شهداء لقمة العيش.. "درّاسة القمح" تحصد الأرواح بحقول المنوفية

في قلب الريف المصري، حيث يكدح الفلاحون من أجل لقمة العيش، تتحول ماكينة "دراسة القمح" من أداة للحصاد إلى الة لحصد الأرواح.
فى محافظة المنوفية والتي تعتبر من أبرز المحافظات الزراعية في مصر، شهدت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من الحوادث المأساوية التي راح ضحيتها عدد من المزارعين أثناء عملية درس القمح لينتهي أمر الحصاد بإعلان الوفاة دونما الحصول على الفرحة بجنى المحصول.
حوادث مأساوية
شهدت محافظة المنوفية العديد من الحوادث المأساوية التي شهدت عليها رحلة الحصاد لمحصول القمح بالحقول، فقد لقى " محمد ع ح " 30 سنة، مصرعه أثناء عملة في دراس القمح بقرية البرانية التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، بعد اختلال توازنه وسقوطه داخل ماكينة الدراس للقمح لينتهي الامر بإعلان الوفاة .
واقعة متكرر
وفي واقعة مشابهة، توفي " محمد ع م "40 سنة، مقيم بقرية كوم الضبع التابعة لمركز الباجور، وذلك أثناء قيامه بدرس القمح، انزلقت قدمه وسقط داخل الماكينة، التي قامت بتمزيق جسده بالكامل.
سيدة تدفع حياتها
شهدت قرية الروضة التابعة لمركز بركة السبع، حادثة مؤلمة، حيث توفيت " أسماء م ح "23 سنة، أثناء جمعها لمحصول القمح، حيث تعرضت للدغة نحلة أدت إلى هبوط حاد في الدورة الدموية، وتوفيت بعد خمسة أيام من دخولها العناية المركزة.
فلاح تلتهمه الدراسة
لقى " ح ي ش "40 سنة، مصرعه أثناء عمله على ماكينة دراس القمح حتفه متأثرا بإصابات بالغة نتيجة التهام أجزاء من جسده بواسطة الماكينة خلال عملية الدراس، لينتهي الأمر بإعلان الوفاة .
سحب فلاح داخل الماكينة
لقى " شحته ا ا " 36 سنة، مزارع، مقيم بقرية منشية جريس التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، مصرعه داخل ماكينة دراسة القمح أثناء وضع القمح بداخلها، حيث سحبته الى داخلها وحولته إلى قطع أشلاء صغيرة.
غياب إجراءات السلامة
تشير هذه الحوادث إلى غياب إجراءات السلامة المهنية في العمليات الزراعية، خاصة أثناء استخدام ماكينات درس القمح، وعدم وجود وسائل حماية حول أجزاء الماكينة المتحركة، وعدم تدريب العمال على الاستخدام الآمن لهذه المعدات، يزيد من خطر وقوع الحوادث.
دعوة للتحرك الفوري
يعتبر تكرار هذه الحوادث المأساوية أمرا يستوجب التحرك السريع من الجهات المعنية لتوفير برامج تدريبية للمزارعين على استخدام المعدات الزراعية بأمان، وتوفير وسائل حماية على ماكينات الدرس، بالإضافة إلى حملات توعية حول أهمية السلامة المهنية في الزراعة حتى لا يكون الأمر بالوفاة لجامعي محصول القمح، علاوة على متابعة الجهات الرقابية تطبيق معايير السلامة في العمليات الزراعية، وضمان توفير المعدات الآمنة للمزارعين، خاصة في القرى والمناطق الريفية.