لتقليل الفائض.. الزراعة تستخدم الألات الحديثة في الحصاد|خاص

الثلاثاء 09 مايو 2023 | 06:46 مساءً
الألات الحديثة للحصاد
الألات الحديثة للحصاد
كتب : علام عشري

 حدث يعتبره الكثيرون أنه كرنفال شعبي، هناك فرحة غمرت قلوب المزارعين والفلاحين بقدوم موسم حصاد القمح، وجمع محصول الذهب الأصفر الذي يعتبر من أساسيات الحياة فهو سلعة يكاد يستخدمه الجميع بمختلف مشتقاته، خاصة رغيف الخبز.

وتولي الدولة اهتماماً كبيراً لمحصول القمح خاصة بعد إدراجه ضمن منظومة الزراعة التعاقدية باعتباره سلعة استراتيجية، وتعمل الحكومة بشكل مكثف لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحقيق اكتفاء ذاتي من القمح، وذلك من خلال المشاريع القومية في مجال الزراعة من خلال زيادة المساحات المزروعة واستصلاح الأراضي الزراعية.

وفي إطار تشجيع المزارعين على زيادة إنتاجية القمح والتوسع في زراعته رفعت الحكومة سعر توريد القمح ليكون مناسب وعادل مع الفلاح، حيث وافق مجلس الوزراء، خلال اجتماعه الأخير، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على حافز إضافي لتوريد القمح من المزارعين الموسم الحالي 2023، ليصل سعر الأردب وزن 150 كيلوجرام إلى 1500 جنيه نقاوة 23.5 قيراط، وذلك بعد التنسيق بين الوزارات المعنية، وهذه الزيادة تمثل 50% عن السعر التي أعلنته الحكومة للموسم الحالي 2023 عند 1000 جنيه، وتعتبر هذه خطوة جيدة تحقق نوع من التنافسية مع الأسعار العالمية التي لا تقل عن 350 دولار للطن.

وأعلن السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن الوزارة استعدت لاستقبال موسم حصاد القمح، باستخدام الآلات والمعدات الحديثة في الحصاد وجمع المحصول للعمل على تقليل الفاقد الناتج من استخدام الطرق البدائية في الحصاد، وكذلك توعية المزارعين وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة التي تساعدهم على تحقيق إنتاجية أعلى منذ بداية الزراعة وحتى الحصاد، والمساهمة في عمليات الحصاد في المشروعات الزراعية القومية الكبرى والعملاقة، خاصة في الفرافرة والمنيا وتوشكى.

إنتاجية أعلى

قال الدكتور محمد القرش متحدث وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن وزارة الزراعة تنوع في أساليبها لدعم الفلاح للوصول إلى أعلى إنتاجية خاصة في المحاصيل ذات الطابع الاستراتيجي والتي من أهمها القمح، فمنذ بدء الموسم كان هناك توفير لأجود أنواع التقاوي وكذلك ارشادات زراعية الفلاحين وتوعيتهم بالزراعة المميكنة واستخدام الآلات والمعدات الحديثة والتي بدأت الوزارة في تطبيقها خاصة في مشاريع الدولة القومية الخاصة بمجال الزراعة.

واضاف القرش أن الحافز الإضافي لتوريد الأقماح جاء تنفيذاً لتوجيهات الرئيس لدعم الفلاح وتحسين دخله وتطوير انتاجه ورفع مستوى معيشته، حيث أصبح 1500 جنيه للأردب بعد أن كان 1250 جنيه للأردب، وهو يعتبر زيادة بنسبة 90% عن الموسم الماضي، وهذا ينعكس على توريد الأقماح، ويشجع المزارعين على زيادة المساحات المزروعة أقماح، وتوفير المحصول الاستراتيجي وهذا يعتبر نجاح لمنظومة الزراعة التعاقدية التي شملت القمح والذرة والفول الصويا و عباد الشمس.

تحقيق الوعد

وقال المهندس محمد إبراهيم وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بمحافظة سوهاج، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن هناك تنسيق بين قطاعات وزارة والتموين لاستقبال موسم حصاد القمح، حيث قامت مديرية التموين بسوهاج بتشكيل اللجان الخاصة باستلام الأقماح في كل موقع تخزيني، وأن كل المواقع التخزينية استعدت بشكل جيد للقمح، بتبخير المواقع والأجولة، وتجهيز الأخشاب الخاصة بتخزين الغلال، وكذلك تطهير كافة الأرضيات، حيث تمت عمليات تبخير وتنظيف للمواقع التخزينية بشكل كامل.

