لمدة ثلاثة أيام.. اقتراح روسي بوقف إطلاق نار في محادثات السلام

أعلن رئيس الوفد الروسي المفاوض أن موسكو سلّمت الجانب الأوكراني مسودة مذكرة تتضمن مقترحات لتحقيق سلام مستدام في المنطقة.
وتمحورت النقاشات حول بناء أسس اتفاق شامل يهدف إلى إنهاء العمليات القتالية، حيث تركز الجزء الأول من المسودة على كيفية التوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأمد.
وأما الجزء الثاني فخصّص لاقتراح وقف إطلاق نار مؤقت مدته ثلاثة أيام في مواقع محددة داخل الأراضي الأوكرانية.
وأوضح رئيس الوفد الروسي أن المسودة تضمنت أيضًا ترتيب آليات تبادل الجنود المصابين بجروح خطيرة بين الطرفين، من خلال تشكيل لجان طبية مشتركة تكون مهمتها تأمين نقلهم إلى المستشفيات وإعادة الحالات الحرجة بشكل منتظم.
وشدد على أن هذه الخطوة تعتبر أولى ملامح الثقة المتبادلة بين الطرفين، إذ تُظهر حرص موسكو على التخفيف من معاناة المدنيين والعسكريين المصابين.
ومن جهة أخرى، أوضح المفاوض الروسي أن الوفد حدّد بدقة هوية جميع جثث الجنود الأوكرانيين التي تعتزم روسيا تسليمها إلى كييف خلال مدة وقف العمليات القتالية المقترحة. وأضاف أن الجثث ستُنقل عبر ممرات آمنة وبإشراف دولي، للتأكد من وصولها سليمة إلى الجهات المختصة في العاصمة الأوكرانية.
ويأتي ذلك بهدف تخفيف معاناة أسر الضحايا ورفع المعاناة الإنسانية الناجمة عن تأخير تسليم الجثث، وهو ما يؤكد حرص روسيا على مراعاة الجوانب الإنسانية في سياق النزاع المستمر.
وفي سياق متصل، أفاد الوفد الروسي بأن المفاوضات شهدت نقاشات فنية حول تحديد المناطق التي ستشملها فترة الهدنة، مع مراعاة التقسيم الإقليمي والظروف الميدانية المتغيرة.
وأشار إلى أن موسكو اقترحت وقفًا ناريًا يشمل مناطق محددة من دون توسعة النطاق ليشمل كامل التراب الأوكراني، مراعيةً بذلك أولويات الأمن العسكري والاستقرار المحلي.
وبيّن أن اللجنة المشتركة ستُشكّل سريعًا لمتابعة تطبيق وقف إطلاق النار وضمان التزام الطرفين بالمواعيد والالتزامات المنصوص عليها في المسودة.
ويذكر أن الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية اختتمت دون توقيع رسمي على أي وثيقة، إلا أن الجانب الروسي أكد أن المناقشات أسفرت عن تفاهمات أولية حول البنود الرئيسية للوقف القتالي والتبادل الإنساني.
واتفق الطرفان على مواصلة المشاورات التقنية والفنية خلال الأيام المقبلة، تمهيدًا لجولة مقبلة تهدف إلى بلورة التفاصيل النهائية لمسودة الاتفاق.
ويُتوقع أن يلتقي الجانبان مجددًا خلال الساعات المقبلة لتحديد جدول زمني واضح لتنفيذ بنود وقف إطلاق النار المؤقت، بالإضافة إلى تأمين سُبل تبادل الجنود المصابين وتحديد آليات نقل الجثث.
ويأمل المجتمع الدولي بأن تفضي هذه الخطوات الأولية إلى هدنة أوسع تُمهّد لمفاوضات أكثر شمولًا تهدف إلى تحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد في المنطقة.