في ذكرى ميلاده.. زكريا محيي الدين الصندوق الأسود لثورة يوليو 1952

مرت علينا، هذا الشهر، ذكرى ميلاد أحد أبرز الضباط الأحرار، نائب رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، زكريا محيي الدين، الذي ولد في عام 1918 ونشأ في كفر شكر، بالقليوبية، وشقيق زعيم اليسار المصري خالد محيي الدين، عضو مجلس قيادة الثورة، وإن شئت قل هو رئيساً للجمهورية لمدة يومين.
كان والده هو عمدة كفر شكر، عبد المجيد محيي الدين، الذي اهتم بتعليمه، حيث درس في مدرسة الإصلاح بكفر شكر، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية.
ثم التحق بالكلية الحربية ليتخرج منها برتبة ملازم ثاني في عام 1938، حيث تم تكليفه بالعمل في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية، لينتقل بعدها إلى منقباد، في عام 1939، ليلتقي هناك مع الزعيم جمال عبد الناصر، ثم سافر إلى السودان في عام 1940، ليلتقي مرة أخرى بجمال عبد الناصر ويتعرف على عبد الحكيم عامر.
تخرج (زكريا محيي الدين) من كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين فأبلى بلاءً حسناً في المجدل وعراق وسويدان والفالوجا ودير سنيد وبيت جبريل، ثم تطوّع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم، أحد الضباط الأحرار، بتنفيذ مهمة الإتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا، وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها، ثم عاد انتهاء الحرب للقاهرة، ليعمل مدرساً في الكلية الحربية ومدرسة المشاة.
انضم زكريا محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار، قبل قيام ثورة يوليو بحوالي ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر، حيث شارك في وضع خطة التحرك للقوات، وكان المسئول عن عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية، وذلك أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالإسكندرية
فقد تولّى منصب مدير المخابرات الحربية عامي 1952-1953
ثم تم تعيينه وزيراً للداخلية عام 1953
كما أُسند إليه إنشاء إدارة المخابرات العامة المصرية من قِبَل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1955
كما تم تعيينه وزير داخلية الوحدة مع سوريا 1958، ثم عُين رئيس اللجنة العليا للسد العالي في 26 مارس 1960
ثم تم تكليفه، من قبل جمال عبد الناصر، نائبا لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزير الداخلية للمرة الثانية عام 1961
_ في عام 1965 أصدر جمال عبد الناصر قراراً بتعينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية • عندما تنحّى عبد الناصر عن الحكم عقب هزيمة 1967 ليلة 9 يونيو، أُسند الحكم إلى زكريا محي الدين
ولكن الجماهير خرجت في مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر في الحكم.
شهد زكريا محيي الدين مؤتمر باندونغ وجميع مؤتمرات القمة العربية والأفريقية ودول عدم الانحياز.
ورأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في مؤتمر رؤساء الحكومات العربية في يناير ومايو 1965.
وفي أبريل 1965 رأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في الاحتفال بذكرى مرور عشر سنوات على المؤتمر الآسيوي الأفريقي الأول.
عرف عن (زكريا محي الدين) لدى الرأي العام المصري، بالقبضة القوية والصارمة، نظراً للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة.
وكان يتم الترويج له على أنه يميل للسياسة الليبرالية
بعد وقوع نكسة عام 67 أعلن الرئيس (جمال عبد الناصر) تنحيه عن رئاسة الجمهورية لتنتقل السلطة إلى (زكريا محيي الدين) بصفته نائب الرئيس في 9 يونيو
لكن في 11 يونيو اي بعد يومين فقط من خطاب التنحي عاد (جمال عبد الناصر) رئيسا للجمهورية متراجعا عن قرار الاستقاله بسبب الضغط الجماهيري.
في حين تقدم زكريا محيي الدين باستقالته، من كافه مناصبه السياسية والتنفيذية عام 1968، منهياً بذلك عمله السياسي والتنفيذي ليعيش في مسقط راسه كفر شكر، مبتعداً عن الاضواء والعمل العام
وقد تُوفي زكريا محيي الدين عام 2012عن عمر يناهز 94 عاماً.
زكريا محي الدين في ذكرى ميلاده.. الصندوق الأسود لثورة يوليو 1952
زكريا محي الدين في ذكرى ميلاده.. الصندوق الأسود لثورة يوليو 1952
زكريا محي الدين في ذكرى ميلاده.. الصندوق الأسود لثورة يوليو 1952
زكريا محي الدين في ذكرى ميلاده.. الصندوق الأسود لثورة يوليو 1952
