بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

أوقاف أسيوط تنظم ندوة بعنوان "وليالٍ عشرفالعظيم لا يُقسم إلا بعظيم"

أوقاف أسيوط تنظم ندوة بعنوان "وليالٍ عشرفالعظيم لا يُقسم إلا بعظيم"

ندوة بأوقاف أسيوط
ندوة بأوقاف أسيوط

بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، وأوقاف أسيوط برعاية فضيلة الشيخ محمد عبد اللطيف محمود مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية.

وفي مشهد إيماني مهيب، تزينت به أرجاء مسجد الأمير سنان بديروط الشريف،  أشرقت لحظة من لحظات النور واليقظة القلبية، حين تحدثت الواعظة الدكتورة شيماء صالح عبد الحميد  لتُحلق بأرواح الحاضرات في سماء العشر الأوائل من ذي الحجة، في درسها  والذي يحمل عنوان"وليالٍ عشر: فضلها وكيفية اغتنامها، فالعظيم لا يُقسم إلا بعظيم".

بدأت الواعظة حديثها بنفحات قرآنية تفتح أبواب السماء، حين استعرضت الآية الكريمة: "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر"، مشيرةً إلى عظمة ما أقسم به رب العزة جل جلاله، إذ لا يقسم إلا بما له شأن عظيم، وعظمة هذه الليالي تعود لما تحمله من خزائن النفحات الربانية ومواسم الطاعات التي تتزاحم فيها فرص الفوز بالرضا والمغفرة والرحمة.

انساب صوتها إلى القلوب وكأنّه نداء ملائكي يُوقظ الأرواح من سباتها، فذكّرت بحديث النبي ﷺ: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، ثم أوضحت أن هذه العشر هي تاج الزمان، وسيدة المواسم، وميدان السباق الحقيقي للمؤمنين، حيث تتعانق فيها القلوب مع ربها، وتتجدد فيها العهود وتصفو الأرواح.

قدّمت الواعظة عرضًا بديعًا لكيفية اغتنام هذه الأيام المباركة، فحثّت على الإكثار من الصيام، لاسيما صيام يوم عرفة، مستدلة بقول النبي ﷺ: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده". ثم تطرقت بأسلوب روحاني ساحر إلى أهمية التكبير والذكر، مشيرة إلى أنه شعار هذه الأيام، ووسيلة إحياء القلب، وأنه كان سنة الصحابة في الطرقات والأسواق، حيث كانوا يُكبّرون فيكبر الناس بتكبيرهم، فيغدو المجتمع بأسره متناغمًا مع نداء السماء.

كما شددت على عظمة الصدقة في هذه الأيام، وما لها من أثر في جلب البركة ودفع البلاء ومضاعفة الأجر، مستحضرة قوله ﷺ: "ما نقص مال من صدقة". ودعت إلى برّ الوالدين وصلة الأرحام، معتبرة إياها من أحب الأعمال إلى الله، خاصة في مواسم الخير، مستشهدة بقوله ﷺ: "رِضا اللهِ في رِضا الوالدِ".

وتناولت الحديث عن التوبة النصوح والرجوع إلى الله، ففتحت نوافذ الرجاء في قلوب الحاضرات، وبيّنت أن باب التوبة لا يُغلق، وأن الله يحب التوّابين ويقبلهم مهما عظمت ذنوبهم، فقرأت عليهن قوله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ"، وكأنها تبث في القلوب أملاً جديدًا.

وختمت الواعظة اللقاء بدعاء نابع من أعماق القلب، فارتفعت الأكف، وانهمرت الدموع، وتجلّت في المسجد لحظة روحانية قلّ نظيرها، حيث سألت الله تعالى أن يبلغ الجميع فضل هذه الأيام، وأن يرزقهم القبول، وأن يغمرهم برحماته الواسعة.

غادرت الحاضرات اللقاء وهنّ يحملن في قلوبهن شعورًا مختلفًا، وكأنهن خرجن من عالم إلى آخر، عالم تفتح فيه السماء أبوابها وتتنزل فيه الملائكة ببركات لا تُوصف. 

لقد كان درسًا حيًّا نابضًا، تجلت فيه روح الكلمة، وجمال المعنى، وصدق النية، واستبانت فيه ثمرة الجهود الدعوية المباركة التي توليها وزارة الأوقاف كل العناية، لتجديد الإيمان في القلوب، وتزكية الأرواح، وغرس معاني الطاعة في البيوت.

 

تم نسخ الرابط