بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«لحظة فقد العزيز وفقد الوطن».. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

اللواء رأفت الشرقاوي
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
كتب : محمود الطحاوي

وجه اللواء رأفت الشرقاوى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة قائلا: لحظة الفقد من أصعب اللحظات التى تمر على الإنسان سواء كانت لحظة الفقد هى لحظة فقد الأم وهى أشد اللحظات صعوبة او لحظة فقد الأب أو لحظة فقد الأبن أو الأبنة أو الأخ أو الأخت أو الزوجة أو الزوج فهنا تسدل غمامة على الإنسان لا يعلم مدى سيخرج منها ومتى ستنتهى الا بالتمسك بالرضى والقناعة التامة بأن لحظة وعمر الإنسان مكتوبة من قبل ولادته فالعمر والرزق متلازمتان كتبها الرحمن لكل مخلوق على وجه الأرض، فلن ينقصك أيا من كان لحظة من العمر او شربة ماء او شهقة من النفس، ولن ينال منك بشر الا باردة العلى القدير .

واضاف اما لحظة فقد الوطن فهى أمر يختلف وشعور وحالة يفقد فيها الإنسان كل المعانى الحياة وكأنه سيق الى المصير المجهول على قدميه بعكس لحظة الفقد الألهية التى تزهق فيها الروح دون سابق أنذار أو اشاره تنبأ الإنسان بهذا المصير الذى يعد الحقيقة الوحيدة الثابتة فى هذا الكون .

وشدد خلال حديثه ان الوطن ليس كلمة، الوطن ليس بيت شعر، الوطن ليس أغنية، الوطن ليس شعارات تتردد فى الاحتفالات والمناسبات، انما نسمات الروح التى يتغذى بها الانسان، ويشعر بقيمته بين شعوب الارض، الوطن هو الشمس التى تشرق عندما تتلبد السماء بالغيوم، الوطن هو ضوء القمر فى عتمة الليل ، الوطن هو الحنين لترابه ، الوطن هو القيم والمثل العليا ، الوطن هو ما لا نستطيع وصفه او ذكره وانما هو ما يكون بقلوبنا ومن شدة فخرنا به لا نستطيع أن نعبر عن كل ما يدور بقلوبنا تجاهه، الوطن هو مصدر العزة والرفعة والملجأ لابنائه والمكان الذى يعطى الاحساس بالأمان والاستقرار والطمأنينة والسكينة، وهو الذى يرفع قيمة مواطنيه ويحافظ علي كرامتهم وهو الذى يجمع الأهل والأحبة والأقارب والاصدقاء وهو البيت الكبير الذى يتسع للجميع وهو الكيان الذى ينتمى اليه ويعتبره اساس بداياته ونهايته وهو الحضن الذى يضم ابناءه ويحتويهم وهو المستقر والأمان فهو أغلى ما فى الوجود وهو المكان الذى تظل الروح تهفو اليه مهما ابتعدت عنه ويظل الفؤاد يهوى إليه مهما شعر فيه بالحزن والألم، فمن كان بلا وطن حرم من تلك المشاعر الفياضة والحنين الى نبت الارض التى ولد وتربى فيها .

وتابع ارجعوا الى التاريخ لتعرفوا من هى مصر التى قال عنها الشيخ الشعراوى مصر أم الدنيا ( من يقول عن مصر انها أمة كافرة ؟ إذن فمن المسلمون ؟ مصر التى صدرت علم الاسلام الى الدنيا كلها، حتى للبلد الذى نزل فيه أتقول عنها ذلك ؟ ذلك تحقيق العلم فى أزهرها الشريف، ودفاعا عن الاسلام والمسلمين، من الذى رد همجية التتار ؟ انها مصر، من الذى رد الصليبيين ؟ انها مصر، وستظل مصر دائما رغم انف كل حاقد اوحاسد او مستغل او مدفوع من خصوم الاسلام من هنا او او خارج هنا .

واستطرد قائلا ان البابا شنودة ... أعلى من شأن مصر ايضا عندما قال ( مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا ) ايها المصريون العظماء اصحاب اقدم حضارة فى تاريخ البشرية ، ايها المصريون الذين كتبتم التاريخ بهذة الحضارة ووصفها احد كتابنا بأن مصر اقدم من التاريخ ذاته، حافظوا على مصر فى ظل الموجة الصعبة التى تمر على العالم كله نتيجة الظروف الاقتصادية التى تمر بها كل بلدان العالم، والتى ترغب الجماعة المحظورة فى تصديرها الى المشهد الحالى ولكن ستمر بأذن الله تعالى هذة الأزمة الاقتصادية اسوة بباقى الأزمات التى مرت على مصر وعلى رأسها أزمة الإرهاب، وكما مرت كل المحن والشدائد خلال الفترة المنقضية، تمسكوا بترابها الذى سالت عليه دماء الاف الشهداء للزود عنه، ايها المصريون اسألوا من ذهبت اوطانهم بكم يفتدوها الآن ليعودوا لاستنشاق عبير ترابها .

وأكمل انا ما يربطنا بمصر ليس مجرد ارض نعيش فيها وانما هى حالة من العشق تجعل هواها يجرى فى دمائنا ، تجعلنا عندما ينطق اسمها تتهاوى دموعنا فخرا بالانتماء اليها ، فمصر هى شمس الاقمار فى ليل بدرها ، وقمر الشموس فى دفئ حضنها ، يا سألى عن بلادى ، ان لى وطن يجرى هواه دماء فى شراينى ، لو قيل مصر تهاوت دمعتى شجنآ وقولت يا ارضها السمراء ضمنى، يا موطنى ما توارى الحلم فى خلدى ولا الليالى ولا الايام تنسيني، صوت المقاهى وفى المذياع اغنية لكوكب الشرق بالالحان تشجنى، ذكرى الطفولة اذ قالت معلمتي ارسم بلادك فى فن وتلوينى ، وجدتني دون وعى قد رسمت لها بيتا واهلا وحطنا كان يأويني، رسمت بيتا لها سميته وطنى يحط به غصن صفصاف وزيتوني، رسمت مصر تعير الليل شمعتها وتطعم الشمس خبزا للمساكيني، رسمت مصر عروسا ليل فرحتها تزفها الارض فى ابهى الفساتيني، قالت معلمتي من أنت، قلت لها انا ابن مصر وهذا الفخر يكفني.

واختتم ان مصر هى صانعة الحضارة ومبدعه التاريخ، مصر هى أعظم دولة ثقافيآ فى العالم قديما وحديثا، لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على مصر قلب العالم القديم بالموقع الجغرافى المتميز الذى يتوسط قارات العالم وساهم فى تواصل مصر مع جيرانها وسهولة الاتصال والتأثير والتأثر مع حضارات العالم وهى مركز للطرق التجارية بين إفريقيا وأوروبا وآسيا، فالدولة المصرية دوله عريقة وصاحبة حضارة من قبل كتابة التاريخ الذى علمته للعالم تزيد عن سبعة الاف سنة بل وكانت وماتزال وستكون نبراث للعالم اجمع  فالحكمة ان تعمل كل الدول كما عملت الدولة المصرية فى الفترة السابقة، يد تحارب الارهاب نيابة عن المنطقة العربية والعالمية ويد أخرى تبنى وتعمر وهذة هى الجمهورية الجديدة التى اهتمت بالانسان المصرى قبل اهتمامها بشئ اخر فالبشر هم صناع الحضارات وليس الحجر، حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن

تم نسخ الرابط