رئيس الليجا يواصل الهجوم ويتهم الريال بالرشوه والفساد المتعمد

الخميس 09 يوليو 2020 | 04:02 مساءً
كتب : روماني شحاته

“هناك فار قبل مكالمة بيريز مع رئيس الاتحاد الإسباني، وفار آخر بعده” هكذا أشعل خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني “لاليجا” من نظرية المؤامرة، مشكلًا ضغط جماهيري وإعلامي في إسبانيا ضد الاتحاد الإسباني لكرة القدم بقيادة روبياليس، عبر استفزاز مشاعر كارهي ريال مدريد وتجييشهم لتحقيق مصالح خاصة.

ما قاله خافيير تيباس في مناسبتين أمر يثير الريبة والقلق، فهو يحاول استخدام أحداث قديمة لإسقاطها على الواقع الحالي، وبالتالي تحقيق مكاسب شخصية، ومكاسب لجماعته، فهل يعقل أن يستخدم مسؤول كبير مؤسسة رسمية وعملاقة في كرة القدم لتحقيق ذلك؟

قصة المكالمة بين فلورنتينو بيريز ورئيس الاتحاد الإسباني

الكثيرون يظنون أن المكالمة التي يتحدث عنها تيباس هي شيء من الأمور الخفية، والتي حدثت في الموسم الحالي، لكن الحقيقة ليست كذلك، مكالمة بيريز مع رئيس الاتحاد الإسباني حدثت في مطلع عام 2019، أي خلال الموسم الماضي 18 – 2019 من الأساس وليس خلال الموسم الحالي، كما أنها ليست شيء سري لا يعرفه أحد، بل رئيس الاتحاد الإسباني نفسه من اعترف بها.

بعد مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد في يناير 2019 خلال الموسم الماضي، اشتعلت الأجواء في كرة القدم الإسبانية بسبب بعض القرارات المفاجئة من الحكام. من ضمن القرارات أن ريال مدريد احتسبت ضده ركلة جزاء، وتم طرد لاعبه لوكاس فاسكيز خلال مباراته ضد ريال سوسيداد، لكن الأكثر لفتًا للانتباه هو عدم احتساب ركلة جزاء لصالح فينيسيوس جونيور في نفس المباراة.

النجم البرازيلي نجح في مراوغة رولي حارس سوسيداد، وهو ما دفع الأخير لإعاقته بشكل واضح مانعًا فينيسيوس من اللحاق بالكرة وتسجيلها هدفًا. المحبط لريال مدريد أن حكم الساحة لم يطلب مراجعة اللقطة من قبل حكم الفيديو، وأيضًا حكم الفيديو لم يتدخل، رغم أنه في حالات أخرى كان حكم الفيديو يتدخل في قرارات ضد ريال مدريد خلال نفس الموسم.

القضية كانت شائكة نوعًا ما، ريال مدريد كان يملك فيديو يوضح حالة احتفال حكام الفيديو باحتساب هدف لصالح إيبار ألغاه الحكم في نوفمبر 2018 من نفس الموسم، ورغم أن الريال لم يعترض على هذه اللقطة في وقتها، لكن بعد تكرار عدة حالات كان فيها حكم الفيديو يعمل ضد ريال مدريد فقط، حينها كان لا بد من فلورنتينو بيريز أن يستفسر عما يحدث.

بيريز اتصل برئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم بعد الخسارة أمام سوسيداد، واستفسر منه عن سبب كل ما يحدث، ثم بعد أيام قليلة صرح روبياليس بأن بيريز اتصل به، ولم يخفِ الأمر، ولم يكتمه.

تيباس وتزوير الحقيقة .. والضحية سمعة ريال مدريد

مما سبق يتضح أن مكالمة بيريز وروبياليس ليست شيء مخفي، أولًا، وثانيًا لم تحدث في الموسم الحالي، وهو ما يجعلنا نطرح عدة تساؤلات تثير الشكوك حول تصريحات تيباس:

1- لماذا اقتطع تصريحات رئيس الاتحاد الإسباني من سياقها؟ الرئيس قال في يناير 2019 أنه تحدث مع بيريز لمدة دقيقتين فقط، وأكد بأنه يتحدث مع العديد من روؤساء الأندية في إسبانيا الذين يفوق عددهم 80 رئيسًا، وشدد على أن هذا من وصفه الوظيفي فهو لا يستطيع عدم الاستماع لأي نادي لديه شكوى.

