«الولادة تحت الحصار».. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

وجه اللواء رأفت الشرقاوى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة قائلا: تمت عمليات الولادة بقطاع غزة الآن بدون مستشفيات وبدون بنج وبدون حضانات وبدون رعاية طبيبة وبدون تطعيم وبدون اطباء وبدون تمريض وبدون خبرة مسبقة وبدون أي أدوية وبدون ماء وبدون غذاء وبدون كهرباء وبدون حياة بعد ان أصبحت غزة تحت الركام فلا لاشئ يذكر فيها سوى الذكريات وحفنة من التراب بعد ان سقط ٢٤ ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ وتزهق ارواح ٤٠٠ طفل فلسطيني وتبتر اطراف عشرة أطفال يوما بخلاف ٦٠ ألف مصاب وعدد ٧ آلاف من المفقودين تحت الركام بسبب حرب الإبادة التي تشنها قوات بني صهيون على قطاع غزة في شهرها الرابع فلا مدارس ولا جامعات ولا منازل ولا أبنية ولا مساجد ولا كنائس ولا رحمة من بني البشر على غزة، والمجازر التي ترتكب فيها، بعد انحياز أمريكا والدول الغربية لبني صهيون في المأساة الإنسانية التي ترتكب يوما على مرأى ومسمع من العالم دون ان يتحرك ساكنا.

واضاف الشرقاوي أن فلسطين باقية واسرائيل إلى الزوال، إجابة من أحد سكان قطاع غزة فقد منزله واستشهدت عائلته عن بكرة ابيها، ومع ذلك لم تنقطع صلته بالله ومازال على ثقة تامة بأن الحقيقة الازلية على هذا الكون ان فلسطين وأهلها هم أهل حق وليسوا أهل اغتصاب كما فعلت سلطات الاحتلال الصهيونى بمعاونة انجلترا اولا ثم أمريكا والدول الغربية.

وتابع بكيت حتى انتهت الدموع، صليت حتى ذابت الشموع، ركعت حتى ملني الركوع، سألت عن محمد فيك وعن يسوع يا قدس، يا مدينة تفوح انبياء، يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء يا قدس، يا منارة الشرائع يا طفلة جميلة محروقة الأصابع، حزينة عيناك، يا مدينة البتول، يا واحة ظليلة مر بها الرسول، حزينة حجارة الشوارع، حزينة مأذن الجوامع يا قدس، يا جميلة تلتف بالسواد، من يقرع الأجراس بكنيسة القيامة صبيحة الآحاد، من يحمل الألعاب للأولاد فى ليلة الميلاد يا قدس، يا مدينة الأحزان، يا دمعة كبيرة تجول في الأجفان، من يوقف العدوان عليك يا لؤلؤة الأديان، من يغسل الدماء عن حجارة الجدران، من ينقذ الإنجيل من ينقذ القرآن، من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح، من ينقذ الأنسان يا قدس يا مدينتي، يا قدس يا حبيبتي، غدا سيزهر الليمون، وتفرح السنابل الخضراء والزيتون وتضحك العيون، وترجع الحمائم المهاجرة إلى السقوف الطاهرة، ويرجع الأطفال يلعبون، ويلتقى الاباء والبنون، على رباك الزاهرة، يا بلدي يا بلد السلام والزيتون يا قدس .

وأوضح أن النظام الأمريكي الظالم لا يتحدث سوى بمنطق القوة الغاشمة وجر العالم إلى مأسى الربيع العربي والشرق الأوسط الجديد وخلق مليشيات مسلحة متطرفة في عدة مناطق بالعالم سيتحمل فاتورة حرب غزة، وهل الشعب الأمريكس سيقبل سداد تلك الفاتورة من ضرائبه بعد التضخم والكساد الذى يسود ارجاء المعمورة وتسببت فيه ايضا دولته .

وأكمل أن العالم يتطلع الآن أكثر من أى وقت مضى الى نظام عالمى يدار بنظام جديد تنتهى فيه سياسة القطب الاوحد الذي جذب البشرية الى حافة الهاوية في وقت قد يصعب على العالم استعادة ميزان الإنسانية والعدل ويتجنب الظلم والقهر واستعباد الدول والشعوب والاستيلاء على ثرواتها فى صور متعددة من اشكال الاستعمار القديم ولكن بسياسة فرض الأمر الواقع .

واستطرد أمريكا تتجاهل تاريخ الأمم السابقة التي سادت ثم بادت، ولم تتعظ بها وتكبرت وافسدت في الأرض وكونت تحالف شيطاني مع عدة دول أوربية تسير فى فلكها رغم عراقتها ضد الشعب الفلسطينى الاعزل، وجاء رؤساء تلك الدول ووزراء خارجيتها ودفاعها وأجهزة مخابراتها ليخططوا ويكيدوا لشعب استولى بني صهيون على ارضه منذ سبعون عاما فهم كقاطع طريق ولصوص استولوا على مسكن آحد المسالمين ثم حبسوه في أحد غرف مسكنه واستولوا على مسكنه ورفضوا حتى السماح لمن اثتغاث به لادخال الطعام والشراب اليه وتركوه حتى يفنى .

ماذا تريد أمريكا الآن من العالم بعد ان أدعت بأنها حاملة لواء الحرية والمدافعة عن السلام العالمى وحقوق الإنسان ، وتبارت للعديد من القضايا وفشلت فشل ذريع وخلفت من وراء ذلك دمار واهوال على الدول وشعوبها لم يستطيع العالم تجاوزها إلى الآن، أين دولة العراق الآن بعدما ادعت أمريكا عليها بأنها تملك اسلحة نووية وخربت العراق ودمرتها واصبحت أشلاء وذمر متفرقة، أين ليبيا، أين السودانؤ أين سوريا، أين غزة، بل أين العالم من هذا الفشل الذريع الذي تسببت فيه وتتسبب فيه الآن وستتسب فيه لاحقا طالما مازالت تنتهج نفس الاسلوب الفاشل في معالجة القضايا العالمية وتعتبر نفسها القطب الآوحد على هذا الكوكب وان منطق القوة هو المعول الاساسى لقيادة العالم وفرض سيطرتها وسيايتها الفاشلة على الدول والشعوب .

نداء إلى الشعب الأمريكي لأبد من اعادة النظر فى اختيار من يمثلكم لتصبح أمريكا شعار للحرية بدلا من كراهية العالم الآن لكل ما هو أمريكى بسبب هذه السياسية المتغطرسة التى ترغب فيها الولايات المتحدة الأمريكية ولا ترغب فى تغيرها .

واردف إلى زهرة المدائن إلى أولى القبلتين إلى مدينة السلام إلى مسرى رسول الله صل الله عليه وسلم ستعودي إلى احضان اصحابك مهما طال الزمن وسيقصدك المسلمين، والمسحيين واليهود ويخرج منك الصهاينة وتعودى كما كنت مقصد كل عابد وسكينة لكل زاهد .

وأختتم الآن لا خيار آخر أمام الضمير العالمى الا نجدة الشعب الفلسطينى الاعزل وإلزام بني صهيون بالوقف الفورى لإطلاق النار وادخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة دون قيد او شرط مع ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الدولية بشأن دولة فلسطينية وعصمتها القدس الشرقية طبقا لحدود الرابع من يونيه عام ١٩٦٧، حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وكل الدول العربية.