اجتماع سري وخطأ فادح.. كيف سقط القائد العسكري لحماس محمد السنوار؟

أكدت القناة “14” الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر أمنية، استشهاد “محمد السنوار”، الشقيق الأصغر لقائد حركة حماس الراحل “يحيى السنوار”، في غارة إسرائيلية الثلاثاء الماضي، استهدفت اجتماعًا لقيادات بارزة في الحركة بمحيط المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة.
وبحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإن ثغرة أمنية قاتلة أتاحت لإسرائيل تعقّب محمد السنوار، الذي أصبح قائدا لكتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) بعد إغتيال شقيقه.
حيث تم رصد اجتماع مغلق عقده في نفق أسفل مجمع المستشفى الأوروبي في خان يونس، دون أن يكون محاطًا بأسرى مدنيين كما جرت العادة.
انفصل عن الرهائن فتم استهدافه
واعتبرت الصحيفة هذا الاجتماع "خطأً قاتل" وقع فيه السنوار، موضحةً أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية انتهزت فرصة انفصاله عن الرهائن، ووجّهت ضربة جوية مركزة استهدفت مداخل النفق، مستخدمة عشرات القنابل، في عملية وصفها مراقبون بأنها قد تشكّل نقطة تحول في مجريات الصراع داخل القطاع.
وزعمت الصحيفة الإسرائيليلة، أن قيادات حماس اعتادت استخدام الرهائن كدروع بشرية، تمامًا كما فعل “يحيى السنوار” قبل استشهاده في أكتوبر الماضي, لكن الانفصال المؤقت عنهم أتاح لقوات الإحتلال تنفيذ الهجوم.
خلافات داخلية ساعدت في تحديد الموقع
وادّعت أيضًا أن خلافًا حادًا نشب مؤخرًا بين “محمد السنوار” وقادة حماس في الخارج، مما كان له دورا في تسهيل رصده, وذكرت أن السنوار، الذي تبنى مؤخرًا مواقف أكثر تشددًا ورفض أي انفتاح في مسار مفاوضات تبادل الأسرى، دخل في أزمة مع قيادات الخارج الذين اختارت الإدارة الأمريكية التفاوض معهم بشكل مباشر، متجاوزين إياه.
وبحسب الصحيفة، فإن توتر العلاقات الداخلية بلغ ذروته، حين أصدر قادة الخارج تعليمات بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي “عيدان ألكسندر”، وهو ما أغضب محمد السنوار بشدة ودفعه إلى عقد الاجتماع العسكري الحاسم دون اتخاذ إجراءات الحماية المعتادة.
وبالرغم من ذلك، فإن مصادر أمنية إسرائيلية صرحت لوسائل إعلام محلية، الأحد، بأن العثور على جثة “محمد السنوار” لم يُحسم بعد، وأن الجهـات المختصة ما زالت تقوم بفحص نتائج الغارة الجوية قبل إصدار إعلان رسمي.
في المقابـل، ألمح وزير الدفاع الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، في تصريحات السبت، إلى مقتل محمد السنوار، دون تأكيد قاطع، بحسب وكالة أنباء وفا الفلسطينية.