جعفر بناهي يحقق الثلاثية الذهبية بفوزه بسعفة كان 2025.. تفاصيل

في لحظة سينمائية ستسجل في التاريخ، فاز المخرج الإيراني جعفر بناهي مساء السبت بـ السعفة الذهبية في الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي الدولي عن فيلمه It Was Just an Accident، ليكمل بذلك ما يعرف بـ"الثلاثية الذهبية"، إذ أصبح واحدا من قلة نادرة من المخرجين في تاريخ الفن السابع ممن نالوا الجوائز الثلاث الكبرى في المهرجانات السينمائية العالمية:
الدب الذهبي – برلين 2015 عن فيلم Taxi
الأسد الذهبي – فينيسيا 2000 عن فيلم The Circle
السعفة الذهبية – كان 2025 عن It Was Just an Accident
بهذا الإنجاز، لا يثبت بناهي تفوقه الفني فحسب، بل يؤكد أيضا قوة السينما المقاومة، التي لا تقاس بالإمكانات، بل بالإرادة والصدق والقدرة على تفكيك الواقع بأدوات جمالية مؤلمة.
يحمل فيلم It Was Just an Accident توقيع بناهي الواضح: دراما مكثفة، واقعية موجعة، وشخصيات مأزومة بالذاكرة والسياسة.
وتدور القصة حول رجل يدعى "إقبال" يصطدم ليلا بكلب أثناء قيادته السيارة برفقة زوجته الحامل، فيضطر للتوقف عند ورشة إصلاح.، هناك، يتعرف عليه الميكانيكي "وحيد" ويظنه الضابط الذي عذبه في السجن.
وتتطور القصة إلى مواجهة بين الضحية والجلاد المفترض، وسط حضور آخرين عايشوا ذات التجربة، في محاكمة رمزية لجراح لم تندمل.
الفيلم، بأسلوبه الصامت والمؤلم، يفتش في الذاكرة الجماعية ويفتح باب الأسئلة حول العدالة، والغفران، والهوية، دون أن يقدم أجوبة سهلة أو نهاية مريحة.
يعد بناهي رمزا عالميا للسينما التي تواجه القمع، إذ خضع لعقوبات حكومية صارمة داخل إيران، منها:
منعه من السفر,و منعه من الإخراج والتصوير, والحكم عليه بالإقامة الجبرية
لكن رغم ذلك، واصل صنع أفلامه سرا أو خارج الأطر الرسمية، بل وحقق حضورا دوليا أكثر كثافة من بعض مخرجي إيران الرسميين.
أفلامه مثل This Is Not a Film وNo Bears صنعت تحت ظروف شديدة القسوة، وكشفت عمق المأساة التي يعيشها الفنان داخل نظام رقابي خانق.
مما يميز جعفر بناهي ليس فقط قدرته الإخراجية الفذة، بل جرأته الأخلاقية والسياسية، التي تجعله يختار القصص الصغيرة ليسلط من خلالها الضوء على القضايا الكبرى.
إنه مخرج يكتب بالضوء عن الممنوع، ويخرِج من الصمت أكثر مما تفعله الخطب، ويعبر عن الحرية عبر السرد، لا الشعارات.