ريا وسكينة بين الواقع والخيال.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلاً: نجحت جهود الإدارة العامة لمباحث القاهرة - أمن القاهرة - تحت أشراف قطاع الأمن العام - المسؤل عن ملف الجريمة الجنائية بكافة أشكالها وصورها في ضبط (سيدة – "لها معلومات جنائية") بدائرة قسم شرطة الخليفة ، لقيامها بمزاولة نشاطاً إجرامياً تخصص فى النصب على السيدات والإستيلاء منهن على مصوغاتهن الذهبية، وأقرت بإرتكاب عدد (٣) وقائع سرقة ، وتم بإرشادها ضبط كافة المسروقات المستولى عليها لدى عميلها "سيئ النية" (عاطل – مقيم بمحافظة الجيزة) أمكن ضبطه.
o ريا وسكينة علي همام ، شقيقتان مصريتان من أشهر السفاحين في مصر ، اشتهرتا بتكوين عصابة لاستدراج النساء وقتلهن من أجل السرقة في الفترة ما بين ديسمبر ١٩١٩ ونوفمبر ١٩٢٠ مما تسبب في خلق حالة من الذعر في مدينة الإسكندرية في ذلك الوقت .
o ريا وسكينة نزحتا في بداية حياتهما برفقة والدتهن وشقيقهن الأكبر أبو العلا - من صعيد مصر إلى مركز كفر الزيات ومن ثم إلى الإسكندرية واستقروا بها في بدايات القرن العشرين حيث بدؤوا العمل في الأعمال غير المشروعة مثل تسهيل
تعاطي المخدرات والخمور عن طريق إنشاء محال سرية لتلك الممارسات، والقوادة وتسهيل الدعارة السرية ، إلى أن انتهى بهم المطاف باستدراج النساء وقتلهن بهدف الإستيلاء على مصوغاتهن الذهبية بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينة، والتي بدأت حياتها بائعة هوى، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف.
o ريا وسكينة ألقي القبض عليهم وتوجيه تهمة القتل العمد لـ ١٧ سيدة وتم إدانتهم من قبل المحكمة، وتم إعدامهم في ٢١ و ٢٢ ديسمبر سنة
١٩٢١ ، تعد ريا وسكينة أول سيدتين يتم تنفيذ حكم الإعدام عليهن في تاريخ مصر الحديث ، وبالرغم من أن التشكيل العصابي كان مكون من ٦ أفراد (ريا، سكينة، حسب الله، عبد العال، عرابي وعبد الرازق) إلا أن قصتهما اشتهرت إعلامياً بـ «ريا وسكينة» وكذلك تناولت الكثير من الأعمال الفنية نفس الاسم، حيث ألهمت قصتهن العديد من صناع الفن وبلغت نحو ١٢ عملاً فنياً بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات وأعمال إذاعية لتكون أكثر شخصيات تم اقتباس قصتهن في الأعمال الفنية العربية، كما صدرت
عدة مؤلفات عن حياتهن وجرائمهن وأشهرها كتاب (رجال ريا وسكينة) من تأليف صلاح عيسى عام ٢٠٠٢ .
o على مدى تاريخ مصر الحديث لم تأخذ قضية جنائية حجم الاهتمام الرسمي والشعبي، مثل الذي حظيت به قضية ريا وسكينة عليّ همام، وبعد انقضاء مائةعام علىإعدامهما بالتمام والكمال ( ٢١ ديسمبر ١٩٢١)، لا تزال القضية تشغل كثيرين، إذ يُثار الجدل حولهما.
o قبل ٦ سنوات ادّعى سيناريست أنه تحقق من القضية، وتوصل إلى براءة ريّا وسكينة، كما أنه يعمل على إنتاج وثائقي (لم يبث بعد)
يتناول سردية البراءة، التي تقول إن ريّا وسكينة تعاونتا مع الجهاز السري لثورة ١٩١٩ لمواجهة الاحتلال الإنجليزي الذي لفق لهما القضية حتى يتخلص منهما ، في مقابل الدعوة لبراءة ريا وسكينة، ثمة رواية شائعة اختلطت فيها الحقيقة بالأساطير، صورت الشقيقتين بأنهما مجرمتان دمويتان، حتى ارتبط اسمهما بكل شر، وأصبح مرجعا لكل جريمة، وتبنّت الأعمال الفنية من سينما ودراما ومسرح هذه الرواية الشيطانية عنهما.
