسلحة بيولوجية فمن الصعب أن نتخيل أن كورونا هو سلاح بيولوجي استخدمه طرف ضد الصين لأن هذا السلاح أسفر عن ضرر كبير بكل دول العالم، وهو ضرر إقتصادي وصحي واجتماعي، ولو أنه سلاح بيولوجي لوجدنا أن مستخدم هذا السلاح كان سيسعى أولًا إلى تطوير لقاح يحمي به نفسه أولًا ومواطنيه قبل أن يشرع في إيذاء خصومه".

وعند طرح سؤال حول إمكانية إعادة تشكيل نظام عالمي جديد على أيدي كورونا، فقال "عبد الجواد":"كورونا لن يخلق نظامًا عالميًا جديدًا ولكنه سيؤدي إلى مزيد من التعاون الصحي والتنسيق الطبي ضمن المنظومة العالمية الراهنة وهي منظومة أمريكية صينية مع الكورونا أو بدونها وأن الأوبئة العديدة السابقة والتي أشرت إليها لم تغير شيئا في النظام العالمي، ومن المنطقي أن الدولة التي ستكون السباقة أو الأولى في العثور على لقاح أو دواء ستجلب لنفسها عائدات مالية هائلة ومن هنا نجد أن جهود مكافحة كورونا تتسم بطابع استراتيجي كما انها تخدم الأمن القومي للدولة، كما أن هناك تنافس شديد بين الدول الكبرى لتحقيق هذه الميزة ولكن هناك تعاونا كبيرا في الوقت نفسه، وهذه الميزة لا تعني نظامًا عالميًا جديدًا ولكنها ستعطي الدولة السباقة إلى لقاح ميزة مالية واستراتيجية وسمعة طبية ومعنوية واحتراما دوليا".

إسبانيا

على شاكلة ما يحدث في إيطاليا، فإن إسبانيا في مهب الريح، فهي الأخرى دخلت في المرحلة الرابعة من وباء فيروس كورونا المستجد وأصبح عدد الوفيات في ازدياد بشكل يومي الأمر الذي استدعى وضع الحظر الشامل عليهم أيضا حتى يستطيعوا تحجيم الكارثة المرتقبة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت قد أعلنت الحكومة الإسبانية حالة الطوارئ الوطنية، للمرة الثانية في تاريخها الحديث، فيما علقت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا أصبحت الآن مركز الوباء.

وحث المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، البلاد على استخدام تدابير حازمة وتعبئة المجتمع وإجراءات عزل الناس عن بعضهم البعض للحد من انتشار العدوى بينهم إنقاذا للأرواح.

وفي سياق متصل، علق الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، على الوضع الحالي في أسبانيا قائلا:" الحالة الإيطالية هي الأكثر خطورة طبقا للأرقام، وبدأت الأرقام تظهر في أسبانيا، المشكلة والأزمة هي تفاقم الوضع هناك وعدم تدخل الاتحاد الأوروبي كمنظمة إقليمية حتى أن الرئيس الصيربي كان قد قال أن الاتحاد الأوروببي على وشك الإنهيار بصورة أو بأخرى وأكد على هذا رؤساء فرنسا وألمانيا فكل منهم أكد على الجهود المنفصلة".

وتابع أستاذ العلوم السياسية:" ربما يتعرض الاتحاد الأوروبي في الفترة المقبلة إلى حالة من التفكك أو الجمود، وذلك لأن الدول لا تؤمن بدور الاتحاد الأوروبي في هذا التوقيت".

وحول انتشار الفيروس ما بين المؤامرةوالحرب، فقال "فهمي":" هناك رأيين، فهنا نظرية المؤامرة والتي تقول أن هي حرب فيروسات جديدة بيولوجية الصين مع أمريكا وقد انتشر منها إلى العالم وانقلب السحر على الساحر وهذه وجهة نظر ولكنني أعتقد أن هناك سيناريوهات مفتوحة على مصرعيها في الفترة القادمة وبشكل خاص بعد إعلان الصين اكتشاف فيروس جديد والتي تعني إننا سوف نبدأ في حرب فيروسات جديدة وبالتالي فالقضية ليست في نوعية الفيروس أو تمدده أو انتشاره لكن بطبيعة الحال عالم ما بعد كورونا سوف يتغير بصورة أو بأخرى، فهناك حرب وصراع معلومات حقيقي يدور في العالم للوصول إلى الفيروس، فالألمان أقرب من أمريكا لتطوير فكرة اللقاح".

الدكتور طارق فهمي

وتابع "فهمي":" بالفعل هناك صراع بين أجهزة الاستخبارات العالمية حول الوصول إلي علاج حقيقي لفيروس كورونا والألمان الأقرب للوصول إلى حل لكن الأمريكان والإسرائيليين والفرنسيين والروس لا يزال أمامهم مزيد من الوقت، فموضوع فيروس السارس مختلف لأن هذا الفيروس كان له ظروف مختلفة ونجح العالم في مواجهته بذكاء شديد، ولكن فيروس كورونا أخخطر ما يواجهه العالم".

