بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

دبلوماسيون وعسكريون يجيبون.. كيف سيكون رد مصر على إسرائيل بشأن محور فلادلفيا؟

بلدنا اليوم
كتب : أحمد عبد الرحمن

وصلت مفاوضات غزة التي طالبت بها مصر وقطر وأمريكا لوقف إطلاق النار بالقطاع إلى طريق مسدود نتيجة تعنت نتنياهو، ومطالبته ببقاء قوات الاحتلال في معبر رفح ومحور صلاح الدين، وهو ما رفضته مصر بقوة ما أدى في النهاية إلى توقف التفاوض، فما الخطوات التالية التي سيتخذها الوسطاء لوقف إطلاق النار؟ وكيف سيكون الرد المصري على بقاء قوات الاحتلال بالمحور؟ وهل فشل المفاوضات سيؤدي إلى اشتعال المنطقة في ظل ترقب الأذرع الإيرانية للرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق.

أرجع اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، فشل مفاوضات غزة الأخيرة التي طالبت بها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار القطاع إلى تقديم الجانب الإسرائيلي مقترحات بشأن محور فيلادلفيا.

وأضاف "فرج" في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب ببقاء قواته في محور فلادلفيا معبر رفح بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وأكد الخبير الاستراتيجي، أن مصر ترفض تواجد أي جندي إسرائيلي في هذا الممر طبقًا لاتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب.

وحول ما ذكرته وسائل إعلام عالمية بمطالبة تل أبيب لتعديل بنود اتفاقية كامب ديفيد، وأوضح فرج أنها طالبت بتواجد جنود إسرائيليين في محور فلادلفيا ما يعني تعديل الاتفاقية، مضيفًا أنه لا يعلم حيقيقة أنها طالبت بشكل رسمي أم لا.

وقال اللواء سمير فرج، إنه في حال إصرار تل أبيب على بقاء جنودها بالمحور فإن مصر ستتخذ بعض الإجراءات الدبلوماسية لإجبارها عن التراجع والتي منها اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لمخالفة تل أبيب لبنود الاتفاقيات التي تم توقيعها.

واستبعد فرج اندلاع اشتباكات عسكرية بين القاهرة وتل أبيب خلال الوقت الراهن قائلًا:" إن مصر لا تعتزم استخدام الحل العسكري لحل الأزمة".

ونوه إلى أن الإدارة الإسرائيلية تحاول عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة للضغط سكان القطاع والمقاومة الفلسطينية على الاستسلام.

وتوقع الخبير الاستراتيجي زيادة الضغط الأمريكي على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار وعدم التشدد، مضيفًا أن رئيس حكومة الاحتلال لا يريد السلام فضلًا عن تقديمه مقترحات ومطالب جديدة في كل جولة من جولات المفاوضات.

ومن جانبه، قال السفير رخا أحمد مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك تسربيات بمطالبة إسرائيل بتعديل بعض بنود كامب ديفيد لشرعية البقاء العسكري الإسرائيلي على الحدود.

وأضاف رخا في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أنه طبقًا لاتفاقية المعابر والتي تنص على أن محور فلادلفيا الذي يمتد طوله الأكثر من 14 كم وعرض 5 كم بين مصر وقطاع غزة الذي كان تحت السيطرة الإسرائيلية حينما تم توقيع هذه الاتفاقية.

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق:" أن اتفاقية المعابر نصت أيضًا على أن هذا الشريط الحدودي يكون منطقة منزوعة السلاح ولا يتواجد فيها أي أسلحة ثقيلة سوى حرس الحدود على الجانبين المصري والإسرائيلي".

وأردف: أنه في عام 2005 قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت الانسحاب من غزة وتصفية المستوطنات من القطاع نظرًا للخسائر البشرية والمالية الضخمة وتمت محاصرة غزة من الخارج.

وبعد خروج قوات الاحتلال تم توقيع اتفاقية المعابر بين مصر والسلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي والتي تنص على إدارة السلطة الفلسطينية لمحور صلاح الدين ومعبر رفح.

وفي عام 2006 تم تعديل اتفاقية المعابر الذي طالب بوجود لجنة من السلطة الفلسطينية ومشرفين من الاتحاد الأوروبي لإدارة المعبر ومحور صلاح الدين.

وفي عام 2007 بعد نجاح حماس في الانتخابات وحدوث خلاف بين فتح وحماس على تشكيل الحكومة، قامت الأخيرة بتعين حكومة وأصبحت مسيطرة على القطاع بعد انسحاب السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي من غزة.

وقال السفير رخا أحمد، إن إسرائيل اليوم تعيد احتلال قطاع غزة وبالتالي السيطرة عل محور صلاح الدين، مضيفًا أن مصر ترفض ذلك لمخالفته لاتفاقية السلام والمعابر.

وأشار إلى أن إسرائيل استندت في طلبها لاحتلال المحور إلى أن مصر عرضت على إسرائيل إدخال أسلحة ثقيلة إلى المحور أثناء العملية العسكرية الشمالية في سيناء لمكافة الإرهاب وسمحت لها تل أبيب بذلك، واليوم تنادي إسرائيل بنفس الطلب ومصر ترفض مرجعة ذلك إلى اختلاف الحالتين فإسرائيل تركت القطاع ولم تعد ذات سلطة عليه.

وأشار مساعد وزير الخارجية إلى أن الإدارة الأمريكية تتفق مع مصر على نفس الرؤية بعدم أحقيه تل أبيب في السيطرة على المحور، مضيفًا أن ذلك جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بليكن.

وأكد السفير رخا أحمد، أن أمريكا ترفض إعادة احتلال قطاع غزة من قبل إسرائيل أو السيطرة على أجزاء منه.

ويرى أنه في حال تعديل بنود كامب ديفيد فأن مصر سيكون لها مطالب أكثر، مشير إلى أنه قانونيًا لا يجب تعديل الاتفاقية تحت قوة السلاح كما يحدث الآن من قبل تل أبيب.

وأشار إلى أن مطالبة إسرائيل بتعديل بنود اتفاقية كامب ديفيد لم تتم بشكل رسمي أو علانية، مرجحا أن يكون هذا المطلب تم تداوله في المفاوضات.

ومن جانبه، يرى فايز عباس، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو يريد الدخول في مفاوضات ليس لوقف إطلاق النار في غزة، وأنما لكسب مزيدًا من الوقت وتدمير البنية التحتية للقطاع.

وأضاف "عباس" في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على نتنياهو من أجل الانشغال بالداخل الأمريكي والانتخابات الرئاسية، ولكن رئيس حكومة الاحتلال ينتظر قدوم ترامب لحكم أمريكا.

وتوقع الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن ترامب سيمنح نتنياهو الفرصة لتوسيع رقعة الحرب إلى جنوب لبنان مع زيادة المساعدات الحربية والمالية من واشنطن إلى تل أبيب. 

تم نسخ الرابط