بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

كيف حولت إسرائيل مراكز المساعدات بغزة إلى فخ للقتل الجماعي وأداة للتهجير؟

الاحتلال يحتجز فلسطينيين
الاحتلال يحتجز فلسطينيين داخل اقفاص لتوزيع المساعدات عليهم

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحول مواقع توزيع المساعدات الإنسانية إلى "مصائد للقتل الجماعي"، في حين وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" تلك المواقع بأنها أداة تُستخدم لتهجيرسكان القطاع قسرًا.

وتأتي هذه التصريحات عقب مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال قرب موقع لتوزيع المساعدات الأمريكية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم الأحد, أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة 120 آخرين، بحسب مصادر فلسطينية. وفقا لوكالة أنباء (وفا) الفلسطينية

“مجازر تُرتكب تحت غطاء إنساني زائف”

وأوضح المكتب الإعلامي أن حصيلة الشهداء في مواقع توزيع المساعدات ارتفعت إلى 39 شهيدًا وأكثر من 220 مصابا خلال أقل من أسبوع، محمّلًا إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه "المجازر التي تُرتكب تحت غطاء إنساني زائف".

وطالب المكتب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق الجرائم المرتكبة في مواقع توزيع المساعدات، ومحاسبة المسؤولين أمام المحاكم الدولية، مشددًا على رفض كل أشكال "المناطق العازلة" أو "الممرات الإنسانية" التي تُدار بإشراف الاحتلال أو بتمويل أمريكي، واصفًا إياها بأنها "فخ للمدنيين الجوعى لا وسيلة للنجاة".

أوضاع صحية كارثية

من جانبها، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن مستشفيات القطاع استقبلت اليوم, 21 شهيدًا، و5 حالات وُصفت بـ"الموت السريري"، بالإضافة إلى 30 إصابة بالغة، جراء القصف الذي استهدف نقطة المساعدات غرب رفح, وأشارت الوزارة إلى وجود نقص حاد في وحدات الدم ومستلزمات الجراحة والعناية المركزة، محذرة من أن أقسام العمليات والطوارئ باتت عاجزة عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين.

حماس تعلق على المجزرة

من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن ما حدث هو "مجزرة وحشية" ارتكبها جيش الاحتلال بحق آلاف المواطنين الذين توجهوا إلى مركز توزيع مساعدات تديره إسرائيل غرب رفح، مضيفة أن المجزرة أسفرت عن استشهاد أكثر من 35 شخصًا وإصابة نحو 150 آخرين.

وقالت الحركة في بيان إن "الاحتلال يستخدم هذه المراكز الواقعة تحت سيطرته كمصائد لاستدراج المدنيين الجوعى"، مؤكدة أن المجزرة تكشف "الطبيعة الفاشية" لسياسات الاحتلال، وسعيه إلى إذلال الفلسطينيين وقتلهم تحت غطاء إنساني.

وحمّلت الحركة, إسرائيل والإدارة الأمريكية "المسؤولية الكاملة عن المجازر الجارية في مواقع توزيع المساعدات"، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باتخاذ "قرارات عاجلة وملزمة" لوقف ما وصفتها بـ"الآلية الدموية"، وفتح معابر قطاع غزة بشكل فوري لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بإشراف المؤسسات الأممية المعتمدة.

رد إسرائيلي

في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «أفيخاي أدرعي»، في بيان عبر منصة فيسبوك: "حتى هذه اللحظة، لا تتوفر معلومات تشير إلى وقوع إصابات بنيران الجيش داخل موقع توزيع المساعدات". وأكد أن "الموضوع لا يزال قيد التحقيق".

واقع ميداني مأساوي

من جهته، وصف مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة ما يجري في نقاط توزيع المساعدات بأنه "فخ مميت" لسكان القطاع، مشيرًا في تصريح للجزيرة إلى وجود نحو 40 إصابة حرجة في موقع استهداف غرب رفح، وأن الطواقم الطبية غير قادرة على إنقاذ العديد منهم, وأوضح أن معظم الإصابات تتركز في الأطراف العلوية، وأن المرافق الطبية تعاني من نقص كارثي في التجهيزات، بينما يضطر مئات المصابين لافتراش الأرض بانتظار أي تدخل طبي.

وكانت إسرائيل قد بدأت منذ 27 مايو الماضي تنفيذ خطة مشبوهة لتوزيع مساعدات إنسانية عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من تل أبيب وواشنطن، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة وعدد من منظمات الإغاثة الدولية.

تم نسخ الرابط