إبراهيم الدراوي يكشف لـ«بلدنا اليوم» ما وراء الكواليس: مصر أوقفت مخططات أمريكا وإسرائيل

• نتنياهو يسعى لتحويل غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط" برعاية ترامب
• استمرار الحرب في غزة يجعل إعادة إعمارها شبه مستحيل
• الحملة الإسرائيلية ضد حماس عقاب جماعي هدفه تدمير الحياة بغزة
• نتنياهو يخشى انهيار تحالفه الحكومي إذا أنهى الحرب
• نتنياهو يواجه اتهامات جنائية جعلته يخشى فقدان الحصانة القضائية إذا خسر السلطة
• مصر رفضت التهجير وحذرت من "عواقب كارثية" لخطة ترامب
• قطر ساهمت في التفاوض على هدنة مؤقتة وتبادل الأسرى مستغلة علاقاتها بحماس وأمريكا
• السعودية والإمارات استضافتا ترامب لمناقشة وقف الحرب والضغط على إسرائيل
تحدث الباحث في الشؤون الفلسطينيةـ الإسرائيلية الإعلامي إبراهيم الدراوي، عن المساعي الحثيثة التي تبذلها القاهرة وقطر وعدة دول عربية لمحاربة محاولات طمس الهوية الفلسطينية، والاستيلاء على غزة بعد تنفيذ مخطط التهجير المزعوم.
المخططات الأمريكية الإسرائيلية حسب الدراوي، تجعل غزة مطموسة تمامًا من على خريطة الشرق الأوسط، لذلك دعا في حواره مع "بلدنا اليوم" إلى ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة تحديات القضية الفلسطينية.. إلى نص الحوار:
1. بداية ما الذي ينطوي عليه اقتراح ترامب "منطقة الحرية" تحديدًا؟ وهل هو ممكن في الإطار القانوني والسياسي الدولي الحالي؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 4 فبراير 2025، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن خطة لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" تحت الإدارة الأمريكية. تشمل الخطة:
- السيطرة الأمريكية: الاستيلاء على غزة وإدارتها بشكل مباشر، مع توقعات بـ"ملكية طويلة الأمد"، وفق تصريحات ترامب.
- إعادة التوطين: نقل حوالي مليوني فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، أو دول أخرى، بذريعة أن غزة "مدمرة" وغير صالحة للسكن.
- إعادة الإعمار: تحويل غزة إلى مركز اقتصادي وتنموي تحت إشراف أمريكي، مع إزالة أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض والذخائر غير المنفجرة.
- إنشاء كيانات جديدة: مثل "مؤسسة غزة الإنسانية" المسجلة في سويسرا، لإدارة توزيع المساعدات تحت رقابة شركات أمريكية خاصة.
الإطار القانوني والسياسي:
- مخالفة القانون الدولي: الخطة تنتهك القانون الإنساني الدولي، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة (المادة 49)، التي تحظر النقل القسري للسكان في الأراضي المحتلة.
كما أن السيطرة الأمريكية على غزة دون موافقة الفلسطينيين تُعتبر احتلالًا جديدًا، مما يتعارض مع مبدأ تقرير المصير المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
- الرفض الفلسطيني والعربي: رفضت حماس والسلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية الخطة، معتبرين إياها "تطهيراً عرقياً" ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
مصر والأردن وقطر أكدت رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين، مشددة على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه.
- العقبات السياسية: الخطة تواجه معارضة دولية واسعة، بما في ذلك من الأمم المتحدة ودول أوروبية مثل إسبانيا وأيرلندا، التي ترى أنها تُقوض حل الدولتين. حتى داخل الولايات المتحدة، تواجه الخطة انتقادات قانونية بسبب انتهاكها للمبادئ الأمريكية نفسها.
- الجدوى العملية: نقل مليوني شخص وإعادة إعمار غزة تحت إشراف أمريكي يتطلب موارد ضخمة وموافقة دولية، وهو أمر مستبعد في ظل الرفض العربي والدولي.
كما أن استمرار الحرب يجعل التنفيذ شبه مستحيل.
الخطة ليست مجرد مبادرة إنسانية، بل محاولة لفرض هيمنة أمريكية-إسرائيلية على غزة، مع طمس الهوية الفلسطينية وإنهاء أي أمل بحل الدولتين. إنها غير قابلة للتطبيق قانونيًا وسياسيًا، وستؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية بدلًا من حل الأزمة.
