حسن إسميك: هل يتخلى ماكرون عن دعم الرسوم المسيئة للنبي محمد؟

الجمعة 13 نوفمبر 2020 | 02:03 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

تحدث حسن إسميك رئيس مجلس أمناء مركز ستراتجيك للدراسات والأبحاث عن التقاط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدوى الطائفية الأثيمة من المسئولين اللبنانين.

وقال إسميك:"هل التقط ماكرون عدوى الطائفية الأثيمة من المسؤولين اللبنانيين يوم التقاهم في بيروت؟ هؤلاء يعرفون كيف ينزلون عن الشجرة، متراجعين عن الطائفية، فهل يوجد من يُّنزل ماكرون عنها هو الآخر؟ “لن نتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية”. هذا ما صرّح به إيمانويل ماكرون قبل فترة في معرض تعليقه على الرسوم المسيئة عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام التي أعادت مجلة شارلي إيبيدو نشرها مجدداً بعدما كانت قد أقامت الدنيا ولم تقعدها في العام 2015".

وتابع :"فهل أراد ماكرون من ذلك إثارة زوبعة من شأنها أن تغطي على الجدل الذي ما زال مستمراً حول الأزمة التي تعيشها فرنسا في ضوء عودة احتجاجات السترات الصفراء المناهضة لإدارته للبلاد؟ وباعتباره قال ما قاله في تصريحاته حول ما سماه “الإسلام المأزوم”، فهل هو جاد حقاً في تنفيذ الخطة التي أعلنها للتصدي للراديكالية الإسلامية، معتبرا بقصدٍ، أو من دون قصد، أن “الإسلام دينٌ يعيش أزمة في كل مكان”؟ ولو قال إن “المسلمين هم من يعيشون في أزمة” وليس الإسلام، لما تسبّب في هذه العاصفة. أم أنه وقع في شرك المصطلحات وخانته اللغة؟ أو لعله انضم إلى التيار السائد من مروجي الإسلاموفوبيا، الذي يضم أنصار اليمين المتطرف الذي بات منتشراً في معظم أنحاء أوروبا و أتباع الاتجاه الراديكالي العلماني الذي لا يخفي عداءه للأديان كلها وبالتالي لا يستثني الإسلام منها؟

ماذا يمكننا تسمية الاصطدام الدائم بين فرنسا والمسلمين حول العالم، ولماذا يحصل ذلك؟

إن العنوان الرئيس لهذا الاصطدام يكمن في “الإسلام السياسي”، الذي ينبغي بنا أولاً أن نعرفه بشكلٍ مبسّط. تقول الويكيبيديا، مثلاً، وهي مرجعية مفتوحة وعامة، إنه “مصطلح ظهرَ حديثًا بسبب انعزال الأقطاب الدينية في العالم الإسلامي عن السياسة، يمكن أن يشير إلى مجموعة واسعة من الأفراد أو الجماعات الذين يدافعون عن تشكيل الدولة والمجتمع وفقًا لفهمهم للمبادئ الإسلامية، كما يشير أيضاً إلى النشاطات واسعة النطاق للأفراد والمنظمات المؤيدة لتحويل الدولة والمجتمع ككل للاستناد لمرجعية من القوانين الإسلامية”. والإسلام السياسي بهذا المعنى، خاصة في الشق الثاني من التعريف، حاضر في أدبيات النهضة العربية ولدى بعض مفكريها منذ منتصف القرن التاسع عشر. وسواء اختلفنا مع مضمون هذا التعريف أو اتفقنا، فهو في الحقيقة يبقى رأياً وموقفاً يحق لمن يشاء تبنيه والدفاع عنه. غير أن معضلة الإسلام السياسي الداخلية فتتمثل في اقترانه العضوي بالإرهاب، واستخدام العنف والقوة، اللذين تطلّب تبريرهما تكفير مجتمعات تختلف مع هذا الفكر حتى ولو كانت مسلمة، واستباحة دم الأفراد الذين رفضوا هذا التوجه وتصدوا له، وإن كانوا مفكرين أو علماء دين مشهود لهم بالإيمان والتقوى. وتساهم صلته العضوية هذه بالعنف في تفاقم مشكلة علاقته مع الغرب التي يمكن إيجاز أسبابها بترويجه لخطابٍ مناهضٍ للحضارة الغربية ورافض للقيم الأوروبية التي ضحّى الغرب لأجلها وقدّم شهداءً في سبيلها. لذا تعتبره فرنسا، وباقي الدول الأوروبية التي أسّست مجتمعات تعددية ديمقراطية، خطراً عليها.

اقرأ أيضا