«شباك العنكبوت».. أوكرانيا تنفذ عملية نوعية داخل روسيا

أعلنت أوكرانيا رسميًا تنفيذ عملية استخباراتية دقيقة أطلقت عليها اسم "شباك العنكبوت"، استهدفت خلالها قاذفات استراتيجية روسية في عمق الأراضي الروسية، في تصعيد نوعي جديد للصراع المستمر مع موسكو.
وأوضح غيث مناف، مراسل "القاهرة الإخبارية"، أن العملية شاركت في تنفيذها أجهزة الأمن الخاصة الأوكرانية بالتعاون مع الاستخبارات العسكرية، وقد تم التحضير لها بشكل سري منذ أكثر من عام ونصف العام.
وحسب البيان الصادر عن جهاز الأمن الأوكراني، جرى تهريب طائرات مسيرة منخفضة التكلفة إلى الداخل الروسي داخل حاويات شحن مموهة، تم إعدادها مسبقًا لتفعيل الطائرات عن بُعد عند وصولها إلى المناطق المستهدفة.
وبلغت تكلفة الطائرة الواحدة نحو 600 دولار أمريكي فقط، إلا أنها تمكنت من إلحاق أضرار جسيمة بعدد من القاذفات الروسية.
وتمكنت هذه المسيّرات من تدمير طائرتين من طراز "تو-160"، وهي من القاذفات الثقيلة القادرة على إطلاق صواريخ عابرة للقارات، إلى جانب إلحاق أضرار بطائرات أخرى من طراز "تو-95"، وهي أيضًا من القاذفات الاستراتيجية التي تستخدمها روسيا في ضرباتها البعيدة المدى.
وأكد التقرير أن الطائرات المسيّرة تم نقلها داخل حاويات شحن مجهزة بأبواب إلكترونية، ووضعت على متن شاحنات يقودها سائقون مدنيون لا يعلمون شيئًا عن حمولتها الحقيقية.
ووُجهت الشاحنات إلى مناطق قريبة من منشآت عسكرية حساسة، تحت غطاء أنها تحمل بضائع لمخازن تجارية.
وعند وصول الشاحنات إلى المواقع المحددة، تم تفعيل الطائرات عن بعد باستخدام الإنترنت المرتبط بالحاويات، لتنطلق مباشرة نحو أهدافها وتنفذ الهجوم بنجاح.
وتُعد هذه العملية تحولًا نوعيًا في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، حيث تشير إلى تصعيد قدرات كييف على اختراق العمق الروسي بأساليب متقدمة وبكلفة بسيطة، في حين تواجه موسكو تحديات متزايدة في حماية منشآتها العسكرية من مثل هذه الهجمات غير التقليدية.
وتؤكد هذه العملية أن الحرب الاستخباراتية والهجمات السيبرانية أصبحت عنصرًا أساسيًا في الصراع بين الطرفين، مع ازدياد استخدام المسيرات كأداة فعالة للهجمات الدقيقة منخفضة التكلفة.