بعد أيام من شكوى ريال مدريد من الفار، تقدم ليفانتي بشكوى أيضًا لدى الاتحاد الإسباني عبر بيانٍ رسمي يعبر فيه عن انزعاجه من تصرفات حكام الفيديو خلال مباراتهم ضد أتلتيكو مدريد والتي فاز فيها الأخير بنتيجة 0-1 من ركلة جزاء، ليفانتي كان يؤمن بأن حكم الفيديو تدخل في لقطة أتلتيكو لتجيير الكفة لصالحهم، ورفض التدخل في اللقطات التي كانت في صالح ليفانتي.

من هنا يتضح أن ليس بيريز فقط من تقدم بشكوى لدى الاتحاد الإسباني من عدم وجود استخدام عادل لتقنية الفار، بل هناك ليفانتي وفي نفس الوقت تقريبًأ، وهناك أندية أخرى فعلت ذلك قبل ريال مدريد وليفانتي، وأندية فعلته بعدهما.

وهو ما يجعلنا نتعجب، لماذا يذكر تيباس إذًا مكالمة بيريز مع روبياليس فقط؟ لماذا لا يتحدث عن مكاملة ليفانتي، أو أندية أخرى اشتكت أيضًا للاتحاد الإسباني (كما صرح الرئيس بنفسه)، ألا يعد ذلك تزوير للحقائق وإخراجها عن سياقها الذي حدثت به؟

2- لماذا ترك تيباس هذه الحادثة طوال الموسم الماضي بدون تعليق، والآن يتحدث فيها؟ التفسير المنطقي لصترفه أن ريال مدريد في الموسم الماضي لم يكن ينافس على اللقب، ولا ينافس على شيء تقريبًا، لذلك لن يفيد تغذية وسائل الإعلام بهكذا تصريحات، فنظرية المؤامرة يصعب إشعالها في هكذا ظروف.

تيباس اختار الوقت المناسب، سواء في يناير، أو يوليو الحالي، حينما يكون ريال مدريد متصدرًا لترتيب الدوري الإسباني، من أجل قول هكذا تصريحات، مما يطلق العنان لجميع وسائل الإعلام المضادة لريال مدريد لحبك خيوط “نظرية المؤامرة”.

3- هل بالأساس الفار تغير بعد مكالمة بيريز وروبياليس في يناير 2019 ؟ هل أصبح حكم الفيديو يتدخل أكثر في اللقطات وصبت جميع قراراته في صالح ريال مدريد؟ هذا السؤال يقودنا إلى كشف الحقيقة…

الحقيقة الكاملة .. ريال مدريد تضرر من إهمال حكم الفيديو لعمله

تيباس قدم تصريحاته بطريقة توحي بأن أخطاء حكام الفيديو تصب في صالح ريال مدريد، هو لم يقل ذلك بالطبع، لكن طريقة طرح المسألة، وذكر المكالمة بين بيريز وروبياليس توحي بذلك.

من هنا أتى رد جماهير ريال مدريد، حساب ريال مدريد بلاي (@RMPIay) نشر مجموعة فيديوهات توضح أن الريال في الموسم الحالي تضرر من إهمال حكم الفيديو لعمله، حيث لم يتدخل في الكثير من اللقطات المؤثرة التي لم يتنبه لها الحكم، سواء قبل كورونا أو بعد كورونا.

وهناك بعض الأخطاء الواضحه التي ذكرها على وجه التحديد :

1- عدم احتساب ركلة جزاء واضحة لصالح ريال مدريد ضد بلد الوليد وكانت النتيجة تشير إلى التعادل 0-0 ، مع عدم مراجعة اللقطة.

2- عدم احتساب ركلة جزاء واضحة لصالح ريال مدريد ضد ريال مايوركا والتي انتهت بالهزيمة 0-1 مع عدم مراجعة اللقطة.

3- عدم احتساب 3 ركلات جزاء واضحة لصالح ريال مدريد ضد برشلونة بين لقائي الذهاب والعودة ، مع عدم مراجعة جميع اللقطات.

