محلل فلسطيني: لا بديل عن الخطة المصرية.. وننتظر تهدئة طويلة الأمد

يقول الدكتور مجدي سالم، المحلل السياسي الفلسطيني المختص بالشؤون الإسرائيلية وملف الأسرى، إن مطلب وقف إنهاء الحرب في غزة طال انتظاره من جميع أطياف وشرائح الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، الذي يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة عقود، ولا يزال يتطلع إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار، في كل لحظة ودقيقة.
ويضيف الدكتور مجدي سالم، وهو رئيس المركز العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، في تصريحات لـ “بلدنا اليوم”: يدخل شعبنا الفلسطيني اليوم عامه الثاني على التوالي من حرب الإبادة والمجازر الإسرائيلية، والتي دخلت شهرها الثامن عشر، وراح ضحيتها ما يقارب 53,000 شهيد وأكثر من 119,099 جريحًا، منذ السابع من أكتوبر لعام 2023.
يتابع: لذلك، فإن الشعب الفلسطيني في أمسّ الحاجة لوقف الحرب، خاصة بعد أن استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية مجددًا في 18 مارس الماضي، الأمر الذي كبّد شعبنا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
يكمل: سبّب موجات تشريد ونزوح جماعي، وإغلاقًا للمعابر، في ظل سياسة تجويع ممنهجة تمارس ضد المدنيين، في إطار واضح لسياسة العقاب الجماعي، نتيجة السياسات التدميرية التي تنتهجها حركة حماس، والتي يدفع ثمنها الأبرياء.
الخطة المصرية الفلسطينية العربية
ويستطرد: في ضوء المستجدات، نؤكد على ما شدّد عليه الرئيس محمود عباس بضرورة اعتماد الخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار القطاع، دون تهجير سكانه.
يضيف "سالم": كما نأمل أن تتولى دولة فلسطين مهامها في قطاع غزة من خلال مؤسساتها الحكومية، عبر اللجان التي تم تشكيلها لهذا الغرض، وأن تتسلم الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية مسؤولياتها، بعد إعادة هيكلة وتوحيد الكوادر الموجودة في قطاع غزة، وتدريبها في مصر والأردن. وهذا مطلب حيوي وعملي لإنهاء الأزمة المالية الراهنة.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني، نجدد المطالبة باعتماد الخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة الإعمار بوجود شعبنا على أرضه، والدعوة إلى عقد مؤتمر عربي دولي في القاهرة لتمويل عملية الإعمار، وحشد الدعم الدولي من خلال صندوق ائتمان دولي.
ودعا المختص بالشؤون الإسرائيلية وملف الأسرى، إلى إنجاح المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار الذي ستستضيفه مصر الشهر المقبل.
وأكد ضرورة استمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، باعتبارها منظمة أممية فاعلة وأساسية في قطاع غزة.
كما نطالب بتكليف اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بإجراء اتصالات وزيارات للعواصم المختلفة، بما فيها واشنطن، لشرح تفاصيل خطة الإعمار، والتأكيد على ضرورة تولي السلطة الفلسطينية مسؤولياتها المدنية والأمنية والسياسية في غزة، والعمل من أجل انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع.
مقترح ويتكوف
وحول مطلب وقف إطلاق النار، قال مجدي سالم استاذ علم الاجتماع السياسي: نؤيد المقترح الذي قدمه ستيف ويتكوف والقيادة الفلسطينية، بضرورة تثبيت تهدئة طويلة الأمد في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في الضفة والقدس الشرقية.
أشار إلى أهمية دعم جهود التحالف الدولي، والذهاب إلى المؤتمر الدولي للسلام في يونيو المقبل، لتنفيذ حل الدولتين على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يحقق الأمن والسلام في المنطقة.
وختم بالقول: نثمّن عاليًا الجهود المصرية والقطرية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة، ونشيد بمخرجات القمم العربية، وآخرها في بغداد. كما نعبّر عن دعمنا لموقف الرئيس محمود عباس الداعي إلى مضاعفة الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، على قاعدة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والالتزام ببرنامجها السياسي، والشرعية الدولية، ومبدأ النظام الواحد، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.