قمة المناخ في جلاسجو محور اهتمام عدد من كبار كتاب صحف القاهرة

الخميس 04 نوفمبر 2021 | 10:35 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

تناول عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم /الخميس/، قمة الأمم المتحدة للمناخ بجلاسجو والحضور المصري القوي.

ففي عموده "أفق جديدة" بصحيفة "الأهرام"، أكد الكاتب عبدالله عبدالسلام أنه ليس جديدا ولا مفاجئا تحذير رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال مؤتمر قمة المناخ في جلاسجو، من غرق الإسكندرية مع مدينتي ميامى الأمريكية وشنغهاي الصينية إذا ارتفعت حرارة الأرض 4 درجات، لافتًا إلى أن دراسات عديدة أشارت إلى أن حاضرة مصر الثقافية من أكثر المناطق الساحلية المنخفضة عرضة للغرق بالعالم.

وقال الكاتب: لكن الغريب والمثير للأسى أن جونسون لم يحّمل بلاده والدول الغنية مسئولية ما يحدث على كوكبنا من تغير مناخي يكاد يقضى على الحياة البشرية، مضيفا أن مصر ليست دولة صناعية كبرى تستخدم مليارات التوربينات والأفران التي لوثت الأرض وكانت السبب الرئيسي فيما وصلنا إليه، موضحا بريطانيا مهد الثورة الصناعية أول من لوثت الأرض نهايات القرن 18 وتلتها أوروبا وأمريكا قبل أن تدخل اليابان والصين ثم الهند وغيرها سباق الصناعة والتلوث.

وأوضح عبدالسلام أن هذا لا يعنى أن مصر لا دور لها فى مواجهة المخاطر. فهناك مشروعات لإقامة حواجز أسمنتية لحماية السواحل وتغذيتها بالرمال. لكن الأمر يستدعى أيضا دراسة تجارب الحفاظ على مدن إيطالية وقبلها هولندية من تغول البحر، وهى ظاهرة بدأت تحدث بمصر، فقد تراجع شاطئ دمياط 2.6 كيلو متر ورشيد 4.8 كيلو بالإضافة لزيادة نسبة الملوحة. ومع ذلك، كل هذه الجهود لا تكفى، فالخطر لا يمسك بتلابيب مصر فقط بل بمنطقة البحر المتوسط والعالم، مما يستدعى خطة كونية عملاقة لمواجهة أخطر تحد يواجه البشر منذ بدء الخليقة.

وتحت عنوان "شعاع الأمل .. والإنقاذ"، قال الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد في صحيفة "الأخبار" إن هناك شعاعا من الضوء في نهاية النفق المظلم، خرج من قمة المناخ السادسة والعشرين المنعقدة فى جلاسجو الأسكتلندية، يفسح مجالا للأمل فى إمكانية إنقاذ كوكب الأرض وما يضمه من دول وشعوب، أصبحت مهددة بالفعل فى ظل الأخطار الجسيمة التى تجر العالم نحو الدمار، نتيجة المتغيرات المناخية شديدة الوطأة التي تجتاح الأرض الآن، ومنذ فترة ليست بالوجيزة بسبب الممارسات والسلوكيات البشرية الملوثة والمدمرة للبيئة.

وأوضح بركات أن شعاع الأمل يتمثل فى التوافق الذي توصل إليه قادة وزعماء الدول المشاركة، بإنهاء إزالة الغابات وتحلل التربة بنهاية العقد الحالى، «عام 2030» واتخاذ خطوات حاسمة لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري الذي يهدد مستقبل الكوكب، وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق واستخدام الفحم والبترول والوقود الأحفورى بصفة عامة.

وأشار إلى ما تعهدت به الدول الكبرى من توفير التمويل اللازم لمساعدة الدول النامية، على مواجهة مخاطر المتغيرات المناخية، وإقامة مشروعات صديقة للبيئة، وتعهد هذه الدول بخفض ما تقوم به من انبعاثات كربونية مهددة للبيئة.

ولفت إلى أن "إعلان جلاسكو" وصفه رئيس الوزراء البريطاني جونسون بأنه اتفاق رائع لم يسبق له مثيل فى حماية الطبيعة وهذه التوافقات وتلك التعهدات هى خطوة إيجابية مؤكدة، على طريق مواجهة الخطر ومحاولة إنقاذ كوكب الأرض، إذا ما تم الالتزام بها بالفعل.. وهو ما نأمله ونتمناه ونرجوه.