2. كيف أثرت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على حياة المدنيين في غزة، لا سيما من حيث المجاعة والنزوح وتدمير البنية التحتية؟
- الأثر على المدنيين: منذ 7 أكتوبر 2023، تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية في كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة:
- الضحايا: بحلول يناير 2024، أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل أكثر من 22,438 شخصًا، وإصابة أو فقدان 4% من السكان (حوالي 88,000 شخص)، معظم الضحايا من النساء والأطفال، مما يعكس استهدافًا عشوائيًا للمدنيين.
- المجاعة: الحصار الإسرائيلي، الذي يمنع دخول الغذاء والمياه والوقود، تسبب في مجاعة حادة. أفادت الأمم المتحدة أن 90% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع نقص حاد في المياه الصالحة للشرب.
تقارير أشارت إلى وفاة أطفال بسبب الجوع وسوء التغذية.
- النزوح: نزح حوالي 1.9 مليون شخص (85% من سكان غزة) إلى مناطق مثل رفح والمواسي، التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية. العديد من النازحين يعيشون في خيام أو مبانٍ مدمرة، معرضين للأمراض والبرد.
- تدمير البنية التحتية: دُمرت أو تضررت 70% من المباني في غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والجامعات. مستشفيات مثل الشفاء وناصر أصبحت خارج الخدمة بسبب القصف ونقص الإمدادات. كما دُمرت أنظمة المياه والصرف الصحي، مما زاد من انتشار الأمراض.
الاستراتيجية الإسرائيلية: استهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، يُظهر نمطًا متعمدًا لجعل غزة غير صالحة للسكن، مما يدعم اتهامات بـ"التطهير العرقي".
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت وصف الفلسطينيين بـ"حيوانات بشرية"، وهو خطاب يبرر العنف الجماعي.
الحملة الإسرائيلية ليست مجرد عملية عسكرية ضد حماس، بل سياسة عقاب جماعي تهدف إلى تدمير الحياة الفلسطينية في غزة. المجاعة والنزوح وتدمير البنية التحتية يعكس انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، ويتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه الجرائم.
3. هل هناك أدلة موثوقة على أن نتنياهو يتعمد تعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار للحفاظ على السلطة السياسية في إسرائيل؟
الأدلة:
- تصريحات إسرائيلية: أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نتنياهو يخشى انهيار تحالفه الحكومي إذا أنهى الحرب، حيث يعتمد على اليمين المتطرف (مثل بتسلئيل سموتريتش) الذي يعارض أي هدنة. وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان اتهم نتنياهو بعدم نيته القضاء على حماس، بل إطالة الحرب لأغراض سياسية.
- تعطيل المفاوضات: تقارير من "جيروزاليم بوست" و"واشنطن بوست" أشارت إلى "مماطلة إسرائيلية" في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى، رغم استعداد حماس لتسليم المحتجزين. نتنياهو رفض شروطاً مثل انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، مما يعرقل التقدم.
- المصالح السياسية: وفق تحليل "الدستور"، نتنياهو يخشى فقدان الحصانة القضائية إذا خسر السلطة، حيث يواجه اتهامات جنائية. استمرار الحرب يعزز موقفه كـ"قائد في زمن الحرب"، مما يقلل من تأثير المعارضة الداخلية.
- الدعم الخارجي: استغل نتنياهو دعم ترامب غير المشروط لتجنب الضغوط الدولية، مما سمح له بمواصلة الحرب دون تداعيات سياسية فورية.
الأدلة تشير بوضوح إلى أن نتنياهو يستخدم الحرب كأداة لتعزيز سلطته، متجاهلاً معاناة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. هذا السلوك يعكس أولوية المصالح الشخصية على السلام، ويستدعي ضغوطاً دولية أقوى لإجباره على الامتثال لوقف إطلاق النار.
4. ما دور الوسطاء الإقليميين والدوليين -خاصة مصر وقطر- في رسم مستقبل غزة، وكيف ينظرون إلى اقتراح ترامب؟
دور مصر وقطر:
- مصر: لعبت مصر دوراً محورياً في التوسط لوقف إطلاق النار، خاصة في اتفاق يناير 2025. رفضت القاهرة أي تهجير قسري للفلسطينيين، وحذرت من "عواقب كارثية" لخطة ترامب. مصر تدعم إدارة فلسطينية موحدة لغزة وتدفق المساعدات دون قيود.