o بين هذا وذاك تبرز رواية رصينة تنظر للحكاية الأشهر كونها جزء من
نسيج اجتماعي، لا تنفصل عنه البتة، صاحب هذه الرواية الكاتب المصري الراحل صلاح عيسى، مؤلف كتاب "رجال ريّا وسكينة" الذي قدم فيه سيرة اجتماعية عن الشقيقتين من واقع ملف القضية، التي تشمل تحقيقات النيابة وجلسات المحاكمة، وكذلك تحريات البوليس ، إلى جانب ذلك أصبغ عيسى على روايته روح المجتمع الذي نبتت فيه بذور القتل، فلم يبرؤهما، لكنه نظر إلى القصّة من زاوية أكثر واقعية بعيدا عن المغالاة في شيطنة ريّا وسكينة، أو التصالح مع كونهما أجرمتا في حق المجتمع،
لكنه حاول تقديم الحقيقة بتجرد.
o واعتبر عيسى ريّا وسكينة من ضحايا الظروف القاسية التي يعانيها البشر، فكانت نشأتهما في قرية الكلح القريبة من أسوان جنوبي مصر، حيث الفقر المدقع، ثم هجرتهما إلى الشمال، وحياة الكد والحرمان التي عاشتاها، حتى استقر بهما المقام في غرف مظلمة تفوح منها رائحة الفقر بمدينة الإسكندرية الساحلية ، يرى الكاتب الراحل أن هذه الحياة كانت دافع المرأتين إلى إعمال غير أخلاقية ثم السرقة والقتل، لكنه حاول أن يفند المبالغات التي ساقتها الروايات
المغلوطة التي نُقلت عن ريّا وسكينة وأصبحت في منزلة الحقائق والمسلمات ،
o الكاتب الراحل صلاح عيسى، مؤلف كتاب "رجال ريّا وسكينة" الذي قدم فيه سيرة اجتماعية عن الشقيقتين من واقع ملف القضية، التي تشمل تحقيقات النيابة وجلسات المحاكمة، وكذلك تحريات البوليس ، إلى جانب ذلك أصبغ عيسى على روايته روح المجتمع الذي نبتت فيه بذور القتل، فلم يبرؤهما، لكنه نظر إلى القصّة من زاوية أكثر واقعية بعيدا عن المغالاة في شيطنة ريّا وسكينة، أو التصالح مع كونهما أجرمتا في
حق المجتمع ، لكنه حاول تقديم الحقيقة بتجرد ، واعتبر عيسى ريّا وسكينة من ضحايا الظروف القاسية التي يعانيها البشر، فكانت نشأتهما في قرية الكلح القريبة من أسوان جنوبي مصر، حيث الفقر المدقع، ثم هجرتهما إلى الشمال، وحياة الكد والحرمان التي عاشتاها، حتى استقر بهما المقام في غرف مظلمة تفوح منها رائحة الفقر بمدينة الإسكندرية الساحلية ، يرى الكاتب الراحل أن هذه الحياة كانت دافع المرأتين إلى إعمال غير أخلاقية ثم السرقة والقتل، لكنه حاول أن يفند المبالغات التي
ساقتها الروايات المغلوطة التي نُقلت عن ريّا وسكينة، وأصبحت في منزلة الحقائق والمسلمات ،
o وفي محاولة لتفسير سبب محاولة البعض إلصاق صفة البطولة على بـ "ريّا" و"سكينة"، يقول عيسى إن هذا المسلك لم يختلف عما حدث في كثير من الروايات الأسطورية العربية والأجنبية، ومن أشهرها قصة أدهم الشرقاوي، الذي وضعته السيرة الشعبية في مكانة الأبطال والمقاومين على عكس حقيقته.هذا النموذج أيضا شبيه بقصة روبن هود الذي كان يختبئ في غابة"شيرودد" الإنجليزية، ليقطع الطريق وينهب
أموال الأثرياء ويهبها للفقراء ، فضلًا عن قصة قاطع الطريق المكسيكي "زاباتا"، وهما نموذجان للبطل الشعبي، الذي يسلك طريق الجريمة بالأساس، وهذه القصص مقاربة لما أراد له البعض أن تصبح عليه قصّة ريّا وسكينة.
o كما يستدعي صلاح عيسى في كتابه مشهد إعدام ريّا وسكينة يوم ٢١ ديسمبر عام ١٩٢١ ، خارج سجن الحضرة بمدينة الإسكندرية؛ حيث اجتمع النسوة من المناطق الشعبية، وظللن يرقصن ويغنين أغنية مطلعها يقول: "خمارة يا أم بابين.. روحت السكارى فين؟"، وبعد التأكد
من إعدام الشقيقتين راح النسوة يهتفن: "عاش اللي شنق "ريّا"،عاش اللي شنق "سكينة".
o حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .