أحمد معيتيق: لا يوجد مستفيد من النزاع المسلح أو استمرار عدم وجود سلطة متفق عليها في ليبيا

الاربعاء 30 ديسمبر 2020 | 03:16 مساءً
كتب : مدحت بدران

أجري نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية (ريا نوفوستي)، تحدث فيها عن مسار وآفاق العملية السياسية في ليبيا والتعاون مع روسيا وغير ذلك الكثير، فإلى نص الحوار...

- كيف تعلّقون على مسار الحوار السياسي الليبي الذي يجري الآن برعاية الأمم المتحدة، برأيك هل ستتوج هذه اللقاءات بالنجاح؟ عدد من السياسيين الليبيين يعتقدون بأنها قد فشلت؟

بدأ الحوار السياسي بعد وقف الأعمال العسكرية في 6 يونيو من هذا العام. وأنا أعتبر اللقاءات التي عقدت بين الأطراف الليبية إيجابية. فعندما يبدأ الليبيون الحديث من خلال الحوار واللقاءات، فهذا أمر إيجابي، بدلاً من استمرار القتال وسماع دوي طلقات البنادق والمدفعية. نتحدث اليوم عن اتفاقيات سياسية بين الأطراف التي خاضت حرباً مع بعضها البعض مؤخرًا. وهذا إلى حد ما هو نجاح للحوار السياسي، وأعتقد أن الأمم المتحدة نجحت في جعل الليبيين يجلسون على طاولة المفاوضات.

نقطة أخرى مهمة هي أنهم اتفقوا على تحديد موعد للانتخابات. وستُجرى هذه الانتخابات في 24 ديسمبر 2021، وهي أيضًا ناجحة إلى حد ما. أما بالنسبة للاتفاق على السلطة التنفيذية، أعتقد أننا بحاجة لبعض الوقت حتى نتوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية.

- هل يكفي عام واحد لإزالة الخلافات وإجراء انتخابات عامة؟

طبعاً توقيت الانتخابات مهم جداً، ووضع موعد للانتخابات هو شيء إيجابي، ويجب أن تعمل كل الأطراف الليبية على أن يكون هذا الموعد هو موعد متفق عليه وأن يكون الإنجاز في وقته.

- هناك جماعات مسلحة ذات نفوذ كبير في طرابلس. ماذا لو لم يقبلوا بنتائج الحوار السياسي؟

أعتقد أنه يجب أن يكون هناك حواراً مجتمعياً. ومؤسسات المجتمع الليبي والسلطة الموجودة يجب أن تفتح حوارات مجتمعية مع كل الأطراف حتي تستطيع إقناع كل الأطراف أن هذا هو الحل الأمثل وإعادة الأمانة إلى الشعب الليبي حتى يقوم بالانتخابات. ليس هناك مستفيد من النزاع المسلح أو استمرار عدم وجود سلطة. أعتقد أن جميع الأطراف، وكذلك الجماعات المسلحة، تدرك جيدًا أهمية وجود سلطة متفق عليها ومنتخبة من قبل الليبيين.

- بمشاركتكم المباشرة، في سبتمبر، تم التوصل إلى اتفاق مع الجيش الوطني الليبي على استئناف إنتاج وتصدير النفط من الموانئ الليبية بعد أشهر من التوقف. ما مدى تأثير هذا الاتفاق على الوضع الاجتماعي والاقتصادي في ليبيا حتى الآن؟ وهل لعبت روسيا دورًا في إبرام هذا الاتفاق؟

نعلم جيداً أنه بعد توقيع الاتفاقية بيننا وبين أطراف المنطقة الشرقية، بدأت تدفق عائدات إنتاج النفط. وروسيا دعمت وساعدت في التوصل إلى هذا الاتفاق، وبالطبع، فإن مشاركة روسيا الإيجابية في أي اتفاق بشأن ليبيا هو عنصر مهم لنجاح هذا الاتفاق.

أنا متأكد من أن الشيء الرئيسي الذي قدمته هذه الاتفاقية هو أنه وبعد فترة من الصراع المسلح، نمّى لدى العديد من الأطراف الليبية أمل في استعادة الاقتصاد الليبي، ومواصلة تنميته.

ننتج اليوم أكثر من مليون و 200 الف برميل من النفط يوميًا. وأسعار النفط الآن عند مستوى جيد، وأي إيصالات نقدية مهمة جدًا بالنسبة لنا.