وأكد أن مصر كانت هي الصوت المدافع عن الدول والشعوب النامية بصفة عامة والأفريقية بصفة خاصة خلال المؤتمر، موضحا أن ما ورد فى البيان، بخصوص دعم ومساعدة الدول النامية وتوفير التمويل اللازم لها لمواجهة الآثار السلبية للمتغيرات المناخية، جاء متوافقا مع ما طالبت به مصر فى كلمتها أمام المؤتمر.. وخلال المحادثات واللقاءات التى أجراها الرئيس السيسى مع زعماء العالم فى القمة.

وتحت عنوان "قوة مصر الدولية" قال علي الصفتي في عموده بصحيفة "الجمهورية" إن الحضور المصري القوي في مؤتمر المناخ بجلاسكو يذكرنا بحضور مصري مماثل خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأعوام الماضية وحرص عدد من قادة الدول الكبرى على لقاء الرئيس السيسي، كما يعيدنا إلى الماضي القريب وهذه الحفاوة التي استقبل بها الرئيس السيسى خلال مشاركته في قمة «دول تجمع ًفيشجراد مع مصر» بالعاصمة المجرية بودابست والتي تضم كلا من المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا، كذلك الاهتمام الكبير بكلمة الرئيس فى قمة القادة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي ثم مشاركة الرئيس في قمة آلية التعاون الثلاثي فى أثينا بين قادة كل من مصر واليونان وقبرص والتي نالت اهتمام العالم لما يترتب عليها من نتائج تحفظ الأمن والاستقرار فى شرق البحر المتوسط فضلا عن أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت لقاء الرئيس السيسى مع رئيس دولــة جنوب السودان سلفا كير ورئيس وزراء ألبانيا ايدى راما، ومفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار أوليفر فارهيلى.

وأشار الكاتب إلى أن الرئيس السيسي تلقى خلال نفس الفترة اتصالات هاتفية من عدد من قادة الدول العربية والأوروبية وجميعها أكدت على أهمية دعم العلاقات مع مصر فى مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

وأبان أن القراءة السريعة لهذا الحراك الرئاسي على المستويين الإقليمي والدولي وخلال فترة قصيرة تشير إلى عدة حقائق لعل أهمها هو قوة الدولة المصرية ووجــود قيادة سياسية واثقة ومتصالحة مع الأســس الحديثة للحكم وحريصة على حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، أيضا فإن الحراك الرئاسي يؤكد التنوع والتوازن الكبير فى العلاقات المصرية مع دول العالم لتأمين المصالح والأهداف الوطنية وجنوبا، كذلك حالة التوافق في مختلف الدوائر شرقا وغربا، شمالا الدولي تجاه مساهمة مصر فى تحقيق الأمن والسلم الدوليين ونجاح القاهرة فى محاربة التطرف والإرهــاب والهجرة غير الشرعية واعتبار مصر «رمانة الميزان» فى استقرارالشرق الأوسط علاوة على دورها المهم فى تحقيق التنمية والأمن فى القارة الأفريقية.

وأكد أن الحضور المصري القوي والفعال في قمة المناخ بجلاسجو وغيرها من المؤتمرات الدولية وعلى مستوى العلاقات مــع دول العالم، جــاء كنتيجة حتمية لــرؤيــة القيادة السياسية السديدة لموقع مصر الاستراتيجي فى قلب العالم ولواقع المتغيرات العالمية المتلاحقة والتفاعل المباشر على المستوى الرئاسي مع كافة القضايا الإقليمية والدولية إدراكــا لكون تحديد صانع القرار السياسي للأهداف والمباديء التي تحكم تحركات السياسة الخارجية، بما فيها دعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للغير والتمسك بمباديء القانون الدولي، واحترام العهود والمواثيق ..مشيرا إلى أن هذه هي أخلاقيات ومبادئ مصر فى سياستها الخارجية والتى فازت من خلالها باحترام العالم والذى مازال يصف ما حدث فى مصر من إنجازات فى السنوات الأخيرة بالمعجزات الأمنية والاقتصادية والإنسانية.

اقرأ أيضا