باحث سياسي يكشف لـ«بلدنا اليوم» عن تفاصيل استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي بلبنان

أعلن لبنان في خطوة تعد الأولى من نوعها استحداث وزارة جديدة تُعنى بالذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، في مؤشر واضح على نية الدولة اللحاق بركب التحول الرقمي العالمي، وتعزيز حضورها في عالم الاقتصاد الرقمي.
تعزيز البحث العلمي والتحول الرقمي
وقد أشار الدكتور عبد الله نعمة، خبير العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، إلى أن استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي في لبنان يمثل ركيزة أساسية لدعم البحث العلمي في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
ولفت إلى أن هذه الخطوة قادرة على تحويل لبنان إلى منصة جاذبة للاستثمارات التقنية، ما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة ودعم الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والمالية التي يواجهها البلد.
وضع لبنان على خريطة التطور الرقمي
وفي هذا السياق، أكد الدكتور نعمة أن توقيت هذه الخطوة مهم جدًا، إذ يأتي في لحظة حاسمة حيث يتسارع العالم نحو الرقمنة، ولبنان بحاجة ماسة إلى أن يكون جزءًا من هذا التطور.
وشدد على أهمية أن تساهم الوزارة الجديدة في تعزيز البنى التحتية الرقمية، وتمكين قطاعات إستراتيجية مثل التعليم والصحة من اعتماد تقنيات متقدمة تواكب المعايير العالمية.
دور محوري في تطوير الاقتصاد الرقمي
وأوضح الدكتور نعمة أن للوزارة دورًا محوريًا في تطوير منظومة الرقمنة، ما يفتح الباب أمام الاقتصاد اللبناني للدخول إلى عصر الاقتصاد الرقمي بكل ما يحمله من فرص، مضيفًا أن ذلك سيؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة، وتشجيع الابتكار، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال في قطاع التكنولوجيا.
تجارب إقليمية ملهمة الإمارات والسعودية كنموذجين
ونوّه الدكتور نعمة إلى أن دولًا عربية كالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أصبحت اليوم من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وهي تقدم نموذجًا يمكن للبنان الاستفادة منه.
ولفت إلى أن وجود وزارة متخصصة في هذا المجال يفتح المجال أمام لبنان للمشاركة الفاعلة في المؤتمرات الدولية، وتبادل الخبرات، وتقديم رؤيته النقدية البناءة في هذا المجال.
التشريعات الرقمية ضرورة ملحّة
كما شدد نعمة على ضرورة تحديث الإطار التشريعي اللبناني ليتماشى مع معطيات القرن الحادي والعشرين والتقنيات الحديثة"، مشيرًا إلى أن هذا التوجه، إن جرى دعمه بقرارات سياسية واستثمارات فعالة، يمكن أن يمكن لبنان في فترة وجيزة من اللحاق بالدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بل وربما تصدّر هذا المجال مستقبلًا، لما له من انعكاسات مباشرة على تحسين نوعية حياة المواطنين.