تفاصيل الجلسة العامة لمنتدى شباب العالم «جائحة كورونا إنذار للإنسانية وأمل جديد»

الاثنين 10 يناير 2022 | 10:02 مساءً
كتب : سحر عبد الحميد

بدأت منذ قليل، فعاليات مسرح منتدى شباب العالم، المُنعقد الآن في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى وقرينته السيدة انتصار السيسى.

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح فعاليات النسخة الرابعة من منتدي شباب العالم، اليوم بشرم الشيخ، بمشاركة عدد كبير من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من مختلف دول العالم.

وبدأت الجلسة العامة الرئيسية بعنوان "جائحة كورونا: إنذار للإنسانية وأمل جديد"، اليوم الاثنين، بحضور الرئيس، ولفيف من رؤساء الدول والقادة ورؤساء الحكومات.

وشارك فى الجلسة، جورج فيلا رئيس مالطا، وكلاوس يوهانيس رئيس دولة رومانيا، وإيفان دوكى ماركيز رئيس جمهورية كولومبيا، وهاكيندى هيشيليما رئيس دولة زامبيا، وقاسم ماجاليو رئيس وزراء تنزانيا، والدكتورة شما المزروعى وزيرة الدولة لشؤون الشباب بدولة الإمارات، وميغيل أنخيل موراتينوس السكرتير العام للأمم المتحدة والممثل السامى للأمم المتحدة للتحالف من أجل الحضارات، والسفير جوناثان كوهين سفير الولايات المتحدة بالقاهرة، وفوجى بانك نائب رئيس رابطة الشباب الصينى بصفته ممثلا خاصا لرئيس جمهورية الصين الشعبية.

ووصف الرئيس عبد الفتاح السيسى، التحدي الراهن في ظل انتشار جائحة كورونا بالتحدي "العظيم" الذى يواجه الإنسانية ويشكل تحديات مركبة سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة جدا خلال السنتين الماضيتين.

وأضاف الرئيس أن التداعيات التى بينتها الجائحة شملت تعطل قطاعات كاملة خلال العامين الماضيين فى عدد من الدول التى تعرضت لإغلاق كامل، هذا بخلاف قطاعات كاملة توقفت تماما عن العمل مثل النقل والطيران والسياحة، مشيرا إلى أن العالم فوجئ بأن الخسائر تجاوزت مئات الملايين.

وركز الرئيس فى حديثه على قطاعين مهمين تأثرا بفعل الجائحة وهما الصحة والاقتصاد.، أما على صعيد القطاع الصحى، أعلن أن الدولة أطلقت عددا من المبادرات، خلال الأعوام 2017 و2018 و2019، على رأسها مبادرة للقضاء على مرض التهاب الكبد الوبائى، ومبادرة التحرك نحو القضاء على الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكرى والسمنة المفرطة، وبفضل تلك المبادرات استطاعت مصر القضاء على مرض التهاب الكبد الوبائى بعدما كانت على رأس قائمة الدول الأكثر إصابة به.

وأشار الرئيس، إلى أنه على صعيد القطاع الاقتصادى، أطلقت مصر برنامج الإصلاح الاقتصادى فى نوفمبر 2016 الذى نشهد مرحلته الثانية حاليا، مشيرا إلى إن حجم التداعيات كان سيكون ضخما للغاية إذا دخلت الدولة مرحلة الجائحة بالسياسات الاقتصادية التى كانت مطبقة قبل برنامج الإصلاح الاقتصادى.

كما أشار إلى إن ثمار تلك الإجراءات والمجهودات بدأت بالظهور، وكانت النتيجة تقديم دعم مالى للعمالة غير المنتظمة والمؤقتة فى ظل الظروف الراهنة، ولكن لم تتوقف المشاريع وإجراءات العمل قبل وأثناء وحتى الآن، هذا بالإضافة إلى إطلاق مبادرة (حياة كريمة) الذى يستهدف 60 مليون إنسان لمجابهة تداعيات الفقر التى تسبب عنها هذا المرض.

جاءت بعد ذلك كلمة جورج بيل، رئيس جمهورية مالطا، الذى بدأ بتوجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لدعوته لحضور منتدى شباب العالم، ولفت النظر إلى أن الموضوعات التى سوف يتم مناقشتها خلال هذا المنتدى مهمة للغاية؛ ومنها التعافى من جائحة كورونا، وتمكين المرأة، والاستقرار العالمى، والسلم والأمن، والطاقة، ومستقبل التكنولوجيا، وأشار إلى أن العامين الماضيين شهدا أزمة طاحنة احتاجت للتفكر والتدبر ليس فقط فى العوامل الصحية، ولكن أيضا فى عوامل الاستقرار.

