أستاذ علوم سياسية يكشف مخرجات البيان المشترك بين مصر والسعودية والأردن بشأن غزة

أصدر وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن بيانًا مشتركًا عقب لقاء الوزير الفرنسي في باريس، يؤكد الثوابت الأساسية للموقف العربي ويفصّل رؤية الجانب المصري حيال الأزمة.
دعوة لوقف إطلاق النار واستئناف التفاوض
أوضح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن البيان الثلاثي يضع «وقف إطلاق النار أولًا» كمدخل ضروري لإنهاء المعاناة الأهلية ولعب دور جاد في إنهاء الأعمال العدائية، تلاه «العودة إلى مسارات التفاوض الرئيسية للمرحلة الثانية من الاتفاق الأصلي» بما يحفظ الحقوق الفلسطينية ويرسخ حل الدولتين كإطار شامل للسلام.
وأضاف أن «إجراءات بناء الثقة» ووقف ما سماه بـ«الإجراءات الإجرامية الإسرائيلية الهادفة إلى تقسيم قطاع غزة» تعد من محددات الموقف المصري الصريحة.
أبعاد الحركة الدبلوماسية المصرية
وقال فهمي في تصريح لبرنامج “اليوم” على قناة dmc، إن القاهرة لا تقتصر تحركاتها على الشقيقين الأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية فحسب، بل تمتد إلى الفضاء الدولي والأوروبي أيضًا. مشيرًا إلى التغيرات الملحوظة في مواقف عدة عواصم أوروبية حيال القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة، واصفًا هذا التحول بـ«المهم للغاية» الذي يمكن البناء عليه لتكثيف الجهود الدبلوماسية واستثماره نحو تحقيق اختراق سياسي يصب في مصلحة السلام.
التنسيق مع فرنسا ومجلس الأمن
أضاف أستاذ العلوم السياسية أن هناك تنسيقًا وثيقًا بين مصر وفرنسا بشأن خيار حل الدولتين، حيث يتحرك الجانب الفرنسي لتحضير «مؤتمر حل الدولتين» المزمع عقده في يونيو المقبل بالأمم المتحدة، وهو ما يعكس توافقًا دوليًا حول ضرورة إعادة إطلاق مسار سياسي يكرس دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل في حدود ما قبل 1967 مع تعديلات متفق عليها.
أهمية البيان في المشهد الإقليمي والدولي
اعتبر فهمي أن انعقاد الاجتماع وصدور البيان المشترك بين الدول الثلاث يُعدّ «رسالة قوية» لردع أي محاولات لفرض وقائع جديدة على الأرض، ويؤكد على مكانة مصر كدولة رائدة في الوساطة والسلام بالمنطقة.
كما أنه يعزز العمل الجماعي العربي ويسهم في تشكيل جبهات ضغط متعددة المستويات، سواء في المحافل العربية أو الدولية، لوقف الانتهاكات واستعادة المسار التفاوضي الهادف إلى سلام عادل وشامل.
وبهذا البيان، ترسّخ مصر والسعودية والأردن دورهما القيادي في الدفاع عن الثوابت العربية وحقوق الشعب الفلسطيني، مع دعم الجهود الأممية لإعادة إطلاق مفاوضات الحل الدائم، وصولًا إلى تحقيق الأمن والاستقرار المنشودين في الشرق الأوسط.