السفير مسعود معلوف: واشنطن تراجع موقفها من سوريا والإنفتاح مشروط بالتغيير السياسي(خاص)
السفير مسعود معلوف: واشنطن تراجع موقفها من سوريا.. والانفتاح مشروط بالتغيير السياسي

أوضح السفير المصري في واشنطن مسعود معلوف، أنّ قرار رفع بعض العقوبات الأميركية عن سوريا، يعكس توجها أوليًا نحو تخفيف الضغط على دمشق، مشددًا على أنّ المسار لا يزال طويلا ومعقّدًا، بسبب بقاء عقوبات أخرى قيد التنفيذ تتطلب مسارات قانونية وتشريعية أكثر تعقيدًا.
جاء ذلك خلال حديث خاص أدلى به السفير مسعود معلوف لـ “بلدنا اليوم”، تناول فيه التحولات المحتملة في السياسة الأميركية تجاه سوريا، على ضوء التطورات الأخيرة، لا سيّما القرار المتعلق برفع بعض العقوبات، وما قد يترتب عليه من مسارات مستقبلية.
الكونغرس في موقع القرار وتوازنات معقدة
لفت “معلوف” إلى أنّ جزءًا من العقوبات الأميركية لا يمكن رفعه بقرار رئاسي فحسب، بل يتطلب موافقة من الكونغرس الأميركي، الذي سبق وأن أقرّ تلك العقوبات.
وأشار إلى أن التركيبة الحالية للكونغرس، التي تميل إلى الاتجاه المحافظ والعسكري، لا تسهل المهمة، خصوصًا في ظل سيطرة الجمهوريين الذين يُبدون تشددا واضحا تجاه النظام السوري.
إعادة فتح السفارات إحتمال قائم ولكن مشروط
وفي ما يتعلق بإمكانية إعادة فتح السفارات بين البلدين، أوضح السفير المصري في واشنطن، أن هذه الخطوة تُعد منطقية كمرحلة لاحقة في مسار التطبيع، لكنها غير وشيكة، نظرًا لغياب البيئة السياسية والدبلوماسية المناسبة.
ونوّه إلى أن الإدارة الأميركية ما تزال حذرة في المضي بهذه الخطوة، لا سيما مع وجود تردّد داخل مؤسسات القرار الأميركي، في ظل عدم وضوح الوضع السوري الداخلي.
سوريا تحت المجهر الأميركي
أكد أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب ما يجري على الأرض في سوريا، وخاصةً ما يتعلق بكيفية تعامل النظام مع مختلف المكوّنات المجتمعية، كالأكراد والدروز والمسيحيين.
وأشار إلى أنّ أي انفتاح أميركي شامل سيبقى مرهونا بمدى التزام الحكومة السورية بإحداث تغييرات سياسية حقيقية وتحقيق الحد الأدنى من العدالة الإجتماعية.
التطبيع الكامل مرهون بالتطورات الميدانية
شدد السفير مسعود معلوف على أنّ "الولايات المتحدة لن تقدِم على تطبيع كامل للعلاقات مع سوريا قبل تقييم شامل لكل المستجدات مؤكدا أن شكل النظام السوري ودوره المستقبلي سيكونان عاملين حاسمين في اتخاذ القرار، خصوصًا في ما يتعلّق بعودة السفراء وفتح السفارات.
دور السعودية وتركيا في تعديل الموقف الأميركي
ونوه إلى أن دور السعودية وتركيا في تعديل الموقف الأميركي، جاء استجابة لضغوط إقليمية، خاصة من جانب السعودية وتركيا. وقال إن إعلان ترامب حول سوريا انطلق من الرياض، ويعد تتويجًا لتنسيق مشترك بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موضحًا أن التقارب الإقليمي مع دمشق ساهم في دفع واشنطن إلى مراجعة موقفها، ولو بحذر.