ووجه إلى وجوب دراسة آثار هذه الجائحة، خاصة تأثيرها على الأطفال الذين رأوا أقاربهم بحاجة إلى أجهزة طبية إثر إصابة أعداد لا تحصى بهذه الجائحة، ولذا اقترح نقاشا خاصا بالتأثيرات النفسية والسلوكية للجائحة لنرسم معالم عالم ما بعد الجائحة، كما أوصى بضرورة العمل على توفير اللقاحات للجميع، وأنه يتوجب على العالم أن يخلص نفسه من هذا الفيروس. كما ينبغى أن نتأكد من ألا يتخلف أحد عن الركب بالرغم من محدودية الموارد. ولفت أننا لا نستطيع أن نتجاهل الآثار الاجتماعية والاقتصادية، وهناك دور يلعبه الشباب للتضامن العالمى خلال هذه الجائحة. كما أشار إلى أن منتدى البحر المتوسط يماثل هذا الحدث وهو يتناول القضايا التى نواجهها فى منطقة البحر المتوسط. واختمم حديثه بأننا جميعا شركاء فى هذا الجهد العالمى لتعزيز الحوار والرفاه والسلام.

وتناولت كلمة الرئيس الرومانى كلاوس يوهانيس، الإشارة إلى إن منتدى شباب العالم بات عنصرا مهما فى حركة الشباب العالمى، فهو يمنح الشباب مسارا مهما للمشاركة الفعالة، وأعرب عن سروره بالانضمام إلى منتدى شباب العالم، وأوضح أن الحكومة تستعد للتعامل مع التحديات القائمة 2022-2027 بزيادة التمكين وتعزيز مشاركة الشباب. وصادقت الحكومة الرومانية على استراتيجية الاتحاد الأوروبى لتمكين وتعليم وزيادة معدلات تشغيل الشباب، ومشاركتهم الفعالة فى القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وأشار إلى أن رومانيا أيضا سوف تساهم فى عام أوروبا للشباب 2022. كما شدد على أهمية الدور الحيوى الذى يلعبه الشباب فى رومانيا، لذا ينبغى منح الفرص للشباب مما يتطلب وجود منظومة سياسية وتعليمية تؤهلهم لذلك.

وأعقب ذلك كلمة إيفان دوك ماركيز، رئيس جمهورية كولومبيا، التى تحدث فيها عن التحديات التى تواجه العالم كالتغير المناخى والإجراءات التى تم اتخذها فى بلاده لحماية البيئة والمستقبل، ودعا للدفاع عن الشباب، وحماية هذه الأجيال، فبدون ذلك لن نبنى الحاضر والمستقبل. وأوضح أن المستقبل يلزمنا بمواجهة التغير المناخى حتى نتمكن من حماية التنوع البيئى، وأشار إلى قراره هذا العام بأن تكون 30% من كولومبيا محمية بيئيا لحماية الحاضر وبناء المستقبل.

وأكد هاكيندى هيشيليما، رئيس زامبيا، أن بلاده تدعم الشباب وتؤمن بمشاركته الفعالة لتحقيق التنمية المستدامة، وقال إن منتدى شباب العالم فرصة للاستماع لأصواتهم والتعرف على إبداعاتهم وابتكاراتهم. وأعرب عن إيمانه بالمشاركة الفعالة للشباب لتحقيق التنمية المستدامة، وأكد أن زامبيا وضعت الشباب على رأس الأجندة من خلال آلية تفاعلية لمشاركة الشباب فى القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى أن زامبيا لديها ما يزيد عن 10 آلاف شاب يعملون فى قطاع الترفيه، وأوضح أنه فى السنوات الأخيرة تطورت الصناعات وتم احتواء مهارات الشباب وتدبير السياسات الزراعية والصناعية من أجل مواجهة هذه التحديات بإشراف من القطاع الخاص لدعم وتعزيز المؤسسات الابتكارية من أجل دعم الاقتصاد. وأيضا كان هناك اهتمام بالعلوم التكنولوجيا والصناعات الصغيرة، وتطرق حديثه إلى اهتمام دولة زامبيا بميثاق اليونسكو. وفى ختام كلمته حث الشباب للاستفادة من منصة منتدى شباب العالم من أجل الاشتراك والانخراط وصنع وتحويل الأفكار إلى أفعال جادة وفعالة وأن يكون كل شاب عضو فعال فى مجتمعه.

