بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

حدث في مثل هذا اليوم.. تفجير باكستان النووي الأول

إنفجار باكستان النووي
إنفجار باكستان النووي الأول

أعلنت باكستان تفجير خمس قنابل نووية للمرة الأولى، أصبحت من خلالها عضوًا بالنادي النووي.

يعود تفكير باكستان في صناعة القنابل النووية، لما حدث سابقاً ، عندما تعرضت باكستان  للهزيمة على يد الهند، في حرب 1971.

 وكان من أهم نتائج هذه الهزيمة انفصال باكستان الشرقية تحت مسمى بنجلاديش، ولم يستطع الرئيس أغا محمد يحيى خان تحمل تبعات هذه الهزيمة فقدم استقالته ليتولى الحكم من بعده ذو الفقار علي بوتو الذي فاز حزبه بأغلبية الأصوات في باكستان الغربية أثناء الانتخابات البرلمانية التي كانت قد جرت في ديسمبر 1970. 

وخلال تولي بوتو الرئاسة كان من أهم إنجازاته انه اتخاذ عدة إجراءات وقرارات هامة لتحديث الصناعة الباكستانية عموما من ناحية وفرض سيطرة الدولة على الصناعات الرئيسية من ناحية أخرى.
قرار انسحاب بلاده من الكومنولث بعد اعتراف بريطانيا والدول الغربية بدولة بنغلاديش الجديدة.
نجح في حصول باكستان على مفاعل ذري من فرنسا وهو ما أثار أزمة داخل المعسكر الغربي آنذاك.

استمر حكم ذي الفقار علي بوتو في منصبه حتى عام 1977 حيث زادت حدة الاضطرابات في باكستان ، وتدهور الوضع السياسي، فدعا الرئيس "ذو الفقار علي بوتو" الجيش إلى التدخل لمواجهة أعمال العنف، 
إلا أن الجنرال "ضياء الحق" وجدها فرصة للقيام بانقلاب عسكري أبيض ضد الرئيس بوتو
- استغلالاً لرغبة الشعب في التخلص من "بوتو"
- استغلالا لما له من تأييد من الجماعة الإسلامية
وأعلن "ضياء الحق" أن الجيش قام لوضع حد لحالة التدهور التي تجتاح البلاد، والتي عجز الرئيس "بوتو" عن حلها، و وعد بأن عودة الحكم المدني لباكستان ستكون بأسرع ما يمكن، وأكد أن الجيش ليست له مطامع سياسية، وأنه سيحتفظ بالسلطة لحين إجراء الانتخابات في غضون ثلاثة أشهر.

أصرت باكستان على استمرار مشروعها النووي، وشهد عهد الجنرال ضياء الحق 1977 ـ 1988 دفعا للمشروع، وخاصة حين ارتفعت نبرة العداء لوقف المشروع الذي قابله دور كبير للاستخبارات الباكستانية للتعمية على الإجراءات التي من الممكن أن تجهض المشروع وخاصة مع بدء الصراع الأفغاني السوفييتي،،

قامت الهند  بـ3 تجارب نووية سنة 1998  وبعد التفجيرات الهندية بيومين بدأ التحضير لإجراء التجارب النووية الباكستانية في مرتفعات "جاكيا".

وفي 28 مايو 1998 أجرت باكستان خمسة تفجيرات نووية، وأعلن رئيس الوزراء "نواز شريف" عن إمكانية حمل الصاروخ "جوري" المتوسط المدى رؤوساً نووية، وفي 29 مايو 1998م تم إجراء التجربة السادسة وإعلان باكستان دولة نووية.

وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني وقتها نواز شريف  قيام بلاده بإجراء خمس تجارب نووية ردا على تجارب الهند النووية، وللدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء.

نشرت صفحة «باكستان بالعربي» مقطع فيديو للحظة التجربة في جبال «چاغي» في بلوشستان، وفيه رئيس الوزراء الأسبق «نواز شريف»، إضافة إلى العالم النووي «عبدالقدير خان» صانع القنبلة النووية، وسمي هذا اليوم بـ«يوم التكبير».
وكانت الهند وباكستان أعلنتا رسميا كبلدين نوويين في العام 1998.

تاريخ البرنامج النووي


تمثلت بدايات البرنامج النووي الباكستاني في إنشاء اللجنة الباكستانية للبحث الفضائي والجوي «سيوباركو» (SUPARCO).