4- تجاهل ركلة جزاء واضحة لصالح ريال مدريد ضد فالنسيا حينما كانت النتيجة 1-0 .

5- تجاهل لمستي يد على منير الحدادي في هدف إشبيلية مما منحهم التعادل 1-1 قبل أن يسجل كاسيميرو هدف ريال مدريد الثاني.

6- هناك لقطات مشكوك فيها، وليست واضحة، مثل لمسة لاعب ريال بيتيس للكرة داخل منطقة الجزاء، وإعاقة دييغو لوبيز لكريم بنزيما داخل منطقة الجزاء، وغيرها من الأمور.

أين كان تيباس وقت كل هذه الأخطاء التي حصلت ضد ريال مدريد؟ لماذا لم يصرح عن شيء؟

لا نقول هنا أن ريال مدريد لم يستفد من أخطاء حكم الفيديو أو الساحة، لا أحد يستطيع قول ذلك، المقصود أن ريال مدريد تضرر أيضًا من هذا الإهمال، فلماذا يسلط تيباس الضوء فقط على ريال مدريد؟ لماذا يتحدث فقط بعد الجدل التحكيمي الذي يستفيد منه ريال مدريد؟

تيباس “مدريديستا” فلماذا يفعل كل ذلك؟

الكثيرون يتشدقون في الدفاع عن وجهة نظرهم حينما يذكر اسم تيباس بأنه “مدريدي” كما صرح بنفسه، مهملين عدة تصريحات أخرى توضح أن مصالحه لا تلتقي بمصالح ريال مدريد على الإطلاق، والمصالح دائمًا تطغى على العاطفة.

تيباس صرح في يناير من العام الحالي بأن علاقته مع ريال مدريد وفلورنتينو بيريز سيئة “ريال مدريد وبرشلونة لا يحبون أن أكون رئيسًا لليجا، لكن لاليجا أكثر من مجرد ريال مدريد وبرشلونة. لم أتحدث مع بيريز منذ أكثر من عامين”.

وكان له تصريح آخر في نفس المقابلة “أخبرت كاسياس أنني قلق للغاية على كرة القدم الإسبانية، ولا أتفق مع روبياليس”.

والسؤال، لماذا علاقة ريال مدريد بتيباس غير جيدة؟ المسألة تتعلق بشقين، الأول والأهم هو إصرار تيباس على توزيع حقوق البث التلفزيوني بشكلٍ عادل على جميع أندية الدوري بعد أن كان الريال وبرشلونة يحصلون على حصة الأسد في المسابقة، وهو توجه للأمانة جيد للمسابقة، لكن بالنهاية الريال يدافع عن مصالحه مثل بقية الأندية في هذا الجانب.

أما الشق الآخر فيتعلق برفض ريال مدريد دونًا عن غيره من الأندية السفر للعب مباريات الليجا في الولايات المتحدة الأمريكية، وترافق هذا الرفض مع غضب الاتحاد الإسباني من رابطة الليجا لتفاوضها حول إقامة مباريات في أمريكا الشمالية دون التشاور مع الاتحاد، وكل ذلك عطل من مشروع لعب مباريات الدوري الإسباني في أمريكا الشمالية.

بيريز كان له تساؤل واضح في هذه المسألة “لماذا يقطع اللاعبون كل هذه المسافة للعب مباراة واحدة؟ ما هي الفائدة العائدة على ريال مدريد من كل ذلك؟ ” . تساؤل مشروع، فمن غير المنطقي أن تستنزف لاعبي فريقي بالسفر، من أجل أن تحقق ريع أعلى لصالح لاليجا، بدون أن يعود ذلك على الريال بالفائدة.

تيباس رده كان بأن الريال سيستفيد من تنمية علامته التجارية، وهو أسخف رد يمكن سماعه، بل يمكن القول أنه مضحك، لأن الريال بشهرته الواسعة سيعمل على تنمية علامة لاليجا التجارية في أمريكا الشمالية، وليس العكس. بمعنى أن الناس يتابعون الدوري الإسباني من أجل ريال مدريد وليس العكس، أي

اقرأ أيضاً....

رئيس طنطا يعلن تعافي جميع مصابي الفريق من فيروس كورونا

اقرأ أيضا