خدعة اللإنسانية.. ماذا حدث في مركز توزيع المساعدات بغزة؟

بأجسادٍ أنهكها الجوع، وبقلوب تستمد عزيمتها من الصمود، توجه مئات الفلسطينيين صوب مركز توزيع مساعدات غذائية، للحصول على ما يمكنهم من استمرار العيش على قيد الحياة للحفاظ على ما تبقى من أرضهم في سبيل قضية الكرامة التي يعيشون من أجلها منذ عشرات السنين، لكنهم لم يدركون أن جيش الإحتلال الإسرائيلي قد دس لهم السم في العسل، إذ أطلق عليهم الرصاص الحي، أثناء تواجدهم للحصول على المساعدات الإنسانية، ما تسبب في سقوط عشرات الشهداء والمصابين.
وعقب محاولات مصرية قطرية أمريكية، للتوصل لوقف إطلاق النيران، وإصرار أممي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين وسط القطاع، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتدائه المستمر على المواطنين، وانتهاكه للقانون الدولي، الأمر الذي أدانته المنظمات الدولية، وعدد من الدول التي رفضت الإصرار الإسرائيلي على مواصلة حصد أرواح الأبرياء.
وفي مجزرة جديدة حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا " أن القطاع شهد جريمة حرب جديدة، تُشير إلى تصعيد خطير يُنذر بكارثة إنسانية كبيرة بعد السماح بدخول المُساعدات، استُشهد اليوم أكثر من 50 شخص جراء قصف إسرائيل لمراكز توزيع المُساعدات في قطاع غزة، وذلك مُنذُ بدء عمليات التوزيع، مُشيرة إلى أن اسرائيل تستهدف بشكل مُباشر المواقع المدنية المعنية بتقديم المُساعدات الإنسانية ليتم تسجيل جريمة حرب جديدة في سجل اسرائيل وإنتهاكاتها المُستمرة في قطاع غزة، مما يجعل الجميع في إنتظار تحرُك المُجتمع الدولي بشكل عاجل لإنقاذ المدنيين.
عقب الحصار المستمر خلال الفترة الماضية، والتشديد الإسرائيلي على عدم وصول المساعدات الإنسانية للقطاع، صارت مراكز الإيواء هي الأمل الوحيد لمئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الذين يدفعون ثمن هذه الاعتداءات التي تخالف جميع القوانين الدولية.
وأشارت وكالة وفا الفلسطينية أنه مع إستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة أصبحت هذة المراكز هي الملاذ الأخير لضمان استمرار الحياة، إلا أن التقارير الواردة تُشير ومع استمرار الحصار المفروض على القطاع، أصبحت هذه إلى استهداف الاحتلال الاسرائيلي لهذة المراكز بشكل ممنهج، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء الذين كانوا ينتظروف الحصول على أبسط مقومات العيش.
وأضافت أن الانتهاكات الاسرائيلية تُعد بمثابة دليل على استخفاف الاحتلال بحياة المدنيين وبالمواثيق الدولية التي تُجزم استهداف المدنيين والمُنشئات الإنسانية، وتُشير شهدات شهدات الناجين إلى أن القصف كان يستهدف بشكل مُباشر مناطق الاكتظاظ بالمدنيين، مما يُشير تساؤلات جدية حول نوايا الاحتلال وسعية إلى تعميق الأزمة الإنسانية في القطاع.
ووقع انفجار كبير قرب مركز لتوزيع المساعدات بمحيط محور "نتساريم" وسط قطاع غزة، يوم الأربعاء الماضي، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، فيما أطلق عناصر من الجيش الإسرائيلي النار على عدد من سكان غزة، خلال عودتهم من محور نتساريم بعد تلقي المساعدات.
الأمر الذي دفع عدد من حشود الفلسطينيين اقتحام مستودعا تابعا للأمم المتحدة في قطاع غزة، في وقت تتدفق فيه المساعدات إلى القطاع.
الجدير بالذكر أن قطاع غزة يقف على شبه مجاعة وكارثة إنسانية لم يشهدها من قبل، بسبب التعنت الإسرائيلي في استمرار الحرب وعدم وصول المساعدات للمدنيين، وسط صمت دولي وعدم القدرة على التحرك لوقف الاعتداء الإسرائيلي الغاشم الذي لم يخضع لأي قانون دولي حتى الآن.