عاجل.. تعطل رحلات مطار بن جوريون بعد إطلاق صاروخ من اليمن

توقّفت حركة رحلات الإقلاع والهبوط في مطار بن جوريون الدولي القريب من تل أبيب، بعد تفعيل صفارات الإنذار إثر إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن نظام الإنذار في محيط المطار انفعل مباشرة عند رصد الصاروخ القادم من اليمن، ما دفع الطائرات إلى تعليق إقلاعها وهبوطها بشكل فوري، حفاظًا على سلامة الركاب والطواقم.
وفي تصريحات رسمية للناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أعُلن اكتشاف الصاروخ المُطلق من اليمن عبر منظومات الرصد الجوي باسم "البانيتا".
وأكّد البيان أن وحدة الدفاع الجوي تتعامل مع التهديد بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن الصاروخ لم يصل إلى الأجواء الإسرائيلية.
وشدّد على أنه لم تُسجَّل أي إصابات أو أضرار حتى الساعة، وأن القوات مستمرة في متابعة مصادر الإطلاق لضمان عدم تكرار الحادثة في المناطق الحدودية والقريبة من المناطق المدنية.
وتُعتبر هذه الحادثة الثالثة من نوعها خلال الأشهر الستة الماضية التي تشهد محاولة إطلاق صواريخ من اليمن صوب المنطقة الجنوبية لإسرائيل. ففي مارس الماضي، سبق أن أطلقت جماعات مدعومة من إيران صاروخًا باتجاه النقب.
وفي أبريل، تكرّر سيناريو مشابه قرب عسقلان.
ويُرجع محلّلون أمنيون هذه العمليات إلى تصاعد التوترات في المنطقة وتعاظم دور الحوثيين في اليمن، الذين أعلنوا سابقًا عن دعمهم للمقاومة الفلسطينية. ويُخشى أن يؤدي استمرار هذه الهجمات المتفرقة إلى زعزعة الأوضاع الأمنية ورفع مستوى التأهب في المناطق الجنوبية والوسطى لإسرائيل.
ومن جهتها، أعلنت إدارة مطار بن جوريون تعليق كافة الرحلات الوافدة والمغادرة مدة ساعتين قابلة للتمديد، لحين التأكد من خلو الأجواء من أي مخاطر أخرى.
ووُجّهت طائرات عدّة إلى مطارات بديلة في القدس وعسقلان للهبوط الاضطراري، في حين اضطر عدد آخر إلى الإبقاء في أجواء الانتظار حتى صدور تعليمات الاستئناف.
وأشار مصدر مسؤول في المطار إلى أن فرق الأمن تفقدت المدرجات ومحيط المطار للتأكد من عدم وجود شظايا أو تأثيرات ناتجة عن الصاروخ قبل استئناف العمليات الجوية.
ومحليًا، أعرب عدد من الركاب عن قلقهم من تكرار توقف الرحلات، خصوصًا أن مطار بن جوريون يحمل أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة لإسرائيل، إذ يشكّل النافذة الجوية الرئيسية للنقل المدني والتجاري.
ويتأثر الاقتصاد الإسرائيلي سنويًا بإغلاق المطار لساعات أو أيام نتيجة الإنذارات الأمنية، ما يكبد شركات الطيران والفنادق وغيرها من القطاعات خسائر مالية إضافية.
وفي المقابل، يرى مراقبون أن تسهيل تنسيق الإجراءات الأمنية مع الدول المجاورة، خصوصًا دول الخليج، يمكن أن يقلل من حجم التهديد ويتسبّب في ردع محاولات الإطلاق.
ويحاول الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع أجهزة المخابرات الإقليمية، تشديد الحصار الجوي إحكام الرقابة على المسارات الجوية القادمة من الدول المجاورة، ويُجري تحديثات دورية لمنظومات الدفاع الصاروخي مثل "القبة الحديدية" و"البانيتا" لضمان اعتراض أي تهديد جوي.
كما يتواصل التنسيق مع الولايات المتحدة لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول منصّات الإطلاق في اليمن، بهدف استباق أي تطورات جديدة.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الحوثيين على مواصلة عمليات إطلاق الصواريخ، وسط تحذيرات دولية من تصاعد التوتر في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي حال تكرّر الهجوم مستقبلًا، قد يلجأ مطار بن جوريون إلى إجراءات أكثر صرامة تشمل إغلاقًا أطول أو نقل جزء من الرحلات إلى مطارات دول الجوار.
ومع اقتراب موسم العطلات الصيفية، من المتوقَّع أن يزداد الضغط على المسافرين الإسرائيليين والأجانب، ما يضع السلطات أمام تحدٍّ في كيفية موازنة بين الأمن والحفاظ على تدفق الحركة الجوية دون تعطيل كبير.
وفي الختام، تؤكّد هذه الحادثة أن التوترات في اليمن لا تزال تمتدّ تداعياتها إلى شمال شرق إفريقيا وجنوب غرب آسيا، وأن أي تصعيد إضافي قد يضرّ بأمن الملاحة الجوية المدنيّة، مما يستدعي تكثيف جهود التهدئة والردع قبل أن يتحول الأمر إلى أضرار جسيمة للبنية التحتية الحيوية والاقتصاد الإسرائيلي.