مجلس النواب يناقش موازنة مجمع اللغة العربية.. ومقترح لزيادة تمويل مشروعاته

مجمع اللغة العربية  .. في إطار حرص الدولة على تعزيز دور المؤسسات الثقافية والعلمية العريقة، أكد الدكتور سامي هاشم، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، دعم المجلس الكامل لـ مجمع اللغة العربية، مشددًا على ضرورة التنسيق المؤسسي مع الجامعات ومجلس النواب في حال اقتراح ألفاظ أو مصطلحات جديدة للغة العربية، ليتم مناقشتها واعتمادها بشكل رسمي.

جاء ذلك خلال اجتماع لجنة التعليم لمناقشة مشروع موازنة مجمع اللغة العربية للعام المالي الجديد، والتي بلغت وفقًا للبيانات المقدمة 4 ملايين و500 ألف جنيه، في ظل مطالبات بزيادة الدعم المخصص للبند الرابع، الذي يشمل المصروفات التشغيلية الأساسية.

مطالب بتغطية العجز المالي لـ مجمع اللغة العربية

وخلال الجلسة، أشار الدكتور سامي هاشم إلى وجود عجز مالي يُقدّر بـ107 آلاف جنيه في الباب الرابع من موازنة المجمع، واصفًا المبلغ بالبسيط، لكنه مؤثر على أداء مجمع اللغة العربية ، داعيًا وزارة المالية لتوفير الاعتمادات اللازمة لضمان استمرار المجمع في أداء دوره الحيوي في حماية اللغة العربية وتطويرها.

المالية تؤكد التزامها بدعم المجمع

من جانبها، أكدت سها سليمان، ممثلة وزارة المالية خلال الاجتماع، أن الوزارة تثمّن جهود مجمع اللغة العربية وتدرك قيمته الثقافية والعلمية، مضيفة أن الوزارة ستعمل على توفير المتطلبات اللازمة لتنظيم المؤتمر السنوي المرتقب في أبريل المقبل، كما أقرت بأن الزيادة المعتمدة في الميزانية غير كافية، خاصة في الباب الرابع، متعهدة بتوفير الاعتمادات المطلوبة للأوسمة والتكريمات في الإطار الزمني المحدد.

مجمع اللغة العربية : 93 عامًا من خدمة اللغة

وفي كلمته خلال الاجتماع، أشار الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، إلى أن المجمع يمثل صرحًا عريقًا تأسس قبل أكثر من 93 عامًا، ويُعد المرجعية الأولى للمجامع اللغوية العربية، مضيفًا: "مقام مصر لا يجوز أن يكون إلا في الصدارة، والجميع يفخر بعضويتهم في هذا المجمع العريق".

وتحدث مدكور عن أهمية المؤتمر السنوي للمجمع الذي يستمر 15 يومًا ويشهد مناقشة أعمال اللجان المختلفة، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية تهدف إلى تيسير اللغة وتعزيز مكانتها في الإعلام والتعليم والإبداع، مشيرًا إلى أن الجائحة تسببت في توقف انعقاد المؤتمر لعدة سنوات، ما دفع المجمع للاعتماد على الوسائل التقنية، التي لم تكن بديلًا مثاليًا عن اللقاءات المباشرة.

"المعجم الكبير" ومشروع الرقمنة

وكشف الأمين العام عن تقدم العمل في مشروع "المعجم الكبير"، حيث تم الانتهاء من 19 مجلدًا حتى الآن (من حرف الألف إلى العين)، إلا أن ضعف الميزانية يُعيق طباعة ما يتم إنجازه، مؤكدًا أن ما يُنشر من المعجم متأخر كثيرًا عمّا هو منجز، معربًا عن شكره لوزارتي التخطيط والمالية على دعمهما، لكنه شدد على الحاجة إلى زيادة مخصصات النشر والطباعة.

وأشار مدكور إلى مشروع رقمنة إصدارات المجمع، وهو المشروع الذي يهدف إلى تحويل عشرات المعاجم والمراجع العلمية إلى نسخ إلكترونية، مؤكدًا أن آخر ما صدر عن المجمع هو "معجم مصطلحات الفيزياء"، الذي يضم 10 آلاف مصطلح علمي، ما يعكس الدور الريادي للمجمع في تعريب العلوم وتطوير المصطلحات العلمية باللغة العربية.