- قطر: ساهمت قطر في التفاوض على هدنة مؤقتة وتبادل الأسرى، مستغلة علاقاتها مع حماس والولايات المتحدة. أكدت قطر رفضها لتهجير الفلسطينيين، ودعت إلى حل سياسي يضمن حقوق الفلسطينيين.
- رؤيتهما لخطة ترامب: كلا البلدين رفضا اقتراح "منطقة الحرية"، معتبرينه محاولة لتصفية القضية الفلسطينية. مصر أعلنت عدم اعتماد سفير إسرائيلي بعد تصريحات عن تهجير الفلسطينيين، بينما شددت قطر على ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة غزة.
الدور الإقليمي الأوسع:
- السعودية والإمارات دعمتا موقفاً عربياً موحداً ضد التهجير، واستضافتا ترامب لمناقشة وقف الحرب، مع التركيز على الضغط على إسرائيل.
- جامعة الدول العربية، بقيادة أحمد أبو الغيط، حذرت من أن خطة ترامب ستؤدي إلى "أزمة دولية"، ودعت إلى تعبئة دولية لحماية الحقوق الفلسطينية.
مصر وقطر تلعبان دوراً حاسماً في مواجهة الخطط الأمريكية-الإسرائيلية، مع التركيز على السيادة الفلسطينية وحل الدولتين. رفضهما لخطة ترامب يعكس إجماعاً عربياً على حماية الهوية الفلسطينية، لكنهما بحاجة إلى دعم دولي أكبر لمواجهة الضغوط الأمريكية.
5. ما التكاليف الإنسانية للحصار، وكيف تستجيب المنظمات الدولية للأزمة؟
التكاليف الإنسانية:
- الخسائر البشرية: كما ذُكر، قُتل أكثر من 22,000 شخص، معظمهم مدنيون، وأصيب عشرات الآلاف.
- المجاعة والأمراض: الحصار تسبب في نقص حاد في الغذاء والدواء، مع تقارير عن وفيات بسبب سوء التغذية. تفشي الأمراض مثل التهاب الكبد والكوليرا زاد بسبب انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي.
- النزوح: يعيش 1.9 مليون نازح في ظروف غير إنسانية، مع نقص في المأوى والخدمات الأساسية.
- الصحة النفسية: الأطفال والبالغون يعانون من صدمات نفسية بسبب القصف المستمر وفقدان الأحباء.
استجابة المنظمات الدولية:
- الأمم المتحدة: دعت إلى رفع الحصار فوراً وفتح ممرات إنسانية. وكالة الأونروا تواجه نقصاً في التمويل، لكنها تواصل تقديم المساعدات رغم استهداف موظفيها.
- منظمات غير حكومية: مثل "أطباء بلا حدود" و"الصليب الأحمر" تقدم خدمات طبية طارئة، لكنها تواجه قيوداً إسرائيلية على دخول المساعدات.
- العقبات: إسرائيل تفرض قيوداً صارمة على دخول المساعدات، مما يعرقل الاستجابة الإنسانية. كما أن ضغوط الولايات المتحدة على الأمم المتحدة لدعم خطط إسرائيلية (مثل "مؤسسة غزة الإنسانية") تُعقد الجهود.
الحصار يُعد عقاباً جماعياً ينتهك القانون الدولي، واستجابة المنظمات الدولية محدودة بسبب القيود الإسرائيلية والدعم الأمريكي لها. يتطلب الأمر تحركاً دولياً عاجلاً لفرض ممرات إنسانية ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها.
6. هل تفتح رؤية ترامب آفاقًا جديدة للسلام، أم أنها قد تُفاقم الوضع بخلق تبعيات أو توترات جديدة؟
تحليل الرؤية:
- الادعاءات الإنسانية: يروج ترامب لخطته كـ"لفتة إنسانية" لإنقاذ سكان غزة من "الجحيم"، مدعياً أن إعادة الإعمار ستوفر حياة أفضل.