وأشار وكيل وزارة التموين إلى أن صرف المستحقات سيتم خلال 48 ساعة من التوريد، وأنه يتم حساب الكميات المطلوب استيرادها لتغطية الاحتياج السنوي بعد استلام القمح من المزارعين.

ولفت إلى أن سوهاج من المتوقع أن تنتج 120 ألف طن قمح بالنسبة للمساحات المزروعة، ومن الممكن زيادة هذا الرقم والذي يتوقف على مدى إقبال المزارعين على التوريد، خاصة بعد الحافز الإضافي للتوريد، فهو السعر المجدي على أرض الواقع كما وعد فخامة الرئيس أثناء الحديث عن منظومة الزراعة التعاقدية بأن الأسعار ستكون عادلة ومشجعة للفلاح على زراعة السلع الاستراتيجية للوصول إلى نسب عالية في خطط الاكتفاء الذاتي.

تقليل الفاقد

قال الحاج حسين أبو صدام نقيب الفلاحين في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أنه تزامناً مع بدء موسم حصاد القمح تستعد وزارة الزراعة باتخاذ إجراءات تساعد في الحفاظ على كمية الانتاج وتقلل الفاقد من الأقماح لتحقيق الفائدة لجميع الأطراف سواء كان الفلاحين المنتجين أو الدولة المستقبلة لهذا المخزون الاستراتيجي، وأيضًا هناك استعدادات كبيرة في الصوامع لاستقبال القمح وتنظيم خاص لدخول الفلاحين بالكميات الموردة منهم دون حدوث زحامات أو عطلة.

وأوضح أبو صدام أن من أهم الاجراءات المتخذة والتي أوصي بها وزير الزراعة هي: استخدام الآلات الزراعية والمعدات الحديثة تطبيقا لمنظومة الزراعة الحديثة بالآلات، بحيث تقلل الفاقد من الأقماح، وكذلك توعية وإرشاد الفلاحين بوقت الحصاد المناسب حتى لا يكون في فترة مبكرة تؤثر على حجم الحبة أو في وقت متأخر قد يتسبب في فقدان السبلة للغلال، وأيضاً طرق الحصاد، فالهدف الرئيسي هو الحد من الفاقد في الأقماح.

حافز إضافي

وفي جانب الحافز الإضافي لتوريد الأقماح ليصل الأردب إلى 1500 جنيه وزن 150 كيلو جرام، قال نقيب الفلاحين، أن القرار جاء بمثابة عيد آخر على المزارعين، فبذلك سيرتفع دخل الفدان بشكل كبير، فالأردب زاد سعره عن الموسم الماضي 700 جنيه، ما يعادل 14 ألف جنيه للفدان، لافتاً إلى أن هذا دا يشجع الفلاحين الموسم القادم على زيادة المساحات المزروعة أقماح.

وأضاف حسين أبو صدام أن قرار زيادة السعر يحسن دخل الفلاحين، ويقطع الطرق على التجار الذين كانوا يستغلون الوضع ويشتروا الأقماح من الفلاحين بأسعار عالية، مشيراً إلى أن هذا السعر عادل للمزارع بالرغم من أن البعض يرى أنه أقل من بشيء بسيط من سعر السوق الحر لكن مع الحصاد سيكون الكميات المعروضة أكثر، ما يجعل الأسعار في السوق تقل، وبالفعل بدأت الأسعار في الانخفاض.

وذكر أبو صدام أن القمح سلعة أساسية لا يجب أن يزيد سعره عن ذلك لأنه في هذا الحالة قد يؤثر بالضرر أكثر من منفعته، فهو يعامل معاملة خاصة من الفلاحين والحكومة، فهذا السعر ممتاز ومرضي للفلاحين وفيه هامش ربح كبير.

واختتم الحاج حسين أبو صدام نقيب الفلاحين حديثه مع بلدنا اليوم قائلاً، أنه هناك توجيهات في صرف المستحقات للمزارعين الموردين بحد أقصي 48 ساعة، منوهاً إلى أن هناك مخزون من أقماح الموسم المنقضي تكفي لمدة 3 أشهر بعد الحصاد. 

اقرأ أيضا