 في العام 1961 والتي بدأت في العام 1962 في اختبار إطلاق صواريخ في المحيط الهندي.

 وفي عام 1962 وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على تزويد باكستان بمفاعل أبحاث صغير من نوع الماء الخفيف قدرته 5 ميغاواط والذي بدأ تشغيله عام 1965 الذي شهد أيضًا الشروع في البحث النووي في مدينة راولبندي وفي العام 1968 رفضت باكستان التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) وطوّرت سيوباركو في العام 1970 قدراتها من أجل إنشاء مركبات صاروخية.

بوتو يعلن تطوير السلاح النووي 

وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو في العام 1974 عن عزم بلاده تطوير السلاح النووي بعد أول تفجير نووي هندي وعلى الرغم من البدايات المتقدمة للبرنامج النووي الباكستاني، وعلى الرغم من الخوف الباكستاني من طموحات الهند في هذا المجال الذي ترجمه تصريح الرئيس ذو الفقار علي بوتو عام 1965، والذي تولى دعم البرنامج النووي الباكستاني للحصول على القنبلة الذرية بقوله: «إذا بنت الهند القنبلة فإننا سنقتات الأعشاب والأوراق، بل حتى نعاني آلام الجوع، ولكننا سنحصل على قنبلة من صنع أيدينا، إنه ليس لدينا بديل» على الرغم من كل ذلك تُعتبر باكستان متأخرة بسنوات عن البرنامج النووي الهندي، حيث مثلت تجربة القنبلة النووية الهندية عام 1974 صدمة عنيفة للقادة الباكستانيين الذين فتحوا المجال للعلماء بسرعة التحرك لسد الثغرة التي أحدثتها التجربة الهندية.

وقامت كندا في عام 1972 بتزويد باكستان بمفاعل من نوع الماء الثقيل مع منشأة لإنتاج الماء الثقيل، وقد قام العلماء الباكستانيون بعد ذلك بزيادة قدرة هذا المفاعل إلى 50 ميغاواط وحاولت باكستان الحصول على الأسلحة النووية عن طريقين، الأول: الحصول على البلوتونيوم من مفاعل الأبحاث بعد فصله، والثاني: إشباع اليورانيوم. والطريق الأول كان هو المرشح، حيث يتوفر لديهم المفاعل، وكان عليهم استخراج اليورانيوم وفصله بطريقة خاصة بمساعدة الفرنسيين الذين وقَّعوا اتفاقًا مع باكستان لإنشاء مصنع لتوضيب وقود البلوتونيوم عام 1974، إلا أن المشروع لم يسر بالطريقة المطلوبة وانسحب الفرنسيون بسبب الضغوط الأمريكية، وفي العام نفسه بدأ الحظر الغربي للتكنولوجيا النووية على باكستان وممارسة الضغوط من أجل إيقاف برنامجها النووي.

إنشاء هيئة الأبحاث النووية

وفي العام 1976 أُسند إلى العالم عبد القدير خان إنشاء هيئة الأبحاث النووية المعروفة باسم «معهد الأبحاث الهندسية» في كاهوتا في باكستان، وكان الهدف من إنشاء هذا المعهد هو تخصيب مادة اليورانيوم، وخلال مدة ست سنوات استطاع الوصول إلى أهدافه.

كان هناك قلق دائم في الغرب من احتمال حصول حرب بين الجارتين تستخدم فيها الأسلحة النووية، خاصة أن البلدين خاضتا ثلاثة حروب كبرى ضد بعضهما خلال العقود المنصرمة.
وأكدت الهند مرات عدة أن ترسانتها النووية شكلية بالدرجة الأولى ولن تستخدم في الحروب، لكن باكستان حذرت من أنها قد تضطر إلى استخدام أسلحتها النووية في حال قيام الجيش الهندي باجتياح الأراضي الباكستانية.

تخشى باكستان على الدوام العدد الهائل للجيش الهندي لذا ترى إسلام آباد أن التلويح بالسلاح النووي هو السبيل الوحيد لمنع الهند من التفكير بأي تحرك عدواني.


 كان إقدام الهند على أولى تفجيراتها النووية في منتصف السبعينات دفع  باكستان لامتلاك القنبلة النووية بتطوير مفاعلاتها على يد الشاب الباكستاني المتميز الدكتور عبد القدير خان.

 

تم نسخ الرابط