هل يفسد لقاح كورونا الصيام؟

الثلاثاء 06 ابريل 2021 | 12:52 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

أيام قليلة ويحل علينا شهر رمضان المبارك، ولكن يأتي الشهر الكريم هذا العام في ظل ظروف استثنائية من انتشار فيروس كورونا المستجد، ويتبادر للأذهان عدة أسئىلة حول حكم صيام مرضى كورونا لشهر رمضان ، وهل تلقي لقاح كورونا يفسد الصيام .

ذكر مجمع البحوث الإسلامية ، أنه يجوز الفطر في نهار رمضان للمريض بفيروس (كورونا) المستجد.. مشيرا إلى أن الأطباء أكدوا أن الفيروس كرونا أشد فتكًا بالمرضى حال إصابتهم به، نظرًا لضعف مناعتهم، فرخّص لهم الشارع الحكيم في الفطر في نهار رمضان مع القضاء أو الفدية وفقا لحالته، لقوله تعالى "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".

وأضاف المجمع أن الفقهاء بينوا حقيقة المرض المبيح للفطر في نهار رمضان وحكم الترخص به، في أن المرض بالنسبة إلى الصيام على ثلاثة أنواع ، أولا اليسير الذي لا يشق معه الصيام، وذلك مثل الصداع، الحمى الخفيفة، وجع الإصبع، وغير ذلك مما يستطيع الإنسان تحمله، فجمهور العلماء اتفقوا على أنه لا يجوز للإنسان أن يفطر بسبب هذا المرض اليسير.

وأوضح أن النوع الثاني هو المرض الذي يرخص للمريض بالفطر معه، وهذا المرض يستطيع صاحبه أن يصوم مع ضرر ومشقة، ولكن لا تؤدي بالمريض إلى الهلاك، وهذا الضرر مثل زيادة المرض عليه أو تأخر الشفاء، وهذا النوع يستحب لصاحبه أن يفطر، والنوع الثالث هو المرض الشديد الذي يؤدي إلى الضعف ويُخاف معه الهلاك، وهذا المرض موجب للفطر لأن فيه إلقاء النفس إلى التهلكة، فيكون الصوم بالنسبة لهذا المريض حراما، لقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وقوله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا".

ووفقًا لما سبق، فإن المريض الذي يصاب بفيروس (كورونا) والذي عُرف عنه شدة الفتك بالمريض، يخضع لرأي الطبيب القائم على علاجه، فإذا طالبه الطبيب بالفطر فلا يسع المريض إلا تنفيذ أمره، والفطر في رمضان، لأن مرضه من المرض الشديد الذي يؤدي إلى الضعف ويخاف معه الهلاك، وهو يحتاج إلى تناول العلاج الدائم وغير ذلك مما يقرره الأطباء، ولا يجوز لهذا المريض أن يرفض الأخذ بهذه الرخصة الواجبة التي شرعها الله تعالى له، بناء على أن النفوس حق الله وهي أمانة عند المكلفين، فيجب حفظها ليستوفي الله حقه منها بالتكليف.

وأكد أنه يجب على الإنسان أن يُدرك أن فضل الله كبير ورحمته واسعة، فالإﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩاﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤًﺎ، ﺛﻢ ﻣﺮﺽ أو تقدم به السن ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ على الصيام فأخذ بالرخصة، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ أجر ما كان يفعل حال صحته ﻛﺎﻣﻼً، وهو ما أكده النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ بقوله: " إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا".

كما أن الأزهر الشريف، حسم الجدل حول حكم صيام المسلم الحاصل على تطعيم لقاح كورونا، حيث أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في فتوى رسمية له أنه لا يفطر صائم رمضان بالتطعيم ضد ڤيروس كورونا ما دام أن اللقاح المستخدم في التطعيم يدخل بدنه عن طريق الجلد بالحقن، فالجلد ليس منفذا للجوف، وإن كان الأولى تأخيره لما بعد الإفطار.

وقال المركز في فتوى له، أن اللقاحات والتطعيمات بهذا الشكل ليست أكلا ولا شربا ولا هي في معناهما، كما أن تعاطيها يكون عن طريق الحقن بالإبرة في الوريد أو العضل «العضد، أو الفخذ، أو رأس الألية» أو في أي موضع من مواضع ظاهر البدن ليس من المنفذ الطبيعي المعتاد كالفم والأنف المفتوحان ظاهرا؛ ومن ثم؛ فلا يفطر الصائم بها؛ لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذ طبيعي مفتوح ظاهر حسا، لا من منفذ غير معتاد كالمسام والأوردة التي ليست منفذا منفتحا، لا عرفا ولا عادة.

أوضح الأزهر أن تعاطي هذا اللقاح في نهار رمضان عن طريق الحقن بالإبرة في الذراع «العضد» لا يفطر به الصائم؛ لأنه دخل بدنه عن طريق الجلد، والجلد ليس منفذا للجوف، وإن كان الأولى تأخير تعاطي اللقاح لما بعد الإفطار؛ لما قد يحتاج إليه الإنسان من تغذية أو علاج بعد التطعيم.

اقرأ أيضا