بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

عضو بالمجلس الوطني الفلسطيني: نتنياهو يدرك أن وقف الحرب سيؤدي لسقوط حكومته

الدكتور شفيق التلولي
الدكتور شفيق التلولي

يقول الدكتور شفيق التلولي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني والمحلل السياسي، إن فشل مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل في الدوحة، يؤكد أن حكومة تل أبيب وعلى رأسها بنيامين نتنياهو ليست معنية بهذه المفاوضات بقدر ما هي معنية هي وكل أقطاب الائتلاف الحكومي اليميني، باستمرار الحرب الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني، بدءًا من قطاع غزة وحتى الضفة الغربية والقدس.

وبشأن الوضع الحالي، يضيف الدكتور شفيق التلولي في تصريحات لـ “بلدنا اليوم”: "الآن بات واضحًا أن نتنياهو وجيشه وحكومته يصرون على استكمال حلقات الإبادة الجماعية، ومسلسل التطهير العرقي، من خلال استئناف الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين، بل وتكثيفها في ظل إطلاق عملية عربات جدعون، التي تهدف أساسًا إلى تهجير سكان قطاع غزة بعد حشرهم في منطقة تُسمى "ما بعد الممر"، بحجة إدخال المساعدات والغذاء وغيرها".

شروط تعجيزية لإفشال المفاوضات

وفي إشارة إلى عدم جدية المفاوض الإسرائيلي، يقول التلولي: "بكل مرة تُجرى فيها المفاوضات، تضع إسرائيل سلسلة من الشروط التعجيزية التي تؤكد عدم نية حكومة الاحتلال وقف الحرب. الشرط الأساسي في أي مفاوضات من جانب الاحتلال هو ألا تتضمن نهاية الحرب في غزة، ولا انسحاب الجيش الإسرائيلي من هناك، وهذا يجعل فرص نجاح المفاوضات ضئيلة جدًا".

يضيف: "نتنياهو يرسل وفده للتفاوض فقط لامتصاص الغضب الداخلي، خصوصًا من ذوي الأسرى والمعتقلين، ولتهدئة ضغط المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، ويعلن أنه (يتفاوض بالنار)، تحت وقع القصف المستمر، مدعيًا أن الهدف هو تحرير الأسرى من يد حماس".

ورقة الأسرى وسلاح حماس

ويرى عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أنه "قد يكون نتنياهو فعلًا يسعى للحصول على هدنة مجانية، لكنه يستخدم ورقتي الأسرى وسلاح حماس كذرائع لاستمرار الحرب، ولضمان بقاءه السياسي على رأس السلطة في تل أبيب، وتنفيذ سياسات حكومته اليمينية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".

وقال: الذريعة الأساسية التي يتمسك بها نتنياهو هي وجود حماس وسلاحها، ويسعى من خلال ذلك لتحقيق ما يسميه "النصر"، ليظهر أمام الشارع الإسرائيلي بمظهر المنتصر الذي أنهى وجود حركة حماس.

موقف حماس

ويشير الدكتور شفيق التلولي إلى أنه: من جهتها، حماس حتى اللحظة لا تقدم موقفًا واضحًا، فالحرب بالنسبة لها كما هي لتل أبيب، "وصفة فعالة" للبقاء، إذ تعتبر الحركة موضوع وقف الحرب أو استمرارها جزءًا من مصيرها ووجودها المستقبلي، لذا تتمسك بورقة الأسرى وسلاحها كآخر أدوات القوة بيدها.

ويشير إلى أنه: رغم أنها تعلن بين الحين والآخر استعدادها للتفاوض، فإنها تشترط وقف الحرب وانسحاب الاحتلال، لكنها في ذات الوقت تستخدم هذه الأوراق لتأمين بقائها وشرعيتها مستقبلًا.

ولفت إلى أن: تل أبيب لا تزال تتعامل مع خطة "تكوفا" التي سبق ورفضتها حماس، قبل استئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من اتفاق غزة، حيث استغل نتنياهو ذلك لاستئناف الحرب، واستعادة تماسك حكومته المتزعزعة، ومرر ميزانية الحكومة وقضايا أخرى كانت تهدد حكومته بالانهيار.

وذكر أن: وقف الحرب حاليًا بالنسبة لنتنياهو قد يؤدي إلى سقوط حكومته، لذلك يماطل ويطيل أمد الحرب بحجج متعددة، بينما تمنحه حماس نفسها الذريعة للبقاء من خلال تمسكها بالسلاح والأسرى.

دور القمم العربية والمبادرات الدولية

كما أشار التلولي إلى أن: مصر سبق أن عرضت رؤيتها في القمة العربية، التي دعت إلى إعادة إعمار قطاع غزة مع بقاء السكان فيه، وليس وفق خطة ترامب ونتنياهو القائمة على إفراغ غزة، كما جرى حديث في القمة عن "اليوم التالي" للحرب، وتشكيل لجنة إدارية لتسلّم قطاع غزة، كمقدمة لتسليمه للسلطة الفلسطينية وتمكينها من إعادة الإعمار، بشرط عدم وجود حماس.

لكن حتى اللحظة، تبقى هذه الرؤية غير مكتملة بسبب استمرار الحرب وإصرار إسرائيل على فرض شروطها، دون أي امتثال للإرادة العربية أو الدولية.

واستطرد: هنا يأتي دور المجتمع الدولي، الذي يجب أن يتحرك عبر مجلس الأمن لاتخاذ قرار حاسم ينهي هذا الوضع، ويوقف المجاعة في غزة، ويفتح المسار السياسي لحل القضية الفلسطينية عبر مؤتمر دولي شامل، يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال والحصار.

واختم المحلل السياسي الفلسطيني شفيق التلولي بالقول: العالم يستعد الآن لعقد مؤتمر يونيو، الذي تقوده فرنسا والسعودية، لتدشين تحالف دولي يدعم حل الدولتين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإنهاء الحرب، والتصدي لمشاريع التهجير، وهي مطالب أقرّتها القمة العربية الأخيرة بوضوح.

تم نسخ الرابط