في عرضه العالمي الأول.. استقبال حافل لـ«الحياة بعد سهام» بمهرجان كان

شهد مهرجان كان السينمائي الدولي وسط أجواء احتفالية مفعمة بالحماس والتقدير، عرضه العالمي الأول للفيلم الوثائقي المصري "الحياة بعد سهام"، للمخرج والمؤلف نمير عبد المسيح، ضمن مسابقة ACID الداعمة للسينما المستقلة.
العرض الذي حضره طاقم العمل والمنتجون، من بينهم شركاء مصريون، قوبل بحفاوة من جمهور المهرجان ونقاده، في لحظة احتفاء بالفيلم وصانعيه.
عرض دقيق للفيلم وظروف إنتاجه:
الفيلم الذي تبلغ مدته 76 دقيقة، يعد العمل الوثائقي الثاني لعبد المسيح، ويواصل خلاله استكشاف ثلاثية الهوية والانتماء والذاكرة، مستعينا بأسلوب بصري وإنساني دقيق يمس وجدان المتلقي.
عبد المسيح، المخرج المصري المولود في فرنسا وخريج مدرسة La Fémis العريقة، يقدم من خلال "الحياة بعد سهام" سردا حميميا يعكس صراعات داخلية متعددة، تنبثق من تجارب شخصية لكنها تتقاطع مع واقع عربي أوسع.
وقد حظي الفيلم بدعم مبكر من ملتقى القاهرة السينمائي، حيث فاز في دورة 2021 بجائزتين من شركاء الملتقى (ART وErgo)، ما ساهم في تمويله وإبرازه إلى النور بصفته مشروع وثائقي متميز، يؤكد على أهمية رعاية الأصوات الجديدة في السينما العربية.

ردود الفعل في كان:
شهد العرض تفاعلا إيجابيًا واسعًا، انعكس في تصفيق طويل بعد انتهاء العرض، إلى جانب إشادات من النقاد حول حساسية الطرح وجماليات التنفيذ.
وفي هذا السياق، علق الناقد محمد سيد عبد الرحيم، مدير أيام الصناعة في مهرجان القاهرة السينمائي: "نشعر بفخر كبير لرؤية أحد مشروعات ملتقى القاهرة السينمائي يحقق هذا النجاح الدولي ويحظى بهذا التقدير في مهرجان بحجم كان.. هذا الإنجاز يؤكد أهمية دعم المواهب العربية الشابة، ودور ملتقى القاهرة كمنصة محفزة للمشروعات السينمائية الطموحة".
نجاح "الحياة بعد سهام" في كان لا يعد إنجازًا لفيلم وثائقي فحسب، بل يمثل علامة فارقة للسينما العربية المستقلة، ويؤكد الدور الحيوي لمؤسسات مثل ملتقى القاهرة السينمائي في تمكين صناع الأفلام الطموحين من الوصول إلى منصات العرض الدولية.
ومع هذا الإنجاز، يثبت نمير عبد المسيح أن السينما الشخصية يمكن أن تتجاوز حدود الذات، وتحمل في طياتها قضايا أوسع تعني الجميع، من خلال عدسة إنسانية وفنية عميقة تستحق التقدير.