الروبوت المتفجر.. سلاح إسرائيلي خامل يحصد الأرواح ويمحو أحياء القطاع

في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ ما يقارب 19 شهرًا، لم تعد آلة القتـ ـل والتدميرالإسرائيلية تقتصرعلى الغارات الجوية والصواريخ والمدافع، بل توسعت لتشمل وسائل جديدة أشد فتكًا وأقل صخبًا، تجوب الأحياء السكنية بصمت لتحصد أرواح المدنيين والأبرياء.
من بين هذه الوسائل، ظهر ما أصبح يُعرف بين سكان غزة بـ"الروبوت المتفجر"، وهو سلاح غامض ومدمر، حيث يعيد جيش الاحتلال استخدام مدرعات قديمة خرجت من الخدمة عام 2014، بعد تعديلها بشكل يجعلها أشبه بقنابل موقوتة متحركة, وتُركن هذه المدرعات المعدلة في شوارع الأحياء السكنية، أحيانًا لساعات أو أيام، قبل أن يتم تفجيرها عن بعد، لتتحول إلى كرة لهب هائلة، مخلفة دمارًا واسعًا وحالة من الرعب والارتباك بين المدنيين.
انتشار متزايد شمال القطاع
ومنذ إعلان الاحتلال عن توسيع عملياته العسكرية ضمن ما يُعرف بـ"عملية عربات جدعون"، انتشرت هذه "الروبوتات المتفجرة" بشكل متزايد، خاصة في شمال غزة، حيث أكد السكان استخدام الجيش الإسرائيلي لها في مختلف المناطق بشكل شبه يومي.
من جانبهم, نقل ناشطون ومغرّدون بمنصات التواصل الإجتماعي شهادات تفيد بأن هذه المدرعات يتم تحميلها بأطنان من المتفجرات، وتُركن عمدًا في أماكن مدنية قبل أن تُفجّر بشكل مفاجئ، في توقيت غير متوقع,
وأشاروا إلى أن مجرد وجود هذه الآليات وسط الأحياء يزرع الخوف والقلق في نفوس السكان، الذين يعيشون تحت تهديد دائم بانفجار مدوٍ لا يُشبه غارات الطائرات، بل يتسم بعصف شديد وهزات أرضية عنيفة.
دمار شامل وأثر نفسي بالغ
وبحسب شهود عيان، فإن انفجار "روبوت" واحد قادر على تسوية 5 منازل بالأرض في لحظات، بل وقد يؤدي إلى محو حي سكني بأكمله. ووصف بعض المدونين هذا السلاح بـ"النووي المصغر"، نظرًا لقوة الانفجار الذي يُحدثه. بحسب منشورات على منصة X
فيما تشير التقديرات إلى أن هذه المدرعات المفخخة، والتي تُدار عن بُعد عبر إشارات تشفيرية خاصة، تحمل ما يصل إلى 10 أطنان من المتفجرات والشظايا، وتفوق قوتها التدميرية بنحو 10 أضعاف صواريخ طائرات "إف-16"، ما يجعلها من أخطر الأسلحة المستخدمة في الحرب على غزة حتى الآن.