- الواقع: الخطة تهدف إلى فرض سيطرة أمريكية على غزة، مع تهجير الفلسطينيين وإنهاء أي أمل بالسيادة الفلسطينية. إنشاء كيانات مثل "مؤسسة غزة الإنسانية" يعزز التبعية للولايات المتحدة وإسرائيل.
التداعيات:
- تفاقم التوترات: الخطة أثارت غضباً فلسطينياً وعربياً، مع دعوات للوحدة ضد "مخطط التهجير". قد تؤدي إلى تصعيد المقاومة الفلسطينية وتدهور العلاقات مع مصر والأردن.
- تعميق التبعية: إدارة غزة عبر شركات أمريكية خاصة ستجعل القطاع تابعاً اقتصادياً وسياسياً، مما يقوض أي حل سياسي عادل.
- عرقلة السلام: بدلاً من تعزيز حل الدولتين، تُنهي الخطة إمكانية إقامة دولة فلسطينية، مما يزيد من عدم الاستقرار الإقليمي.
رؤية ترامب لا تقدم أي آفاق للسلام، بل تُفاقم الأزمة عبر تعزيز الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية وتجاهل الحقوق الفلسطينية. إنها وصفة لتصعيد الصراع وزيادة المعاناة الإنسانية.
7. مع تكثيف إسرائيل قصفها لمستشفيات غزة والمناطق المكتظة بالسكان، كيف يعكس هذا التصعيد استراتيجية متعمدة لتدمير البنية التحتية المدنية تحت ستار مكافحة الإرهاب؟
الأدلة على الاستراتيجية المتعمدة:
- استهداف المستشفيات: مستشفيات مثل الشفاء وناصر تعرضت لقصف متكرر، مما أخرجها عن الخدمة. إسرائيل ادعت وجود "مراكز قيادة" لحماس تحت المستشفيات، لكن تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية لم تجد أدلة موثوقة على ذلك.
- المناطق المكتظة: القصف في أحياء مثل الشجاعية ورفح أدى إلى مقتل آلاف المدنيين، مع استخدام أسلحة عشوائية تتناقض مع القانون الدولي.
- تدمير البنية التحتية: دُمرت المدارس، الجامعات، وأنظمة المياه والكهرباء، مما جعل غزة غير صالحة للسكن. تقرير لـ"الجارديان" أشار إلى أن وزراء إسرائيليين متطرفين دعوا إلى تدمير غزة وتهجير سكانها.
الأهداف الاستراتيجية:
- العقاب الجماعي: تدمير البنية التحتية يهدف إلى كسر إرادة الفلسطينيين ودفعهم للنزوح القسري، مما يتماشى مع خطة ترامب لـ"إعادة التوطين".
- تصفية القضية الفلسطينية: جعل غزة غير قابلة للحياة يُضعف المقاومة ويمهد لضم أجزاء من القطاع أو فرض إدارة أجنبية.
- تبرير مكافحة الإرهاب: إسرائيل تستخدم خطاب "محاربة حماس" لتبرير انتهاكاتها، رغم أن الضحايا المدنيون يشكلون الغالبية العظمى.
التصعيد الإسرائيلي يعكس سياسة ممنهجة لتدمير الحياة الفلسطينية، مستغلة دعم الولايات المتحدة لتجنب المحاسبة. هذه الاستراتيجية تنتهك القانون الدولي وتتطلب تحقيقات مستقلة لمحاسبة المسؤولين.
8. بينما يقاوم نتنياهو جهود وقف إطلاق النار رغم تزايد الضغوط العالمية، هل يراهن على إرهاق الغرب أم يستغل عدم الاستقرار الإقليمي لتعزيز سلطته المحلية وسط معارضة متزايدة في الداخل؟
تحليل دوافع نتنياهو:
- إرهاق الغرب: نتنياهو يعتمد على دعم الولايات المتحدة غير المشروط، خاصة من ترامب، لتجاهل الضغوط الأوروبية والأممية. تقرير "واشنطن بوست" أشار إلى أن ترامب لم يعد مهتماً بالضغط على نتنياهو، مما يمنحه حرية التصعيد.
- استغلال عدم الاستقرار الإقليمي: الحرب في غزة، إلى جانب التوترات مع إيران وحزب الله، تُعزز صورة نتنياهو كـ"حامي إسرائيل". هذا يُضعف المعارضة الداخلية التي تنتقد فشله في تحقيق أهداف الحرب.