وعن وجهة نظره في إمكانية تشكيل نظام عالمي جديد، فقال أستاذ العلوم السياسية:"عالم ما بعد كورونا عن عالم ما قبل كورونا، فربما تكون حرب بيولوجية، إنني أعتقد أن الأمر يحتاج إلى تأكيد، فبتقديري الألمان هم الأقرب للوصول إلى لقاح خلال أسابيع، وكذلك فأعتقد أن الدول الأوروبية لن تساعد بعضها، فأزمة كورونا هي أزمة هيكلية فبعد تلك الأزمة لن يكون هناك تنظيم دولي بالصورة الشاملة، لأنها أوضحت أنها أزمية هيكلية في بنية النظام الدولي، وبالتأكيد فعالم ما بعد كورونا لن تهيمن السياسة على الوضع لكن الاقتصاد سيكون هو المؤثر وليصعد مفهوم الأمن الإنساني العالمي علي أي أمن آخر".

واختتم أستاذ العلوم السياسية تصريحاته:" بعدم التصديق أن تكون عدد الحالات قد انتهت في الصين لأنها دولة بوليسية دولة حديدية وشيعية فالحديث عن إيجادهم حل جزء منه بروبجندا".

إيران

تأتي أيضا الكارثة الكبرى الأخرى وهي إيران والتي نال فيروس كورونا من الطبقة الحاكمة بيها بداية من الرئيس الإيراني، حسن وحاني، وكذلك المرشد الأعلى، أية الله على خامنئ، وكذلك البرلمان الإيراني وآخرين.

وفي سياق متصل، كانت السلطات الإيرانية قد أعلنت العديد من الإجراءات من أجل السيطرة على هذا الوضع الكارثي ومن بينها الأمر بإغلاق مراكز التسوق والبازارات في جميع أنحاء البلاد في فترة العطلة، التي تستغرق 15 يوماً، واستثنى الصيدليات ومحال البقالة.

وأغلقت السلطات أيضا، مواقع دينية رئيسية من بينها مرقدا "حضرة السيدة المعصومة" و"الإمام رضا" في مدينتي قم ومشهد.

هشام البقلي

فيما كان قد خرج خامنئي في تصريحات له واتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها قد خلقت هذا الفيروس والذي يختص بضرب الجينات الإيرانية بالإضافة إلى استخدام الجن، وتعليقا على هذا الأمر، قال الدكتورهشام البقلي، المتخصص في الشأن الإيراني ومدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سجاف السعودي :"تصريحات تثير الضحك وتعبر عن حالة التخبط الذي يعيشها النظام الايراني ومدي حالة الإهمال الصحي في المنظومة الصحية الإيرانية، وتلك التصريحات غير مقبولة في هذا التوقيت على النظام الايراني أن يتعامل بجدية مع كورونا الذي أصاب الولايات المتحدة نفسها التي يتحدث عنها خامنئي".

أما عن التوقعات المحتملة للوضع في إيران في ظل الظروف الحالية، فقال "البقلي" :"للأسف الوضع في إيران كارثي لا يختلف عن الوضع الإيطالي بل أعتقد أنه أسوء من الوضع في إيطاليا لأن إيران تحاول تسيس الأمر ولا تتعامل بشفافية كافية مع تلك الأزمة العالمية بل تبحث عن شماعة لأخطاء النظام".

وعن إمكانية الإطاحة بالنظام الإيراني خلال هذه الأزمة، فقال مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سجاف السعودي:"الفيروس أمر عالمي وازمة كبيرة على كافة المستويات ولا أعتقد أنه سيتسبب بأى شكل في سقوط النظام بل قد يكون سببا في تعديل سلوكيات النظام في الفترة القادمة وأيضا قد يتسبب هذا الفيروس في تغير المعادلة السياسية الدولية لعدد من الملفات الدولية على رأسها الملف الإيراني".

وتعليقا على الفيديو المتداول بشأن تورط فرنسا في أزمة كورونا بالاتفاق مع الصين، فقال "البقلي":رأيت الفيديو المتداول بالفعل وهو أمر وارد ولكن لا يمكن الجزم بصحة حديثة من عدمه ولكن ما يمكن أن نؤكده ان هناك معامل بيولوجية في العالم من الممكن أن تضر بالبشرية اكثر من مخاطر القنبلة النووية بصرف النظر عن كون كورونا فيروس جديد أم متحور نتيجة تجارب بيولوجية سابقة".

موضوعات ذات صلة:

فلسطين تسجل 10 إصابات جديدة بكورونا المستجد

تسجيل 27 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المغرب

اقرأ أيضا