رائد السينما الثورية وصاحب السعفة الذهبية.. وفاة المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة

فقدت الجزائر والعالم العربي اليوم الجمعة أحد أبرز أعمدة السينما، برحيل المخرج والمنتج الكبير محمد لخضر حمينة، عن عمر ناهز 95 عامًا، بمنزله في العاصمة الجزائرية.
وقد ترك الراحل خلفه إرثًا سينمائيًا لا يُقدّر بثمن، بعد مسيرة حافلة أثرت الساحة الثقافية والفنية محليًا ودوليًا.
وُلد حمينة يوم 26 فبراير 1934 بمدينة المسيلة، ونشأ في ظل الاستعمار الفرنسي، حيث انخرط في صفوف الثورة الجزائرية مستخدمًا عدسة الكاميرا كسلاح مقاومة، ناقلًا من خلالها معاناة الشعب الجزائري وصراعه من أجل الحرية. هذا المسار الفني النضالي جعله رمزًا للسينما الثورية الجزائرية.
سينما مقاومة وهوية
لم تكن سينما محمد لخضر حمينة ترفًا أو ترفيهًا، بل كانت صرخة ومرآة تعكس أوجاع الوطن وهموم الإنسان، إذ ساهم بشكل كبير في تأسيس السينما الوطنية بعد الاستقلال، من خلال أعماله التي جسدت واقع ما بعد الاستعمار وأبرزت الهوية الجزائرية.
أبرز أعماله:
ريح الأوراس (1966): أول فيلم جزائري يُعرض في مهرجان كان السينمائي ويحصل على جائزة، جسد من خلاله معاناة الشعب في خضم الثورة.
وقائع سنين الجمر (1975): العمل الذي رسخ اسمه في العالمية، إذ نال السعفة الذهبية من مهرجان كان، ليكون أول فيلم عربي وأفريقي يحظى بهذا التتويج التاريخي.
رياح رملية (1982) والصور الأخيرة (1986): أعمال واصلت ذات النهج الإنساني العميق، في تناولها لقضايا الهوية والكرامة والوجود.
إرث خالد
كان حمينة أكثر من مجرد مخرج، بل كان شاهدًا ومؤرخًا سينمائيًا للثورة وللمجتمع الجزائري. ومع رحيله، تطوي الجزائر صفحة من صفحاتها الفنية الذهبية، لكنها تخلده في ذاكرة الأجيال، كتجربة فنية فريدة طبعت تاريخ السينما العربية والعالمية.