من المهم أن تظل هذه الاتفاقية سارية المفعول، فهي أساس أي اتفاق سياسي في المستقبل.

- هناك تحشيدات عسكرية بالقرب من خط سرت الجفرة وكل طرف يتهم الطرف الآخر بخرق الهدنة، ما رأيكم هل من الممكن أن تنشب الحرب مجدداً؟

أنا أعول كثيراً على العقلانية لليبيين من الطرفين، لأن أي صراع أو تصادمات عسكرية ستكون مرهقة للشعب الليبي وستصحب دمار وخراب، أنا أعتقد أن الليبيين عانوا من هذه الصراعات وأتمنى أن يتحلى الجميع بالإدراك وبعد النظر، لكي لا تنشب هذه المعارك، وأتمنى أن يكون هناك تسوية سياسية واقتصادية تبعث الطمأنينة والثقة ما بين الأطراف.

- زار وفد مصري، يوم الأحد، العاصمة طرابلس لأول مرة منذ انقطاع دام لسنوات طويلة. ومن المعروف أن القاهرة تدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. عن ماذا دار الحديث مع الوفد المصري؟

أولاً زيارة الوفد المصري بهذا المستوى جاءت بعد مضي فترة طويلة، أكثر من 6 أو 7 سنوات، تكلمنا مع الوفد المصري فيما يخص إعادة تفعيل العلاقات المصرية الليبية أو طرابلس والقاهرة بوضع أحرى وأن تكون المرحلة القادمة ستشهد عودة السفارة المصرية في ليبيا وفي نفس الوقت يكون هناك الكثير من الملفات الاقتصادية والأمنية التي تم الاتفاق عليها ولكن بصفة عامة كانت الرسالة إيجابية جداً من طرفنا وإيجابية من جانب الطرف المصري.

- في الشهر الماضي، تم الإفراج عن مواطنين روسيين هما مكسيم شوغالي وسامر سويفان من أحد السجون الليبية. قضية الروسيين المحتجزين في طرابلس كانت دائماً موضوع حواراتكم مع الطرف الروسي الى أن تمت عملية الإفراج عنهما. ما تقييمكم بمستوى التعاون بين حكومة الوفاق وبين الطرف الروسي؟

المرحلة القادمة أتمنى أن يكون فيها مرحلة تعاون اقتصادي كبير، روسيا كانت لديها شراكات اقتصادية كبيرة في ليبيا بالفترة الماضية طيلة فترة حكم النظام السابق (عهد القذافي) والمرحلة القادمة سيكون هناك زيارة لوزير الخارجية لحكومة الوفاق السيد محمد الطاهر سيالة إلى موسكو خلال الفترة القريبة القادمة ونأمل أن يتم توقيع أو تجديد الاتفاق الاقتصادي ما بين ليبيا وروسيا. كذلك هناك تجهيز لزيارة لبعض الشخصيات المهمة بداية العام القادم، وسيكون هناك تعاون من أجل رفع مستوى بعض من الصناعات التي كانت لدينا شراكات فيها مع روسيا في فترة سابقة.

- الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية على وشك أن تبدأ فترة الحكم. أنت التقيت بالسفير الامريكي في ليبيا منذ أسبوع تقريباً ما تقييمكم أو توقعاتكم هل ستتغير السياسة الأمريكية تجاه ليبيا؟ هل ستكون إيجابية أكثر؟

نحن لدينا تعاون مع الحكومة الأمريكية في عدة مجالات ومن أهمها مجال مكافحة الإرهاب ولدينا اتفاقيات مع الولايات المتحدة في التدريب وتأهيل العناصر في ليبيا لمكافحة الإرهاب وهذا الأمر مهم جداً. نعتقد أن أي ادارة للولايات المتحدة تعي جيداً حجم التعاون الذي كان في الفترة الماضية وما الذي سيكون عليه في الفترة القادمة. من أجل أن يكون البحر المتوسط بحر سلام.

- رفض نيكولاي ملادينوف تولي منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، والذي وافق عليه مجلس الأمن. إلى أي مدى سيؤثر ذلك على الحوار السياسي الليبي القائم؟

أعتقد أن السيدة ستيفاني وليامز، المكلفة بالملف الليبي قامت بجهد في هذا الشأن، وكنا ننتظر ما سيقوم به السيد الأمين العام للأمم المتحدة من جهود، ولكن اعتقد أن السيدة ستيفاني وليامز ستستمر في منصبها إلى أن يتفق المجتمع الدولي على مبعوث أممي جديد.

اقرأ أيضا