بعد ذلك، تحدث قاسم ماجاليو، رئيس وزراء تنزانيا، مشجعا منتدى شباب العالم لأن يكون منصة مستدامة من أجل الاستماع إلى كافة الرؤى ولينخرط الشباب فى السياسات والوصول إلى عالم أفضل. ونيابة عن رئيس تنزانيا، أكد سعادة بلاده بالمشاركة فى منتدى شباب العالم، وقد تطرق حديثه إلى التأثيرات الاقتصادية للجائحة، وأن هذه الجائحة لم تؤثر على الحكومات فقط وإنما أثرت على الحياة اليومية للشباب.

وأوضح أنه مضى عامان على انتشار هذه الجائحة ونحن حتى الآن لم نتعاف، خاصة أن هذه الدول الافريقية هى دول شابة، ولكن كان هناك تدابير من أجل إنعاش الاقتصاد فى العالم. وأكد أنه على الرغم من التحديات التى تواجه العالم، إلا أنه فى حاجة لمراقبة الأوضاع الخاصة بالجائحة. ووجه الدعوة للأمم المتحدة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى لوضع سياسات شاملة لمواجهة هذه التحديات.

ووجهت شما المزروعى، وزيرة الدولة لشؤون الشباب فى الإمارات، الشكر للرئيس السيسى، ووصفت مصر بوطنها الثانى، وذكرت كلمة الشيخ زايد "نهضة مصر هى نهضة الأمة العربية كاملة". وأشارت إلى أن التحديات التى يواجهها العالم جراء كورونا هى فرصة للتأمل واكتشاف أن كل شيء قابل للتغير، وأن ما تعلمناه من أزمة كورونا هو تحدى الأمر الواقع، وهذه هى سياسة دولة الامارات، مشيرة إلى جهود دولة الإمارات فى قطاع الشباب وأبرزها تأسيس حراك شبابى على مستوى الدولة، وإشراكهم من خلال مجالس الشباب، وكذلك إطلاق أكثر من 40 مبادرة للاستماع والتفاعل مع الشباب لإشراكهم فى كافة الجوانب. فتمكين الشباب فى دولة الإمارات أصبح حالة وفكر وثقافة وممارسة، واختتمت حديثها برسالة لصناع القرار اليوم وهى أن كلنا مصيرنا واحد، وصوت الشباب عال، كما دعت لبناء مستقبل شباب العالم معا.

وشكر فوجى بانك، نائب رئيس رابطة الشباب الصينى، الممثل الخاص لرئيس الصين، الرئيس عبد الفتاح السيسى، على توجيه الدعوة للمشاركة فى منتدى شباب العالم، وأوضح أن العالم يمر بتغيرات كبيرة، وأن الشباب بدورهم يواجهون تغيرات معقدة ومركبة فى الصحة والتعليم والعمل، وأوضح أنه فى شهر سبتمبر الماضى فى الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة تحدث الرئيس الصينى عن المبادرة العالمية التى تعطى أولوية للتنمية، من خلال الشراكة العالمية لمعالجة الفجوات التنموية بين البلدان المختلفة. ولاقت هذه المبادرة صداها فى كافة أنحاء العالم، متسائلا: هل سنمضى معا من خلال المبادرة العالمية للتنمية لتحقيق الرخاء للعالم بأكمله؟

وأوضح أن الصين لديها ثانى أكبر عدد من الشباب، وأن أهم قضية للحزب الشيوعى والدولة هى الشباب وتطويرهم الذى يعد أولوية قصوى، حيث أطلقت الحكومة الصينية خطة تمكين الشباب حتى عام 2025 بأهداف واضحة وخطط متكاملة تتعامل مع مجالات تخص حياة الشباب مثل الصحة والتعليم والتوظيف والزواج وغيره، فالشباب الصينى مستمر فى التنمية والتطور بوتيرة متسارعة، وهم الأساس للحفاظ على السلم العالمى وهم قادة التنمية. وأضاف أنه لديه ثلاثة اقتراحات نيابة عن الشباب الصينى، ودعا للعمل معا لتحسين الشراكة والنظام العالمى للحوكمة، فعالم اليوم يحتاج لتعاون يفوز فيه الجميع، فلنعمل معا ونبى مجتمعات تتشارك فى المستقبل من أجل الإنسان، وهو ما يحتم على الأمم المتحدة والمجتمع الدولى دورا كبيرا لتعزيز دور الشباب، علينا دعم الشباب لتعزيز الجهود العالمية من خلال المشاورات لضمان مستقبل أفضل للشباب، وعلينا تعزيز تبادل الخبرات والتجارب الخاصة بتنمية الشباب.