- التحديات الداخلية: المعارضة الإسرائيلية وأهالي المحتجزين يزيدون الضغط على نتنياهو، لكنه يراهن على استمرار الحرب لتجنب انهيار ائتلافه الحكومي ومواجهة اتهامات جنائية.
نتنياهو يجمع بين إرهاق الغرب واستغلال عدم الاستقرار الإقليمي لتعزيز سلطته. هذا النهج يعتمد على دعم أمريكي وتجاهل الحقوق الفلسطينية، لكنه قد يواجه مقاومة متزايدة إذا تصاعدت الضغوط الدولية أو انهارت حكومته داخلياً.
9. بينما يكافح الوسطاء الإقليميون لتوحيد المواقف، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية في كسر الجمود والدفع باتجاه اقتراح ملزم لوقف إطلاق النار؟
الدور المحتمل للدول العربية:
- توحيد الموقف: السعودية، مصر، قطر، والأردن أصدرت بيانات مشتركة ترفض تهجير الفسطينين وتدعو إلى وقف إطلاق النار. يمكن لجامعة الدول العربية تنسيق موقف موحد للضغط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
- الوساطة: مصر وقطر أثبتتا فعالية في التفاوض على هدنة مؤقتة. يمكنهما اقتراح خطة شاملة تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية، رفع الحصار، وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة غزة.
- الضغط الدبلوماسي: دول الخليج، خاصة السعودية، تملك نفوذاً اقتصادياً وسياسياً يمكن استغلاله للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل. زيارة ترامب للمنطقة أظهرت استعداد الدول العربية لاستخدام هذا النفوذ.
- دعم الحل السياسي: الدول العربية يمكن أن تدعم مبادرة دولية لحل الدولتين، مع التركيز على إعادة إعمار غزة تحت إشراف فلسطيني.
التحديات:
- الانقسامات العربية وتباين الأولويات (مثل التطبيع مع إسرائيل) قد يُضعف الجهود.
- الدعم الأمريكي لإسرائيل يُعقد فرض عقوبات أو قرارات ملزمة في مجلس الأمن.
الدول العربية تملك القدرة على كسر الجمود عبر توحيد المواقف والضغط الدبلوماسي، لكن ذلك يتطلب تنسيقاً أقوى ودعماً دولياً لتجاوز الفيتو الأمريكي. دورها حاسم في حماية الحقوق الفلسطينية ومنع تنفيذ خطط مثل "منطقة الحرية".
10. أعاد اقتراح ترامب "منطقة الحرية" إشعال الجدل حول التدخل الأمريكي في غزة ما بعد الحرب - هل يمكن أن يقدم بديلاً قابلاً للتطبيق، أم أنه يخاطر بتعميق التبعية وتآكل السيادة الفلسطينية؟
تحليل الاقتراح:
- الادعاء بالجدوى: ترامب يروج للخطة كبديل لإدارة فلسطينية "فاشلة"، مدعياً أن السيطرة الأمريكية ستجلب الاستقرار والتنمية.
المخاطر:
- تآكل السيادة: الخطة تُلغي أي دور للسلطة الفلسطينية أو حماس في إدارة غزة، مما يحرم الفلسطينيين من تقرير مصيرهم.
- تعميق التبعية: إدارة المساعدات عبر شركات أمريكية وكيانات مثل "مؤسسة غزة الإنسانية" ستجعل غزة تابعة اقتصادياً وسياسياً للولايات المتحدة.
- تعزيز الاحتلال: الخطة تتماشى مع أهداف إسرائيل لضم أجزاء من غزة أو إفراغها من سكانها، مما يُنهي أي أمل بالدولة الفلسطينية.
اقتراح ترامب ليس بديلاً قابلاً للتطبيق، بل محاولة لفرض احتلال أمريكي جديد تحت غطاء إنساني. إنه يُعمق التبعية ويُهدد السيادة الفلسطينية، مما يتطلب رفضاً فلسطينياً وعربياً موحداً لحماية الحقوق الوطنية.
