بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

تهديدات إسرائيل بضرب إيران تصعيد عسكري أم ورقة ضغط تفاوضي؟(خاص)

تهديدات إسرائيل بضرب إيران تصعيد عسكري أم ورقة ضغط تفاوضي؟

ايران
ايران

قال المحلل السياسي والباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية وقضايا الشرق الأوسط، أسامة حمدي، إنّ إسرائيل تفتقر إلى القدرة على تنفيذ ضربة عسكرية منفردة ضد المنشآت النووية الإيرانية، نظراً لما تتمتع به هذه المواقع من تحصينات بالغة العمق داخل الأرض وتحت الجبال، فضلاً عن غياب التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية اللازمة لاختراق مثل هذه الدفاعات.

الدعم الأميركي شرط أساس لأي تحرك عسكري

وأضاف في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، أنّ تنفيذ أي عملية عسكرية ناجحة ضد المنشآت الإيرانية يتطلب تنسيقاً مباشراً مع الولايات المتحدة، نظراً لإمتلاكها القاذفات الإستراتيجية والتقنيات العسكرية المتقدمة التي لا تتوفر لدى إسرائيل.

وأوضح “حمدي” أن التهديدات المتكررة من تل أبيب تأتي في إطار سياسة الضغط القصوى على طهران، لدفعها إلى تقديم تنازلات في مفاوضات البرنامج النووي.

خلافات أميركية إسرائيلية تظهر إلى العلن

وأشار إلى أنّ توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وتحديداً بين نتنياهو والإدارة الأميركية، بات واضحاً مستشهداً بتجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارة إسرائيل خلال جولته الخليجية الأخيرة وكذلك توقيعه اتفاقاً مع الحوثيين دون تنسيق مع الحكومة الإسرائيلية وهو ما يعكس انزعاجاً إسرائيلياً من تهميشها في ملفات إقليمية حساسة.

إيران قوة إقليمية لا يُستهان بها

ونوه المحلل إلى أن إيران ليست كما كانت في ثمانينات القرن الماضي، ولا يمكن مقارنتها بالدول التي خرجت من معادلة القوة مثل العراق وسوريا.

وأكد أن طهران اليوم باتت تمتلك قدرات صاروخية باليستية عالية الدقة، تتيح لها إستهداف نحو 52 قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، تضم قرابة 50 ألف جندي أميركي خاصة في دول الخليج وتركيا.

أذرع إيران تهديد متعدد الجبهات

وشدد المحلل السياسي والباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية وقضايا الشرق الأوسط، على أن لدى إيران القدرة على تفعيل أذرعها العسكرية المنتشرة في المنطقة، من الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، إلى الحوثيين في اليمن مشيرًا إلى أن هذه القوى يمكنها توجيه ضربات مباشرة على القواعد الأميركية أو شن هجمات في حال تعرضت إيران لهجوم عسكري مباشر.

ضربة غير حاسمة قد تفتح باب القنبلة النووية

وأوضح أسامة حمدي، أن أي ضربة عسكرية محدودة لن تُنهي البرنامج النووي الإيراني بالكامل، بل قد تدفع طهران إلى تسريع امتلاك السلاح النووي، وربما إعلان ذلك رسمياً باعتبارها دولة تعرضت لهجوم.

وقال إن الإدارة الأميركية خصوصاً ترامب، لا ترغب في أن تُسجَّل في تاريخها كالعهد الذي شهد امتلاك إيران القنبلة النووية.

موقف روسيا والصين دعم إيراني في الخفاء

كما لفت حمدي إلى تقارير صحافية وإستخباراتية أفادت بأن روسيا والصين قدّمتا لإيران أنظمة دفاع جوي وطائرات حديثة ومنظومات حرب إلكترونية في رسالة واضحة لردع أي هجوم غربي محتمل.

وأشار إلى أن هاتين القوتين العالميتين تدعمان حق إيران في تخصيب اليورانيوم وترفضان خروجها من معادلة التوازن الإقليمي.

اليورانيوم الإيراني بين المعلن والمخفي

وأكد الباحث أنّ إيران وصلت فعلياً إلى نسبة تخصيب 60% من اليورانيوم، وتقترب من عتبة الـ90% اللازمة لصناعة قنبلة نووية. وأشار إلى وجود تقديرات تفيد بامتلاك إيران كمية مخصبة تكفي لصنع ست قنابل نووية مضيفاً أن إحتمال وجود منشآت سرية غير معروفة دولياً يبقى وارداً.

حرب غير مضمونة العواقب

وشدد أسامة حمدي، على أن أي مغامرة عسكرية ضد إيران قد تشعل مواجهة إقليمية مفتوحة لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

وأكد أن الولايات المتحدة، رغم تهديداتها، تأخذ في الاعتبار أمن حلفائها في الخليج وتركيا وأن السياسة الحالية تقوم على تعظيم الضغوط لا إشعال الحرب حفاظاً على الإستقرار النسبي في المنطقة.

تم نسخ الرابط