وأشار إلى أنه يجب أن نتحقق من فهم الشباب لأهداف التنمية المستدامة، والتأقلم مع التغير المناخى، وشدد على أن تحركاتنا اليوم ستحدد مصير العالم فى المستقبل، واختتم حديثه بأن مصر دولة صديقة، ومنتدى شباب العالم لعب دورا محوريا فى تعزيز دور الشباب فى مختلف دول العالم.

ومن جانبه وجه، ميغيل أنخيل موراتينوس، وكيل السكرتير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتحالف من أجل الحضارات، الشكر للرئيس السيسى على دعوته للمشاركة فى النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، قائلا: "إن المنتدى فرصة ذهبية واستثنائية للحوار"، وأن زيارة شرم الشيخ لحظة خاصة بالنسبة له، حيث يدعوها مدينة السلام، وزارها فى عدة مناسبات، ودائما كانت تلعب دورا فعالا لدفع عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين. وذكر أنه خلال عامى 2016 وعام 2017 وردت لمصر هذه الفكرة الرائعة، بالرغم من أن تحقيقها لم يكن سهلا، لكن ها نحن نحصد النجاح. وشدد على أهمية تضافر كل عناصر المجتمع على نحو شامل، وأنه ينبغى علينا أن نستفيد من الدروس ونغير منهجية الفكر.

وأوضح أن منتدى شباب العالم جمع صناع القرار من الكبار مع الشباب، فى محاولة لإيجاد أرضية مشتركة للتفاهم، لافتا إلى أن الجائحة كان لها عواقب إنسانية ومالية واقتصادية وثقافية وتكنولوجية، فنقاشنا اليوم بعد الجائحة يبرز الكثير من الدروس التى تم ذكرها فى الجلسة الافتتاحية. كما أشار إلى ضرورة الاستفادة من الجيل الشاب فى عملية الإصلاح. وفى ختام حديثه ألقى الضوء على أهمية التعايش بين مختلف الأديان والحوارات والثقافات من أجل مستقبل الإنسانية معا.

وقال السفير الأمريكى فى القاهرة، جوناثان كوهين، أن العمل المشترك مع مصر من أجل تخفيف توابع جائحة كورونا غطى الكثير من الجوانب، وأنه بالمشاركة مع كوفاكس تم توفير أكثر من 60 مليون جرعة من اللقاحات لمصر، فالحكومة الأمريكية دعمت الحكومة المصرية بأكثر من 50 مليون دولار وأجهزة طبية لمواجهة هذه الجائحة، وأن هذه المشاركة لم تكن الأولى، فأزمة المناخ أصبحت أكثر إلحاحا، حيث تطمح مصر لتكون رائدة فى مجال الطاقة الخضراء، هذا وساعدت مصر كثيرا من المؤسسات لمجابهة التغيرات المناخية مما يسمح بتوظيف المواهب المصرية.

وأكد أن جون كيرى، وهو أحد أهم رواد مكافحة تغير المناخ، سيصل إلى مصر غدا، للحديث عن آفاق الاستثمار التى يمكن أن تبدأ فى هذا المجال بالتعاون مع مصر، وأشار إلى التطلع للتعاون مع مصر بوصفها الدولة المضيف لمؤتمر الأطراف (COP 27) فى شرم الشيخ، وشدد على أن الشباب ليسوا فقط المستقبل ولكن الحاضر وعلينا أن نعمل معا للتصدى لجميع الأزمات.

وتأكيدا على هدف الجلسة العامة "عالم ما بعد كورونا.. الفرص والتحديات"، أنتج فريق الإنتاج الفنى لمنتدى شباب العالم فيلما بعنوان "الوضع المعتاد الجديد"، والذى سلط من خلاله الضوء على التحديات والفرص التى فرضتها جائحة كورونا على الإنسانية وعدم إمكانية العودة مرة أخرى للماضى، وبالتالى وضعت الجميع فى مواجهة مع النفس، وكشفت للعالم عن فرصة جديدة لإعادة اكتشاف أنفسنا وتغيير السياسات تحت مظلة الإنسانية ومن أجلها، من خلال مناقشة تتسم بالشفافية لأخطائنا بهدف تصحيحها لضمان غد أفضل للأجيال القادمة.

اقرأ أيضا