في ذكرى ميلاده.. مواقف من حياة الشهيد البطل أحمد حمدي
مرت أمس الثلاثاء 20 مايو 2025، ذكرى ميلاد الشهيد البطل أحمد حمدي، بطل وحدات الكباري في سلاح المهندسين إبان حرب أكتوبر 1973، حيث إنه تولى قيادة سلاح المهندسين قبيل الحرب، كما جرى ترقيته ليصبح نائب مدير السلاح.
شيد البطل معابر العبور من شرق قناة السويس إلى غربها، في حرب أكتوبر، ولم يكتف بالجلوس في مواقع القيادة، بل اشترك في القتال ميدانيًا، حتى استشهد في 24 أكتوبر1973، ليعطي القدوة والمثل في الفداء والتضحية.
الشهيد البطل أحمد حمدي
ولد الشهيد البطل أحمد حمدي، في 20 مايو1929، بمحافظة المنصورة، وتدرج في مدارسها، حتى التحق بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، في عام 1947، ثم تخصص في قسم الميكانيكا، وشارك في مظاهرات الطلاب اعترضًا على ما حدث في حرب 1948، إلا أنه كان مثالًا للانضباط والشجاعة والرجولة، بالإضافة إلى ثقافته الهائلة، واطلاعه الواسع، حتى تخرجه في عام 1951.
التحق بسلاح القوات الجوية، بالجيش في 18 أغسطس 1951، ثم انتقل لسلاح المهندسين، بعد عامين من ثورة يوليو 1952، إلا أنه واصل دراسته ليحصل على دبلومة الدراسات الميكانيكية من جامعة القاهرة في عام 1957، ثم نجح في إنجاز دورة إعداد القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية في الاتحاد السوفيتي بدرجة الامتياز عام 1961، ثم حصل على دورة الأركان الكاملة بتقدير امتياز، كما اجتاز دورة استراتيجية تعبوية من أكاديمية ناصر العسكرية بتقدير الامتياز، كما ترقى في سلاح المهندسين، حتى وصل إلى رتبة اللواء.
الشهيد البطل أحمد حمدي
تجرع الشهيد البطل أحمد حمدي، كما تجرع غيره كأس الهزيمة في يونيو 1967، إلا أنه كان أقوى عزيمة على تجاوز الهزيمة إلى العبور، فقد استغل علمه وخبرته في التخطيط العسكري والهندسي لمنطقة سيناء، خاصة أنه كان وقتها نائب رئيس الفرع الهندسي بالشرقية قبيل الهزيمة، كُلف في أثناء صدور أوامر الانسحاب، يونيو 1967، بتفجير المستودع الرئيسي للجيش بسيناء، الذي يضم كمية هائلة من المؤن والذخيرة والسلاح، وتفجير خط أنابيب الماء الذي يبدأ من محافظة الإسماعيلية إلى عمق سيناء حتى لا يستفيد منه العدو.
كما نجح في إعادة بعض المهمات من مستودع موجود في شرق القناة إلى غرب القناة، وإعادة تمركز قوات الجيش المصري، حيث إنه اقترح إنشاء نقاط مراقبة، توضع على الأبراج الحديدية المرتفعة على شاطئ غرب القناة بين الأشجارـ ثم أقامها بنفسه، كما حدد مواقعها.
الشهيد البطل أحمد حمدي
كما صدرت إليه تعليمات بتشييد لواء كباري حديث، بشكل كامل، في 1971، كما نجح في تنظيم وحداته وتدريبها، بهدف تأمين عبور الجيش الثالث الميداني، كما تمكن من استكمال معدات وخراطيم العبور بها، و تحضير مناطق التمركز بطول القناة، كما نجح في تحويل ساحات ومنازل إسقاط مهمات العبور، التي يتم إقامتها في يوم كامل، على أقل تقدير، إلى كباري اقتحام لا تستغرق سوى بضعة ساعات، في تشييدها.
الشهيد البطل أحمد حمدي
كما ترأس الشهيد أحمد حمدي قواته في سلاح المهندسين خلال العبور، والذين تجاوزوا 15000 مقاتل، تمكن خلالها من اجتياز قناة السويس، إلى الغرب، ثم أصدر أوامره بعبور 80 وحدة هندسية في قواربها الخشبية المحملة بالأفراد والطلمبات والخراطيم وخلافها من المهمات لفتح ممرات في الساتر الترابي، كما تفقد جميع المعابر، واطمئن على فعالية أغلبها بالرغم من محاولات العدو لإجهاض إقامتها بالقصف المتتالي أرضًا بالدبابات وجوًا بالطائرات، لجميع مناطق تمركز الوحدات.
في النهاية، استشهد البطل الشهيد أحمد حمدي خلال إصلاح كوبري، في موضع تمركز الجيش الثالث في 24 أكتوبر 1973، ضاربًا أروع الأمثلة في التضحية والبطولة.