11. مع حث سويسرا ومسؤولي الأمم المتحدة على رفع الحصار فورًا، ما هو النفوذ الدبلوماسي المتبقي لإجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الإنساني الدولي ومنع المجاعة الجماعية؟
النفوذ الدبلوماسي الحالي:
- الأمم المتحدة: على الرغم من دعوات الأمم المتحدة لرفع الحصار، فإن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن يُعطل أي قرارات ملزمة. ومع ذلك، يمكن للجمعية العامة إصدار قرارات رمزية تدعم الموقف الفلسطيني.
- سويسرا ودول أوروبية: سويسرا، إسبانيا، أيرلندا، والنرويج تدعم رفع الحصار وتُدين انتهاكات إسرائيل. يمكن لهذه الدول الضغط عبر تعليق التعاون الاقتصادي أو فرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين.
- الدول العربية: مصر، قطر، والسعودية تملك نفوذاً دبلوماسياً واقتصادياً يمكن أن يُستخدم للضغط على الولايات المتحدة لتغيير موقفها.
- منظمات حقوقية: تقارير من "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" توثق انتهاكات إسرائيل، مما يدعم دعوات المحاسبة في المحكمة الجنائية الدولية.
التحديات:
- الدعم الأمريكي لإسرائيل يُضعف أي جهود دبلوماسية ملزمة.
- الانقسامات الدولية، خاصة بين الغرب والدول العربية، تُعيق فرض عقوبات شاملة.
النفوذ الدبلوماسي محدود بسبب الفيتو الأمريكي، لكن الضغط المتزايد من دول أوروبية والعربية، إلى جانب توثيق الانتهاكات، يمكن أن يُجبر إسرائيل على تخفيف الحصار. يتطلب ذلك تعبئة دولية واسعة ودعم شعبي عالمي للقضية الفلسطينية.
12. في ظل تزايد الأدلة على النزوح الجماعي وتدمير البنية التحتية، ما مدى احتمال أن تُغير التحولات الداخلية في المقاومة مسار المفاوضات؟
التحولات في المقاومة:
- الوحدة الفلسطينية: حماس دعت إلى وحدة فلسطينية لمواجهة خطة ترامب، مما قد يعزز موقف المقاومة في المفاوضات. تقارير تشير إلى محادثات بين حماس وفتح لتوحيد الجبهة السياسية.
- الصمود: رغم الخسائر، أظهرت المقاومة قدرة على الاستمرار، مع هجمات صاروخية محدودة من غزة ولبنان. هذا يُعزز نفوذها في التفاوض.
- التغيرات القيادية: اغتيال قادة مثل صالح العاروري وأحمد القدرة قد يؤدي إلى ظهور قيادات جديدة أكثر مرونة أو تصلباً في المفاوضات.
تأثيرها على المفاوضات:
- تعزيز الموقف: إذا نجحت المقاومة في توحيد الصف الفلسطيني، يمكن أ Ascertainable يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز موقفها في المفاوضات، خاصة إذا استمرت في إظهار الصمود العسكري.
- الضغط على إسرائيل: استمرار المقاومة يُظهر فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية، مما قد يدفع نتنياهو لتقديم تنازلات تحت ضغط داخلي ودولي.
- التحديات: الخسائر البشرية والمادية قد تُضعف قدرة المقاومة على الاستمرار طويلاً، مما يتطلب دعماً عربياً ودولياً.
التحولات الداخلية في المقاومة، خاصة الوحدة الفلسطينية، يمكن أن تُغير مسار المفاوضات عبر تعزيز الموقف التفاوضي وإظهار الصمود. ومع ذلك، نجاح ذلك يعتمد على دعم إقليمي ودولي لتخفيف الضغط الإنساني وتعزيز النفوذ السياسي الفلسطيني.
الوضع في غزة يُظهر صراعاً بين خطة ترامب الاستعمارية وسياسات نتنياهو العدوانية من جهة، وصمود الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة من جهة أخرى.
الدول العربية، بقيادة مصر وقطر، تلعب دوراً حاسماً في رفض التهجير ودعم وقف إطلاق النار، لكنها تحتاج إلى دعم دولي أكبر لمواجهة الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية.
المقاومة الفلسطينية، رغم الخسائر، تُظهر إمكانية تغيير مسار المفاوضات عبر الوحدة والصمود. رفع الحصار ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها يتطلب تعبئة دولية وشعبية واسعة لضمان العدالة وتحقيق السيادة الفلسطينية.